ظهور «المراقب السري» في المراكز التجارية

بعد أن كان تقليدا في بعض الجهات الحكومية

TT

انتقلت عدوى المراقب السري في الأونة الأخيرة إلى القطاع الخاص بعد أن كان بمثابة تقليد حكومي تنتهجه مؤسسات الدولة لتقييم الأداء الوظيفي من خلال رصد السلبيات ومعالجتها، وفي ظل تركيز المؤسسات الخاصة على مبدأ الربحية الذي تدعمه خدمة المراقب السري الذي بات ثقافة تعمل على نشرها منشآت القطاع الخاص في محاولة للحد من البطالة من جهة، بتهيئة فرص عمل جديدة للشباب ورفع مستوى الأداء في منشآت القطاع الخاص عن طريق تطوير وتحسين الخدمات التسويقية للمستهلكين. وبحسب صالح كردي مستشار التدريب والخدمات في شركة توطين «المراقب السري ليس سوى متسوق عادي ينهي تسوقه بكتابة تقرير عن مستوى الخدمات الذي تقدمه المراكز التجارية والهدف من ذلك تحسين خدمة العملاء»، مشيرا إلى أن فكرة المتسوق السري والتي بدأت الشركة في تطبيقها في أحد أسواق الرياض الكبرى هي مجرد مراقبة للسوق تعطي المالكين تقييما لأداء المركز ومعالجة السلبيات مثل سرعة الخدمة وغيرها من الخدمات التي يحتاجها العميل. وبين طريقة عرض السلعة ومستوى الأسعار اللذين يعدان من أكثر ما يهتم به العميل أثناء تسوقه تبرز الحاجة إلى أهمية الحرية التي يحرص عليها كثير من العملاء كونها المفتاح الأساسي للتسوق الناجح فيما يجدها أصحاب المراكز التجارية النقطة الأكثر جذبا للمتسوق، وحول ذلك أوضح كردي «حرية التحرك بالسوق من الأمور المهمة والأساسيات التي لا بد على المتسوق السري أخذها بعين الاعتبار أثناء تقديم تقريره عن المنشأة، ويدخل ضمن تأمينها أمور كثيرة منها ما يتعلق بتسوق الأسر وعدم تعرضهم لمعاكسات الشباب، مشيرا للدور الذي يلعبه رجال الأمن في طريقة التعامل في حال حدوث مثل هذه المواقف معلقا «نهدف من خلال المتسوق السري إلى تأمين خدمة راقية للعميل». وبين الآلية التي يتبعها المتسوق السري في عمله وإمكانية استقطاب هذه الخدمة لتوظيف الشباب أوضح كردي «ستتيح هذه الخدمة فرصا وظيفية كبيرة للشباب من الجنسين إلى جانب مساهمتها في رفع أداء ومستوى الخدمات»، موضحا أن تقديم هذه الخدمة لا يحتاج إلا لبعض الأساسيات «على المتسوق السري أن يكون ملما ببعض الأمور مثل طريقة عرض السلعة والتي تشكل النقطة الجاذبة للمشتري إلى جانب مستوى الأسعار»، وعما اذا كانت هذه الخدمة تقتصر على المراكز التجارية قال الكردي «المتسوق السري ليست خدمة قاصرة على المراكز التجارية وإن كنا قد بدأنا التجربة على الأسواق».

كما أوضح أن الفائدة التي يمكن أن تحققها المصارف الحكومية وشركات الاتصالات من توفير هذه الخدمة «ستوفر الوقت وهي الميزة التي تحاول أن تكسبها كل الشركات في ظل المنافسة بينها على تقديم أفضل الخدمات لعملائها من خلال المحافظة على سرعة الأداء وتوفرها على مدى الأربع والعشرين ساعة عبر هواتفها المجانية»، مشيرا إلى أن كافة المنشآت يمكنها الاستفادة من الخدمة بما فيها الوزارات، وحول الفرص الوظيفية المتاحة أمام الشابات مقابل الشباب.

وأشار الكردي حول آلية التوظيف بين الجنسين أن «هذه الخدمة مناسبة وبشكل اكبر للنساء خاصة أنهن يتمتعن بعين ناقدة واهتمام بالتفاصيل الصغيرة أكثر من الرجال»، خدمة المتسوق السري التي بدأت مجموعة من الشباب العمل بها مستفيدين من اوقات الفراغ لديهم في الفترة المسائية بشكل خاص وبحسب الكردي «بدأنا التجربة منذ أقل من شهر ولدينا خطة بالتوسع على نطاق واسع خاصة أن هناك اقبالا كبيرا من شركات القطاع الخاص للارتقاء بخدماتهم».