القهوة العربية تنتصر على الجنسيات الأخرى في صراع ساخن أمام قصر المصمك

TT

دخلت القهوة العربية منافسا قويا للأنواع الأخرى من القهوة التي تقدمها المقاهي الجديدة، والتي بدأت في الانتشار بشكل لافت في العاصمة السعودية الرياض، وتفننت في استقطاب الزبائن من السكان والمقيمين من الجنسيات المختلفة.

ونجح مستثمر سعودي في وضع القهوة العربية على قائمة المشروبات الساخنة التي تقدم للزبائن في مقهاه، الذي اختار له مكانا تراثيا في قلب العاصمة السعودية الرياض، وتجد طلبا كبيرا من السعوديين والمقيمين من عرب وغربيين وغيرهم من الجنسيات العاملة في المدينة.ويقدم المقهى القهوة العربية عبر دلة صغيرة مع صحن من أجود أنواع التمور السعودية، ويتم تخيير الزبون بنوعية القهوة إما بالهيل أو القرنفل «المسمار»، كما يقدم المقهى الحليب بالزنجبيل، إضافة إلى قهوة «أميركان اكسبريس» والقهوة التركية «والكابوتشينو».

ويقع المقهى الذي يمتلئ بالرواد من الجنسيات المختلفة منذ الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل، في مكان يرتاده السكان كثيراً، وذلك وسط الساحة الواقعة بين قصر الحكم وقصر المصمك ويطل على جامع الإمام تركي بن عبد الله، كما يقع المقهى في مفترق الدروب المؤدية إلى أسواق الثميري وسويقة والصفاة والزل واشيقر، وإمارة منطقة الرياض والبلدية والشرطة، حيث يمثل لهم المقهى استراحة بعد زيارتهم لهذه الأماكن صباحاً ومساء.

ولعل اللافت أن كثيراً من الغربيين الذين يزورون المنطقة يحرصون على أن يكون المقهى محطة استراحة لهم لارتشاف فناجيل من القهوة العربية أو قدحاً من الشاي أو القهوة، ويلتقطون معها الصور التذكارية أمام قصر المصمك التاريخي، إضافة إلى تواجد أعداد من السعوديين والعرب والمقيمين من الجنسيات المختلفة، الذين يجدون في المقهى مكاناً للراحة بعد عناء التسوق أو زيارة الأماكن المحيطة به.

وحرص صاحب المقهى أن يعطي مقهاه اسماً يتناسب مع المنطقة التي يوجد بها حيث أطلق عليه (قهوة ركن المصمك) ويتم إعداد القهوة بأنواعها المختلفة بطريقة مقبولة، خصوصاً القهوة العربية، حيث يتم غلي القهوة بإبريق التلقيمة، ثم صبها بدلة صغيرة مبهرة بالهيل أو القرنفل وتقديم صحن من أجود أنواع التمور مع الطلب.

وتعد الدلة من أشهر الأوعية التقليدية المستخدمة في شتى أنحاء السعودية، وعلى الرغم من تعدد أشكالها وأحجامها وأسمائها وأماكن إنتاجها، فإنها تتشابه بشكلها ذي البدن الممشوق الوسط وقاعدة مفلطحة، ثم مقبض معقوف يثبت أحد أطرافه عند حافة فوهة الدلة وطرفه الآخر قرب قاعدتها، ويقابل المقبض مصب انسيابي ويعرف بـ (الثعبة) مثبت بشرخ رأس متطاول على منتصف البدن ويستخدم الليف الناعم على هيئة خصال صغيرة في ثعبة الدلة، ثم هناك غطاء الدلة ويأخذ عادة شكلاً مقضباً وينتهي مركزه بكرات متراكبة ومصمتة لها طابع زخرفي على غرار تلك الكرات المعمارية التي تتوج القباب والمآذن في المساجد، كما أنها تستخدم مقبضاً للغطاء عند فتحه أو قفله ويسمى هذا الجزء (القرط)، وفي أسفل الغطاء قرص معدني يسمى (اللهاة). ويثبت الغطاء بالجنبة العلوية من مقبض الدلة في زائدة معدنية على شكل المفصلة، بحيث تربط بينها برشامة متينة، ويبرز مؤخرة الغطاء قرب مكان اتصالها بالمقبض زائدة شبه دائرية يوضع عليها الإبهام عندما يراد فتح الغطاء.

وتوضح موسوعة الثقافة التقليدية في السعودية، بأن للدلة أسماء مختلفة حسب استخدامها واماكن صناعتها، فهناك دلة كبيرة تسمى (اللقمة)، وهي توضع على النار مباشرة ويودع البن داخلها مع الماء، وبعد أن تغلي القهوة تبعد اللقمة عن النار، ثم يزل أي يصب بعض ما فيها في دلة وسطى هي المصفاة، وذلك لتصفية القهوة، وأخيراً يصب محتوى المصفاة بدلة صغيرة هي (المبهرة)، وهي التي يوضع داخلها البهار «الهيل» وما يرافقه من محتويات كالزعفران والقرنفل، ويسمى المسمار أو العويدي، وهذه الدلة لا تعرّض للنار، بل يقرب منها الجمر فقط، وهي التي تدار على الضيوف.

أما أسماء الدلة حسب أماكن صناعتها فكثيرة ومتباينة، فداخل السعودية، هناك الدلة النجدية (الحايلية)، وهناك الحساوية، وهناك الجنوبية التي يطلق عليها (خمرة)، ثم القريشية. ومن خارج السعودية هناك الدلة البغدادية والحمصية. كما أن هناك الكثير من الدلال التي تسمى باسم صانعها، ومن اشهرها دلة رسلان. كما ان للدلال ألوانا متباينة فمنها الصفراء الذهبية، ومنها البيضاء الفضية، ومنها ذات الغطاء الأصفر والبدن الأبيض، ولكل لون من هذه الألوان محبوه وعشاقه.