أعذار الغياب عن المدرسة كانت في الماضي تصف الحالة وحالياً تهتم بقبول السبب

TT

اختلفت اعذار الغياب بشكل كبير بين الماضي والحاضر ففي حين كانت اسباب الغياب كما يقول من درس قبل نصف قرن من الزمن وجيهة «من وجهة نظرهم على الأقل».

وأسباب الغياب هذه الأيام لم تعد وجيهة إلا إذا كانت لعارض صحي أو بسبب وفاة أحد أقارب الطالب واصفين طلاب هذه الأيام بالأقل متابعة واهتماماً بالتحصيل العلمي مقارنة بهم وبحرصهم على التعلم رغم قلة الإمكانات والظروف الصعبة التي كانوا يعانون منها قديماً.

ويقول محمد المؤمن معلم مرحلة ابتدائية درس قبل نصف قرن تقريباً: هذه الأيام يغيب الطالب بسبب متابعة مباراة أو السهر حتى وقت متأخر لذلك يفوته اليوم الدراسي بلا عذر حقيقي في حين تجد والده يحاول أن يختلق الأعذار لغياب ابنه. يقول المؤمن كنت أضطر للغياب عن المدرسة عندما يكون لدينا «صرام» في موسم جني ثمار النخيل أو عندما أرافق أمي إلى عين الماء عندما تصطحب جميع أخوتي لكي أساعدها في ضبطهم حتى تتفرغ لأعمال الغسيل التي تقوم بها. ويشير المؤمن إلى حرص المدرسة على الطالب في ذلك الوقت حيث كانت تنتدب أحد موظفيها أو حتى حارس المدرسة في المرور على بيوت الطلاب الغائبين حيث يسأل عائلة الطالب عن سبب غياب ابنهم وهل لديهم علم بذلك بينما يسجل مندوب المدرسة إفادة العائلة عن سبب غياب ابنهم.

جاسم بوميه هو الآخر درس قبل نصف قرن تقريباً ويعمل في إحدى مدارس الدمام يقول ما ألاحظه من خلال متابعتي للطلاب أن أعذارهم للغياب صارت غير مقنعه كما تجد أن الأسرة تساعد ابنها في الغياب وتساعده في تأكيد العذر المختلق فمثلاً إذا كان الطالب غائبا بدون سبب تجد أباه يؤكد لك أنه كان يعاني من عارض صحي وفيما لو سألته عن تقرير طبي يثبت كلامه يقول لك انه لم ينقله إلى المستوصف وإنما رأى أن يأخذ راحة لهذا اليوم. ويضيف أبو ميه بالقول كنا في الماضي نخاف أن نتغيب عندما لا يكون لدينا عذر للغياب وهو المرض أو الوفاة أو مساعدة الأسرة في عملها ونشاطها إذا كان ذلك يتطلب تغيب الطالب عن المدرسة علماً أن الأب كان يبلغ المدرسة قبل الغياب لكي لا يعاقب الطالب على غيابه. دفاتر الغياب تغيرت أيضاً ففي حين كانت إفادة العائلة تشير إلى سبب الغياب وتسجل كما هي كعذر للغياب لا يعرف منه هل هو مقبول أم لا، صارت تسجل في خانة العذر نعم أو لا كاختصار وهي تعني هل لهذا الغياب عذر أم لا. كانت الأعذار في السابق كما تشير سجلات المدارس تدور حول حالة الطالب ففي دفتر الغياب ستجد تسجيل الحالة انه مريض مثلاً وقد توصف بشكل أدق (مسخن) على سبيل المثال أو تكون عامة مثل مشغول والتي لا تفيد سبباً واضحاً للغياب.