الإعلانات المبوبة في السعودية.. كل شيء للبيع

صيغ «غزلية».. بيع أرقام «جوال».. إقبال على اقتناء الحيوانات الأليفة والنادرة

TT

«مطلوب غزال أنثى، صغير السن، رشيق وطويل القوام، يميل إلى البياض، للمفاهمة جوال:...».. استغرب من صيغة هذا الإعلان، أعتقد أنها صيغة غزلية متلبسة بهيئة إعلان مشروعة، كان هذا رأي مبارك الدوسري، حيال إعلان نشر في قسم المقتنيات بالعدد التاسع من الصحيفة الأسبوعية «المبوبة.. مدينة الرياض»، المتخصصة في مجال الإعلانات المبوبة والتجارية.

وأضاف الدوسري أن ثقافة الإعلانات الفردية والمبوبة، لا سيما المجانية، دخلت في يوميات المجتمع السعودي، وحولت كل شيء للبيع، حتى الأشياء غير المملوكة فعلياً، فأرقام الجوالات، والتي هي ملك لشركتي الاتصالات في السعودية، يتم عرضها للبيع، رغم أن الذي يحدث فعلياً، هو تنازل البائع عن الرقم للمشتري فقط، كما أن هناك إعلانات لبيع أسهم بعض الشركات خارج «البورصة»، وهو إعلان مخالف بحسب ما أعرف.

من جهتها، أكدت (ع. م) أنها ندمت كثيراً على وضعها لرقم جوالها في إعلان نشرته بحثاً عن العمل في مجال التدريس، لأنها تلقت على هاتفها اتصالات عديدة، معظمها من شباب يبحث عن الغزل وإقامة علاقات صداقة، مضيفة «وصل بي الأمر إلى وضع جوالي في يد أخي لمدة تتجاوز الأسبوعين، للرد على تلك الاتصالات، كما أنني نشرت إعلاناً آخر فيه رقم جوال أخي، وليس رقمي الخاص، للحد من هذا العبث».

بينما علّق خالد الزهراني، واحد من جامعي الحيوانات الأليفة، أن هناك توجها واضحا في مدن السعودية الرئيسة، لاقتناء الحيوانات والطيور الأليفة والنادرة، خاصة بعض الغزلان والقطط والكلاب، وبعض طيور الحب والببغاء والزينة، والدليل على ذلك، وفرة الإعلان عنها في الصحف السعودية، خاصة الصحف الإعلانية المتخصصة، وهذا بخلاف الاتجاه السائد في الفترة الماضية، لا سيما في ظل بعض الفتاوى المحرمة لشراء وتربية بعض الحيوانات الأليفة.

وذكر متعب الشهري، مندوب صحيفة «المبوبة» في الرياض، أن الصحيفة حديثة العهد في الرياض، حيث لا يتجاوز وجودها الشهرين، بينما بلغ عمر شقيقتها في الدمام العامين، وتستقبل جميع الإعلانات عن طريق رسائل الـSMS والهاتف والفاكس، ويتراوح حجم الإعلانات المبوبة بين 3 و5 آلاف إعلان، وفي أحيان كثيرة لا يتم استيعاب كامل العدد.

وحول الإعلانات المتعلقة بشراء أو بيع بعض الحيوانات الأليفة، ذكر الشهري أن هناك طلبات كثيرة ترد للصحيفة من هذا النوع، مؤكداً على أنها طلبات حقيقية وليست رمزية، فهناك أشخاص يتصلون على مكتب الصحيفة لحجز عروض بيع بعض الحيوانات النادرة، وأن الصحيفة غير معنية بنيات المعلنين من الأفراد، فالمهم صيغة الإعلان.

الجدير بالذكر أن هناك صحيفتين ورقيتين متخصصتين في الإعلانات المبوبة والتجارية في السعودية، وهي صحيفة «الوسيلة» وصحيفة «المبوبة»، وعادة ما توزع مجاناً في عطلة الأسبوع (الخميس والجمعة)، حيث توزع أمام أبواب الفلل والشقق السكنية عبر شبكة موزعين.