مقهى ثقافي وسينما ومهرجانات ربيعية... أمنيات حملها مثقفو جدة لناديهم

TT

بقيت الرغبات والأمنيات الصغيرة والكبيرة وذهب المثقفون تباعا، واحدا تلو الآخر قبل انتهاء سردها من على منبر مسرح النادي الأدبي الثقافي بجدة الذي لا يفتح إلا في المناسبات المتوقع لها حضورا كثيفا؛ وذلك في أول لقاء نظمه أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي الجديد مع نخب ثقافية جداوية ومهاجرة إلى المنطقة مساء الثلاثاء الماضي.

والأمنيات والرغبات التي تقدم بها المثقفون، وتنوعت بتنوع اتجاهاتهم وتناقضت بتناقض مشاربهم، كانت فاتحتها كلمة الترحيب التي اتسمت بالحميمية من قبل رئيس النادي الدكتور عبد المحسن القحطاني «كفاتحة المسبحة» كما علقت إحدى الحاضرات، بينما كانت كلمة الدكتور عبد الله المعطاني الأكثر حضورا في جذب انتباه أعين وآذان من في القاعتين الرجالية والنسائية عندما أعلن اعتذاره عن عضوية مجلس الإدارة بعد ترشيحه لمكان الدكتور عبد الله المناع الذي استقال من العضوية بعد مرور 24 ساعة فقط على تعينه، بسبب «أني كنت عضوا سابقا في النادي واستقلت من أجل أن أترك المكان لأصوات جديدة، وسأحضر إليه وأتعاون معه كمثقف يحب هذا المكان» بحسب قوله. أما وزير الإعلام السابق محمد عبده يماني فقد توجه بخطبة قصيرة وأبوية إلى النادي يحضه فيها على التغيير ومراعاة التحولات الاجتماعية ليكون نبض الشارع الثقافي بجدة، بينما اقترح الدكتور محمد الزياني تبني النادي مؤتمرا لحوار الحضارات بين الشرق والغرب، وذهب الناقد عبد الفتاح أبو مدين رئيس النادي الأدبي السابق المستقيل إلى أهمية تفعيل المنبر الثقافي في النادي والاهتمام بإصداراته الأدبية المتخصصة وركز على أهمية ملتقى قراءة النص في دراسة نتاج محمد حسن عواد وطباعته.فيما جذب الانتباه الناقد حسين بافقيه بطرح أفكار عملية وشبابية تنتظر التفعيل من قبل النادي كان أهمها إيجاد مقهى للمثقفين في الساحة الأمامية من النادي يستطيعون فيها الالتقاء بشكل ترفيهي ويحضهم على الارتباط بالمكان بدلا «من اللقاء في مقاهي الشباب على التحلية والكورنيش» على حد قوله، إلى جانب اقتراحه عمل جدارية فنية للنادي الأدبي يشترك فيها الفنانون التشكيليون، إضافة إلى أهمية تبني النادي الاحتفاء بالمشاريع الأدبية الجديدة والاحتفاء بالكتب الجديدة واستضافة مؤلفيها ومحاولة الانفتاح على العالم العربي من خلال استضافة أسماء ورموز ثقافية عربية.

واكتفت الأصوات النسائية التي جاءت أغلبها متحيزة للمرأة بالإشارة إلى ضرورة الاهتمام بها وتوسيع مشاركتها الثقافية فيما ذهب عدد قليل منهن إلى «تبني النادي للمشروع السينمائي من خلال عرض أفلام سينمائية قيمة تتم مناقشتها تحت مظلته وربطها بحياة الشارع» كما اقترحت الشاعرة زينب غاصب، وركزت الفنانة التشكيلية اعتدال عطيوي على عدم تخصيص ما هو نسائي وآخر رجالي مؤكدة قولها «أن الثقافة رجل وامرأة» ورغم أن المنبر المسرحي كان بطلا ذكوريا في الأمسية التي نظمها النادي إلا أنه كان مستاء من حرص بعض المثقفين ممن انتظروا دورهم في القائمة لمواجهة الكاميرا ولإلقاء كلماتهم ومقترحاتهم التي جاءت أغلبها إنشائية مكتوبة مسبقا، ليذهبوا بعدها دون انتظار تعليق رئاسة النادي عليها.