عضو «حقوق الانسان» يطالب وزارة العمل بحماية مرضى الإيدز من شرط الفحص

د. الحقيل: أكثر من ألفي مصاب في السعودية في ظل محاربة جهات دينية استخدام الموانع

TT

طالب الدكتور عبد الله الحقيل استشاري الأمراض المعدية في مستشفى التخصصي بالرياض وزارة العمل وحقوق الإنسان بالتدخل لحماية المرضى المصابين من طلب بعض المؤسسات الخاصة وعدد من المؤسسات الحكومية إجراء فحص طبي للكشف عن مرض نقص المناعة «الايدز» والذي رآه طلبا غير مبرر، حيث حرم المتقدمين من فرص عمل متعددة.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط» لم يستبعد الحقيل إقدام عدد قليل من الشباب على الزواج دون إخطار الشريك الآخر بحقيقة المرض، مع نفيه وجود أي عصابة منظمة لنقل المرض من قبل وافدين..

> هناك من يصف بوجود حالة عدوانية لبعض المصابين بمرض نقص المناعة «الايدز» مما يدفعهم إلى التعمد بنقل المرض للآخرين، إلى أي مدى ذلك صحيح؟

ـ الشعور العدواني تجاه المجتمع كان في السابق، حيث تضاعفت حالات الإصابة في الايدز عن طريق نقل الدم، إلا أن مثل هذا الشعور بدأ بالانحسار في السنوات العشر الأخيرة، وأصبح لدى المصابين شعور قويا بالأخلاقيات، رغم تواجد بعض الفئات اللامبالية، أما النوع العدواني فهي حالات محدودة يتدخل فيها الطب النفسي.

> ترددت أنباء عن وجود ما يسمى بعصابات المافيا في بعض مناطق السعودية لنقل «الايدز» للشباب والفتيات، ما ردك على ذلك من خلال نسب ارتفاع المرض؟

ـ القضية ذي طابع أمني، واعتقد أن مثل هؤلاء تمكنوا من الدخول للسعودية بطريقة غير نظامية، وأطالب وزارة الداخلية والصحة باشتراط إجراء فحص طبي يخضع له كل من يبحث عن إصدار إقامة نظامية للكشف عن مرض «الايدز»، رغم أنني أجد أن المعامل الخاصة لذلك دون المستوى المطلوب.

> ولكن هل تعتقد بوجود عصابات منظمة لنقل المرض داخل السعودية؟

ـ لا علم لي بذلك.

> الارتفاع المتزايد للمصابين بمرض نقص المناعة ألا يعطي إشارة لوجود مثل هذا العمل المنظم؟

ـ لا اعتقد ذلك، والقضية الحالية تعتمد على التوعية التي لا زالت ضعيفة، فأكثر من 80 بالمائة من الإصابات عن طريق الاتصال الجنسي، فانتقال المرض عن طريق نقل الدم والأعضاء والحقن الطبي أصبح شبه معدومة، فالمقولة بوجود مؤامرة أمر مبالغ فيه.

> الحديث لا يتعلق بوجود مؤامرة وإنما تخطيط لذلك؟

ـ ممكن أن يقع الشباب ضحية بائعات الهوى ممن قد لا يطلعن الشباب على إصابتهن بالمرض، كونه مصدر دخل مادي بالنسبة لهن، وكون حالات ممارسة الجنس الغير مشروع أمرا طوعيا وليس بالإكراه، يبقى هنا دور التوعية لدى الشباب والتنبيه.

> حسنا، ما هي الأعداد الرسمية للمصابين بالايدز داخل السعودية؟

ـ آخر إحصائية رسمية من قبل وزارة الصحة تحدثت عن وجود أكثر من ألفي مصاب سعودي بالايدز، وثمانية آلاف مقيم داخل السعودية، والتي يفترض أن يكون قد تم ترحيلهم إلى دولهم بعد الكشف عن إصابتهم.

> سمعنا عن انتقال مرض نقص المناعة لعدد من الزوجات والأبناء من خلال الزوج، فهل ترون أن هناك تكتما من قبل الشاب على مرضه قبل الزواج؟

ـ أكثر من كونه تكتما، قد يكون جهلا بإصابته بالمرض، حيث يكتشف معاناة زوجته وأطفاله من المرض بعد فترة من الوقت، وقلما يحدث أن يعلم الزوج بإصابته بالمرض ولا يلجأ إلى استعمال الموانع.

> ولكن ماذا عن حالات انتقال المرض إلى الزوجات ألا يكشف ذلك عن وجود لامبالاة من قبل الرجل؟

ـ نعم هناك مصابون يعاشرون زوجاتهم دون استعمال أي موانع رغم علمه بإصابته، وليس تعمدا منه لنقل المرض أكثر من كونه جهلا ولامبالاة، كما أن هناك نقص وعي لدى الزوجات حيث يصررن على إنجاب الأطفال من أزواجهن والذي يتطلب عدم استعمال أي موانع واقية.

> ألا توافقون على وجود تكتم من قبل الشباب على حقيقة إصابتهم أثناء عزمهم على الزواج؟

ـ نعم هناك حالات قليلة، فقد طلبت من مصابين اثنين بمرض الايدز إحضار من قاما بخطبتهما للتعريف بالمرض وكيفية الإحاطة منه إلا أنهما رفضا إحضار الفتاتين بحجة علمهما بحقيقة مرضهم.

> ما هي نسبة تزايد وارتفاع المرض في السعودية؟

ـ يصعب وضع جدول بياني لتزايد المرض في السعودية وذلك لسببين مركزية وزارة الصحة في السيطرة على هذه القضية، إلى جانب الشكوك في الإحصائيات المعلنة، والمتتبع لتسلسل الأرقام يلاحظ وجود قفزة مخيفة ما بين عامي 2000 و2001 والسنة التي تلتها حيث تضاعفت الأعداد وبصورة مخيفة، وعزا ذلك ربما إلى التستر على الأرقام في السابق، إلا أننا لا زلنا نلاحظ زيادة غير مقبولة في الأعداد التي تعلن سنويا، ورغم ذلك لا زالت وسائل التوعية دون المستوى المطلوب.

> ما هي مطالبك في هذا الخصوص وللحد من تزايد أعداد المصابين بالمرض؟

ـ تمكنت دول عديدة منها تايلاند وكينيا من خفض معدل الإصابات السنوية وليس التراكمية بمعدل 40 بالمائة عن طريق التثقيف الصحي والتوعوي، والانفتاح على وسائل الإعلام كافة، وللأسف مع ذلك كله نجد محاربة من قبل بعض الجهات على محاربة وتقييد حملات تنشيط استعمال الموانع وذلك لأسباب دينية واجتماعية وسياسية، وأنادي بضرورة عمل ملصقات توصي بضرورة استعمال الموانع في حال ممارسة أي علاقات غير شرعية خارج إطار الزوجية.

> لماذا تهاجم بعض الجهات الدينية هذه النداءات؟

ـ هناك اعتقاد أن ذلك إشارة لقبول العلاقات غير الشرعية، وهذا غير صحيح وإنما علينا مجاراة ما هو حاصل على ارض الواقع وعدم إغفاله حتى لا تتراكم الإشكالية، وكثير من المرضى المراجعين القوا باللائمة علينا نحن الأطباء لتقصيرنا في توعيتهم.

> ما هي الإجراءات المتبعة في حال الكشف عن إصابة بمرض الايدز سواء أكان مواطنا أم مقيما؟

ـ هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثير من الأفراد والذي أدى إلى انعكاس نتائج سلبية منها إحجام الشباب والشابات عن إجراء مثل هذا الفحص خشية تعرضهم لحجر أو عزل صحي، أو الفصل المهني وذلك غير صحيح، فالإجراء المتبع بالنسبة للمقيمين هو ترحيلهم أما المواطنين فتجرى فحوص طبية لكافة أفراد الأسرة نعمل بعد ذلك على تشجيعهم على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية والاستمرار في أعمالهم، ما عدا وظائف محدودة جدا تتطلب تغييرا، لكن ليس الانعزال، ونشجعهم في البحث عن عمل، فالمرض لا ينتقل سوى بوسائل محصورة جدا.

> هناك حديث عن شفاء احد المصابين بمرض نقص المناعة هل ذلك صحيح؟

ـ العلاج تغير بصورة جذرية خلال العشر سنوات الماضية، إلا أن مرض نقص المناعة مرض فيروسي ومعظم الأمراض الفيروسية لا يوجد علاج يقضي عليها وما يتردد من حين لآخر عن اكتشاف علاج للمرض هي مجرد ترهات ومن قبل مدعين يتاجرون بأرواح البشر.

> هناك شائعات تقول بتوصل الولايات المتحدة لإيجاد عقار طبي خاص لمرض نقص المناعة إلا أنها تحفظت عليه ولم تنشره؟

ـ هذه مجرد شائعات غير صحيحة البتة، حيث تعد الولايات المتحدة من أكثر الدول المنفقة على مرض نقص المناعة حيث أن عدد المصابين 400 ألف حالة، ويندر في المجال الطبي آن ينتج عقار ويتم احتكاره على فئة معينة حيث أن ذلك يتنافى مع أخلاقيات الطب، وعلى الإطلاق لا يوجد أي تستر على أي عقار طبي لعلاج مرض «الايدز».

> هناك حالات إصابات عدة لمرض الايدز انتقل إليها المرض من خلال نقل الدم ما الوسائل والإجراءات الحديثة التي اتبعت لمنع حدوث مثل ذلك؟

ـ الإجراءات قوية جدا حيث أن فحص المتبرعين والدم والأعضاء قبل نقلها أمر إلزامي في جميع المستشفيات، ونسبة انتقال المرض عن طريق الدم ونقل الأعضاء منخفضة حيث لا تتعدى الأربعة بالمائة.

> هل هناك بعض الأنظمة والقوانين الخاصة بمرضى الايدز؟

ـ لا علم لي بذلك، ففحص الزواج عليه نقاش مطول إلا أن الأمر المؤسف وطلبنا تدخلا من قبل وزارة العمل وجمعية حقوق الإنسان لحماية المرضى المصابين هو طلب بعض المؤسسات الخاصة وعدد من المؤسسات الحكومية إجراء فحص طبي للكشف عن مرض نقص المناعة «الايدز» وهذا طلب غير مبرر حيث يحرم المتقدمين من فرص العمل.

> ما هي الوظائف التي ترى بعدم ملاءمتها للمصابين بمرض الايدز؟

ـ هناك تنظيم عالمي واقتصر فقط بمجالات محدودة في القطاع الطبي والصحي، كالجراحة والعناية المركزة، واشدد على أن المصاب لا يشكل خطورة على المرضى في المستشفيات.

> هل تؤيد إجراء فحص للكشف عن فيروس الايدز أثناء استخراج بطاقة الهوية؟

ـ لا يوجد دافع قوي لعمل ذلك في الوقت الحاضر كون النسبة متدنية جدا، إلا أن الأفضل من ذلك أن تجري وزارة الصحة فحوصا شاملة تؤخذ من الأفراد في المكاتب والمدارس والجامعات دون كشف أي أسباب لذلك.