القطيف: تظاهرة شعرية في تكريم عدنان العوامي

وصفه غازي القصيبـي بأنه: (غريب في زمن غريب)

TT

احتشد مئات الشعراء والأدباء وجمهور الثقافة في الحفل التكريمي الذي اقيم مساء الأول من أمس، في صالة الملك عبد الله بالقطيف، لتكريم الشاعر والمحقق عدنان العوامي، بمناسبة صدور تحقيقه لديوان ابي البحر الخطي.

الحفل الذي جمع محبي الشاعر العوامي ومتذوقي الشعر، من أرجاء السعودية والبحرين، تبارى المتحدثون في الإشادة بالشاعر وبادرة تكريمه، واعتبر الحفل ملتقى أدبياً لعشرات الشعراء والكتاب الذين غصت بهم القاعة، وتحدث في الحفل الدكتور محمد سعيد الطيب، والشاعر حسن السبع، والشاعر مصطفى ابو الرز، والمحقق البحريني تقي البحارنة، والكاتب نجيب الزامل، وجبير المليحان، رئيس النادي الأدبي في الشرقية، وعبد الرحمن اسماعيل الاستاذ بجامعة الملك سعود بالرياض.

الشاعر حسن السبع قال في الحفل ان العوامي (تناول سيرةَ وشعرَ ابي البحر الخطي في جزءين يربو مجموعُ صفحاتهما على ألف صفحة)، مضيفاً أن العوامي اتبع (آلية محكمة في تحقيق الديوان، وكابد قدراً كبيراً من المشقة ليرى هذا الكتابُ القيم النور. وسيتفهم ما واجهه المحقق من صعوبات تمثلت في تصحيح الأخطاء والتصحيفات والاختلافات، ناهيكم عن اجتهاده في صياغة عناوين النصوص لتعبر عن مضامينها، وما قام به من حفريات معرفية وتاريخية لمنطقة الشاعر والعصر الذي عاش فيه، وتمثلت في تلك القائمة الطويلة من المراجع والمصادر التي استعان بها ليقدم لنا عملا متكاملا، ومرجعا معتمدا موثوقا لا يستغني عنه المعنيون بشؤون الأدب والثقافة في هذه المنطقة).

والشاعر والمحقق عدنان العوامي، المولود عام 1936 في قرية صغيرة من قرى القطيف، (التوبي) هي نفسها المكان الذي ولد فيه الشاعر الكبير ابو البحر الخطي، الذي اشتغل العوامي ردحاً في تحقيق ديوانه حتى قدمه للمكتبة العربية اخيراً، عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت، ويقع تحقيق الديوان في مجلدين يضمان 1034 صفحة من الحجم الكبير.

وعرف على نحو واسع في السعودية والخليج بكونه شاعراً غزير المعاني، ثري اللغة، جزيل الصورة الشعرية، وقال عنه الشاعر محمد رضي الشماسي ان الكتاب الذين تناولوا سيرته وكتبوا عن شعره (أجمعوا على إبداعيَّة الشاعر عدنان العوامي، في دقة معانيه، ورقة صُورِه، وعمق تناوله.

وقليلون هم أولئك الشعراء الذين تُجمع عليهم آراء النقاد والكتاب، خصوصاً إذا كان أولئك النقاد والكتاب ذوي موارد متنوعة، وينتمون إلى مدارس متباينة). وكتب عنه الدكتور غازي القصيبـي في (المجلة العربية) معتبراً أن العوامي: (غريب في زمن غريب) ويصنفه في مَعيَّة سعيد عقل، ونزار قباني، وأمين نخلة، وعمر أبو ريشة، وعبد الله البردوني، وبدوي الجبل.

وعرف العوامي، شاعراً وباحثاً عصامياً تعلم في الكتاتيب، لكنه عكف وبجهد ذاتي في التعلم، حتى تعلم اللغات الحية، وكان من أوائل الذين اتقنوا التعامل مع الكومبيوتر وشبكة الإنترنت، ويملك العوامي قدرة فائقة على تجسير الفجوة بين الأجيال، فبالرغم من أنه بلغ السبعين من العمر إلا أنه ما زال يتمتع بروح متوقدة بالشباب، ويحتفظ بصداقات مع أجيال مختلفة من المثقفين.