ارتفاع قياسي في أسعار الذهب يحبط المستثمرات في الأسهم

خبراء: نحن في بداية طفرة سعرية تاريخية في سوق الذهب

TT

لم تستطع البورصة السعودية الحفاظ على جاذبيتها في عيون المستثمرات السعوديات اللاتي دفعتهن الرغبة في الأرباح العالية، التي توفرها هذه الوسيلة الاستثمارية، إلى تجاهل تراث عريق من النصائح عن الاستثمار المأمون من وجهة نظرهن، الذي لا يعني لدى المرأة السعودية غير «الذهب»، حيث كانت تنظر المرأة السعودية إلى الذهب باعتباره استثماراً مضموناً لا سبيل إلى التفريط فيه مهما كانت الظروف، كونه يمنحها شعوراً بالأمان من تقلبات الدهر، إلا أن الصفعة القاسية التي تلقتها المستثمرات من هبوط الأسهم جعلتهن يتراجعن عن قرار الاستثمار في البورصة محفوفة المخاطر، والعودة إلى الاطمئنان الذي يمنحه الذهب ولو بربح أقل.

وكانت الأيام الماضية قد شهدت ارتفاعاً قياسياً في أسعار الذهب، حيث تجاوزت لأول مرة منذ ما يقارب العقدين حاجز الـ 600 دولار محققة 614 دولارا للأونصة يوم الثلاثاء الماضي، في الوقت الذي أكد فيه الخبراء على أن هذا الارتفاع ليس إلا البداية، وأن أسعار الذهب إلى صعود في الفترة المقبلة.

هذا الارتفاع رأت فيه شريحة كبيرة من السعوديات ضربة أخرى بعد الهبوط الذي شهده سوق الأسهم، وباعثاً على الندم بسبب تفريطهن في استثماراتهن الذهبية واتجاههن إلى مؤشر الأسهم، في فترة كان الاستثمار عن طريق شراء الذهب هو الاستثمار الوحيد الذي تقبل عليه حوالي الـ 90 بالمائة من السعوديات، بحسب ما يوضح سعيد العمودي (تاجر ذهب)، قبل الانفتاح الكبير على سوق الأسهم والمضاربة فيها «الأمر الذي دفع الكثيرات لتحويل مسارهن الاستثماري ببيع المصوغات الذهبية التي بحوزتهن والدخول إلى سوق الأسهم، الأمر الذي أعقبه خسارة كبيرة زاد من وقعها ارتفاع أسعار الذهب»، ويضيف العامودي «الإقبال على الذهب الآن قليل نسبياً، ولا شك أن الارتفاع في أسعاره هو سبب من بين الأسباب»، لكنه استدرك قائلاً «نتوقع إقبالاً أكبر مع بداية العطلة الصيفية برغم ارتفاع الأسعار بسبب موسم الأعراس والمناسبات».

إحدى النساء اللاتي لم يغرهن الاستثمار في بورصة الأسهم بكل مغرياتها، أبدت ارتياحها لارتفاع سعر الذهب، ودافعت عن الاستثمار في الذهب بقولها «كما يقول المثل قديمك نديمك، ونحن اعتدنا من أيام جداتنا على الاستثمار في الذهب فهو مضمون، صحيح أن هامش الربح فيه أقل من ذلك الذي يوفره سوق الأسهم، لكن بالمقابل الخسارة ضئيلة جداً إن لم تكن معدومة».

من جانبه أكد الدكتور أحمد العثيم، رئيس مجموعة العثيم وخبير المعادن النفيسة الإقليمي، أن الطلب على الذهب كأداة استثمار احتياطية خالية من المخاطر التي تحف باستثمارات أخرى ـ مثل المضاربة في سوق الأسهم ـ يفسر هذا الارتفاع غير المسبوق، على الرغم من الركود الذي تشهده أسواق الذهب العالمية.

وقال العثيم «هناك مجموعة من العوامل الأساسية التي تدل على أننا لا نزال أمام بداية طفرة سعرية تاريخية، ولسنا في انتظار انخفاض في الأسعار»، واستطرد قائلاً «الطفرة في أسعار النفط والسلع، التي ترافق أسعار الذهب والتطورات السياسية غير المستقرة، كلها تذكر بالسباق الذي خاضته أسعار الذهب في عقد سبعينات القرن الماضي، عندما قفز السعر من 35 دولاراً أميركياً إلى 850 دولاراً».