د. عبد الفتاح مشاط لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لتطويع التقنية لخدمة الطالب

TT

كشف الدكتور عبد الفتاح سليمان مشاط عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبد العزيز بجدة خلال حواره مع «الشرق الأوسط» عن توجه قريب للجامعة لتغيير مناهجها خلال الأعوام المقبلة لكي تتواءم مع سوق العمل ومتطلباته المستمرة خاصة بعد انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية، إلا أنه أكد بأن عملية التغيير تلك خاضعة للكليات والأقسام المعنية بذلك، وألمح إلى رغبة العمادة في تطوير الآلية المتبعة في عملية القبول والتسجيل حتى يتسنى للطالب أن ينهي إجراءاته بكل سهولة وفي وقت قياسي لا يتعدى الـ 3 دقائق على حد وصفه، وفيما يلي نص الحوار:

> يرى بعض المسؤولين في القطاع الخاص أن طلاب الجامعة ليست لهم خلفية علمية ومهارات وظيفية لدخول سوق العمل، أي انهم لا يواكبون سوق العمل ما هو السبب في ذلك؟

ـ قد يكون السبب الرئيسي عدم معرفة طبيعة الطالب أو الخريج أو كيفية التعامل مع خريج الجامعة، أو أي جامعة من الجامعات، وفي طبيعة الحال أنت لا تستطيع أن تخرج شخصا جاهزا مائة بالمائة لسوق العمل.

> وما هو الحل الأمثل في نظركم لتجاوز هذه المشكلة؟

ـ يجب على الشركة أو على المؤسسة الخاصة أن يكون لديها شيء من الصبر، لإعطاء الفرصة للطالب الجامعي، ففي حالة عدم إتاحة تلك الفرصة له فإنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال إلقاء اللوم على الطالب، لكن إذا ما اعطي الفرصة كاملة للتدريب والتعلم ولم يؤد العمل بشكله الصحيح، فهذا يعني أن السبب لا يعود إلى طبيعة المخرجات بل إلى الخريج نفسه، طبعا ليس جميع الخريجين سواسية فمنهم من يمارس العمل بجدية ومنهم من هو غير مبال بالعمل، ولذلك لا تستطيع أن تحكم على عينة بسيطة وتطبقها على جميع الخريجين.

> هل هناك خطط مستقبلية لدى عمادة القبول والتسجيل لافتتاح أقسام جديدة أو كليات تتوافق مخرجاتها مع سوق العمل؟

ـ في الحقيقة الجهة المعنية بمواءمة سوق العمل هي الكليات وليست عمادة القبول والتسجيل، فالعمادة عبارة عن جهة تنظيمية وتشريعية لأنظمة الدراسة في الجامعة، ولا تتدخل بشكل كبير في نوعية المناهج، صحيح أنه قد يكون لها رؤية معينة، إلا أن المسؤولية في وضع الخطط الجديدة تقع على الكليات، وبلا شك استطاعت الكليات أن تثبت مقدرتها في هذا الشأن.

> هل يعني ذلك أن السنوات المقبلة ستشهد تغيراً في المناهج؟

ـ بالتأكيد، وفي السنة المقبلة سنرى مناهج دراسية مختلفة وجديدة لعدد من الكليات بالجامعة، وهذا التجدد هو انعكاس للمتطلبات المستقبلية لسوق العمل وليس الحالية.

> وهل هناك نية لإغلاق بعض الأقسام، خصوصاً أن خريجيها لا يجدون مكاناً في سوق العمل؟

ـ لا اعتقد أن هناك جامعة تسعى لإغلاق أقسام موجودة فعلاً، وإنما الجامعات تسعى لتطوير مناهج، فسوق العمل في احتياج دائم لجميع الأقسام.وما أود التأكيد عليه أن جامعة الملك عبد العزيز مخرجاتها ليست عملية فقط، فهناك من بين خريجيها المفكرون والأدباء، ولذلك فكل التخصصات مهمة ولا يوجد قسم غير مهم، وبعض التخصصات لا بد من وجودها لتهيئة أعضاء هيئة التدريس والمختصين في أمور قد لا تحتاجها سوق العمل، أي أنها بطريقة غير مباشرة لها احتياج في سوق العمل بشكل عام وليس في سوق العمل بشكلها الخاص.

> هناك أزمة حقيقية بخصوص الجداول والشُعب الدراسية يعاني منها بعض الطلاب، هل هناك حلول لدى العمادة للقضاء على هذه الإشكالية؟ ـ هذا السؤال لو وجه لأي جامعة أو أي مسؤول عن الجداول في جامعة كبيرة في المملكة او في خارج المملكة، وأنا اقصد بـ جامعة كبيرة أي أن عدد طلابها أكثر من 60 ألف طالب وطالبة انتساب وانتظام، فإن الإجابة ستكون بالإقرار بأن هذه تعتبر اكبر مشكلة بالنسبة لهم، وتبقى المشكلة هي كيف تستطيع أن تنظم الجداول الدراسية لعدد ضخم من الطلاب، وفي المقابل محدودية الموارد، نحن لدينا أساتذة ما زالوا محدودي العدد ولا استطيع أن أقول محدودين بما تعنيه الكلمة، أي نسبة وتناسب بين الأساتذة والطلاب، وبالتالي تنعكس سلبا على عدد الشعب الدراسية، واعتقد في الفترة الأخيرة اتخذت الجامعة بعض الإجراءات في سبيل تطويع التقنية الحديثة، لإيجاد أفضل الجداول الدراسية للطلاب والطالبات، وقد حققت الجامعة المراتب الأولى على مستوى المملكة في تطويع التقنية لخدمة أعمالها، ونحن نتطلع للمنافسة على مستوى العلم من خلال نظام الخدمة الإلكترونية.

> هذا يعني أن هناك هدفاً تسعى له الكليات من خلال تغير وتطوير المناهج؟

ـ نعم، والهدف الرئيسي هو مواءمة سوق العمل وإعداد الخريج لذلك.

> وهل هناك خطة مستقبلية لقبول الطالب في الجامعة تعتمد على معاير أخرى غير درجات الثانوية العامة؟

ـ في الحقيقة فإن القبول في الجامعة يأتي على حسب الكليات، والاعتماد العام على الثانوية العامة واختبار القدرات والاختبار التحصيلي والمقدم من مركز القياس من وزارة التعليم العالي، وتختلف من كلية إلى أخرى فبعض الكليات تشترط الاختبار التحصيلي، وبعضها لا يشترط ذلك، لكن كمعيار عام فإن كل الكليات تشترط وجود اختبار القدرات وهذه الخطة ما زالت قائمة.

> هل ترى أن خريج جامعة الملك عبد العزيز يرقى لمتطلبات سوق العمل في ظل انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية؟

ـ بالتأكيد، وخصوصا من خلال المناهج الجديدة وأنا أعطيك مثالا كلية الهندسة، وهي الكلية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حصل جميع أقسامها على الاعتراف الدولي الأكاديمي، وكلمة اعتراف دولي على كلية أو قسم علمي هو ترجمة لنوعية المناهج ونوعية الأساتذة الموجودين في الكلية، والمنظمات التي تقيم المناهج في الجامعات الأكاديمية تقيمها على عدة معايير، احد هذه المعايير هو مدى مواءمة مخرجاتها التعليمية مع سوق العمل هذا بشكل عام، وبالتالي ستنعكس على خريج الجامعة وليست الهندسة فقط، فكلية طب الأسنان حصلت على الاعتراف الأكاديمي، وحالياً تسعى كل الكليات ككلية الاقتصاد والإدارة والعلوم وغيرها للحصول على هذا الاعتراف. > هل يوجد تنسيق بين عمادة القبول والتسجيل وبين المؤسسات الحكومية والأهلية لتلبية احتياجاتها من التخصصات المختلفة عند قبول الطلاب في الجامعة؟

ـ هذا الأمر من اختصاص الكليات فكلية الآداب مثلا ستبدأ من العام القادم بمناهج جديدة، بعد أن اجتمعوا بعدد من رجال الأعمال والشركات الكبيرة، وحاولوا أن يتعرفوا على متطلبات السوق وما الذي يحتاجه، فهذه الكلية تعتبر أدبية ومع هذا ذهبوا إلى سوق العمل لمعرفة شكل وحجم احتياج السوق لتخصصاتهم، فكثير من المصانع تحتاج لمتخصصين في علم الاجتماع، والدولة مقبله على مشاريع ضخمة في مجال السياحة، ولا بد أن تهيئ كلية الآداب خريجيها لتعامل مع صناعة السياحة في المملكة فكل هذه الأمور انعكست على مناهجهم المستقبلية.

> لماذا لم يتم تأهيل خريج جامعة الملك عبد العزيز بحيث يستطيع أن ينافس ويكمل دراساته العليا في الخارج وكيف يتغلب على ما يعانيه الخريج من ضعف اللغة الإنجليزية وضعف في مهارات الاتصال وعدم وجود قدرة على التفاوض واستخدام الكومبيوتر؟

ـ كما ذكرت المناهج المستقبلية ارتكزت على ثلاثة محاور احدها الحاسب الآلي، فلا يمكن أن يتخرج الطالب من الجامعة إلا بعد أن يدرس مادة مكثفة عن الحاسب الآلي مهما كان تخصصه في الجامعة، واللغة الانجليزية كذلك إحدى الأساسيات التي ترتكز عليها المناهج المستقبلية، وكل هذا مبني على خبرات سابقة وتلمس احتياج سوق العمل ليس فقط في المملكة، فنحن قادمون على عولمة لذلك نعد خريج الجامعة لينافس في السوق العالمي، وهذه ضمن خطة ستبدأ في السنة القادمة، ومازالت تحت الدراسة، ولا بد من أن تتخطى المجالس أي مجلس الكلية ومجلس الجامعة حتى يوافق عليها لأنها إلى الآن مازالت تحت الترتيبات.

> هل توجد رؤى او خطط مستقبلية لاستقلال شطر الطالبات عن شطر الطلاب؟

ـ لا اعتقد بذلك.

> من خلال فترة عملكم القصيرة في عمادة القبول والتسجيل ما هي الأمنيات والتطلعات المستقبلية التي تبحث عنها وتريد تنفيذها؟

ـ هدفي الرئيسي هو خدمة الطالب، وانا عملت مع العمادة قرابة 4 سنوات من خلال تطوير نظام الخدمة الإلكترونية، وكنت جنبا الى جنب مع العمادة، لدي امل في تطويع التقنية لخدمة الطالب بشكل جيد وبشكل يعكس صورة جامعة الملك عبد العزيز والان لدينا انظمة نسعى لتطويرها.

> وما هي العقبات التي تواجهها؟

ـ لا استطيع أن أقول أنها عقبات بل هي احد الأمور التي لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، وهي أعداد الطلاب الكبيرة وهذا أكثر شيء نهتم به، فنحن لو أردنا أن نتعامل مع 5 أو 10آلآف طالب فإن الأمر يكون طبيعياً وتحت السيطرة، لكن أن تتعامل مع أعداد ضخمة جداً، فلا بد من التفكير في آليات التعامل، ولدينا عدة مشاريع جديدة ومن بينها تطوير القبول في الجامعة وآليات القبول، ولدينا القبول الإلكتروني عن طريق الإنترنت منذ سنتين، والان نسعى لتطويره بحيث يتم قبول الطالب في زمن قياسي جدا لا يتعدى 3 دقائق، ويتم الحصول على معظم المعلومات ويقدم الطلب من الإنترنت بعدها يحضر إلى الجامعة لتسليم ملفه والتسجيل مباشرة.