د. الخطيب: السفر والسياحة مرتبطان بالانحراف الفكري لدى البعض

خلال محاضرة عن «الانحراف الفكري»

TT

أكد الدكتور محمد الخطيب أستاذ التربية بجامعة الملك سعود ومدير مدارس الملك فيصل، أن السفر والسياحة مرتبطان ارتباطا كبيرا بالانحراف الفكري، وتتشكل لدى الأفراد كثير من المؤثرات الخارجية من خلال الاحتكاك أثناء السفر والسياحة، كما أن الكثير من الأمور غير المتاحة في بيئات محلية قد تكون موجودة في بيئات خارجية، مشيرا إلى أن قضايا الغزو الفكري مستمرة ولا يمكن القضاء عليها في عالم يتسم بالانفتاح وأنه موجود منذ زمن بعيد.

وأضاف الدكتور الخطيب خلال ندوة بعنوان «الانحراف الفكري، وعلاقته بالأمن الوطني والدولي» نظمتها إدارة الشؤون الثقافية بوزارة الداخلية بالرياض مساء أمس الأول، أنه لا يمكن تعميم بعض الحالات الفردية التي ضبطت تبث فكرا منحرفا للطلاب على جميع المعلمين، مفيدا أن بعض المواقف تحت إطار ما يسمى المنهج الخفي قد استغلت لنقل الفكر المنحرف في بعض المناطق، وقد أخذت الإجراءات اللازمة.

ودعا الخطيب إلى تنوير الجهاز التعليمي بخطورة نقل الأفكار غير المستندة إلى أسس شرعية صحيحة، لافتا إلى وجوب إعادة النظر في بعض البرامج التعليمية، إذا ما تسبب في نشر بعض الأفكار المسمومة.

وأشار مدير مدارس الملك فيصل إلى أن البرامج الإعلامية التي تخلو من الانضباط، قد تساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في حدوث العديد من مظاهر الانحراف الفكري، وتسهم في تقليص الفرص التي تساعد على إقرار الأمن الفكري.

ودحض الخطيب فكرة أن تكون الانحرافات الفكرية ظاهرة كبيرة، موضحا أنها مشكلة بحدود ضيقة وليست ظاهرة تدعو إلى القلق والخوف، ولكنها قد تصبح ظاهرة كبيرة إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية في جميع المؤسسات التعليمية للتصدي لها.

وفي تعليق على مداخلة احد الحضور حول نجاح مادة «التربية الوطنية» في التصدي لتلك الأفكار الضالة، قال الدكتور الخطيب ان مادة التربية بحاجة إلى إعادة نظر، مشيرا إلى أن لجنة متخصصة لإعادة النظر في كل ما يتعلق بهذه المادة وهي بصدد الانتهاء، حيث سيتم تلافي جميع السلبيات الموجودة فيها.

وأضاف أستاذ التربية بجامعة الملك سعود أن الانحراف الفكري تدعمه مؤسسات وتنظيمات، وأنه عندما يكون مدعوما بتنظيمات مؤسسية، لا يمكن التخلص منه بسهولة، مبينا أن الجهد المبذول للبرامج التوعوية التي تتم داخل المدارس أقل بكثير مما ينبغي أن يقدم هناك، وينبغي أن تعمل جميع الأجهزة بشكل متكامل على صياغة برامج متطورة مستفيدة من تجارب عالمية لكي توثق ما يسمى بالتربية الوقائية.

وتطرق المحاضر إلى الانحراف الفكري ووصفه بأنه ظاهرة قديمة حيرت العقول ويصعب منعها بصورة نهائية وتعتبر من أشد أنواع الانحراف خطرا، مضيفا أنه فساد ينتقل بسرعة إلى عقول الشباب وأنصاف المثقفين الذين يميلون بطبيعتهم إلى تصديق الاتهامات دون تمحيص أو تدقيق.

وبين الخطيب أن الانحراف الفكري هو إبعاد الفكر عن الحق والصواب ويؤدي إلى التشكيك في الأهداف والمصالح والنظم والعقائد من اجل مكاسب محدودة أو موسعة بطرق غير مشروعة ويؤثر بصورة سلبية على أمن الفرد ومجتمع الدولة والمجتمع الدولي، مشيرا أنه قد يكون في الفكر وحده أو في السلوك وقد يكون فيهما معا.

وقسم الدكتور الخطيب الانحراف إلى خمسة أقسام هي: الغلو والبغي والتعصب والعنف والإرهاب، مفيدا ان هناك عوامل تسهم في انتشار الانحراف الفكري لدى الشباب والأطفال ومنها المشكلات الأسرية والصعوبات المدرسية والتعصب العقدي والديني، والافتقار إلى نموذج القدوة وعوامل التحديث في المجتمع وثقافة العنف وضعف الضمير وانتشار القيم السلبية، كما أن هناك عوامل نتجت عنها الانحرافات الفكرية، وهي الأساليب الإعلامية للغزو الفكري والإغراءات المادية والانحرافات الجنسية والوعود بالجاه والسلطان والمراتب العليا والسفر والرحلات وإثارة الشبهات وتشويه القيم وتعبئة عقول الجيل بأفكار مضللة والدعاية والشائعات.