جامعيات سعوديات: ليس أمامنا سوى أحلام الوسادة الخالية

الحصول على عمل يتطلب معرفة المهارات والقدرات

TT

لم تكن «الجلبة والهمهمات» التي صدرت عن طالبات قسم التاريخ أمام بوابة العميدة إلا نوعا من التفكير بصوت عال حول المصير الذي ينتظر كل واحدة من الخريجات اللواتي كن بانتظار تسلم أرواب التخرج إلا ان الفرحة التي كانت تعلو الوجوه باعتمار قبعات التخرج والتي بحسب تعبير إحداهن «نحن محرومات من اعتمادها بالخارج لكن الحمد لله أننا لم نحرم من ارتدائها في حفل تخرجنا».

ورغم أن واقع الحال وبعد تسلم وثائق التخرج لن يخرج الأمر عن كونه يدخل في باب جرت العادة بحسب تعبير مريم الزهراني «ليس أمأمنا سوى أحلام الوسادة الخالية»، إلا أن توسد الأحلام يعد أحد المشاهد في السيناريو المكتوب بعناية والذي واظبت على حفظه اغلب الخريجات وبحسب صالحة الحسني «ليس امأمنا إلا النوم أو الرحلة إلى اماكن نائية فقط للحصول على وظيفة». وبين تعالي الأصوات المطالبة بإغلاق الكليات النظرية وحرص أغلبية الخريجات على تطوير أنفسهن من خلال معرفة المهارات والقدرات التي يمكن استثمارها بشكل يتوافق مع متطلبات سوق العمل الجديدة يظل تأمين هذه الوظائف والتي تأرجحت بحسب الخريجات بين مجال التصميم والديكور والعمل في المصانع والتسويق وهي كما أوضحن «موصدة بمتاريس العادات والتقاليد التي تحكم علينا بالعمل في وظيفة معينة وفق ما اعتاد عليه المجتمع».

إرادة التغيير والتطوير عند الخريجات والخروج من عباءة التعليم الذي بات كما اوضحت الحسني «تخنق هذه الوظيفة قدراتنا وإمكانياتنا ومواهبنا التي لا تتفق مع متطلبات الوظيفة التعليمية»، وفي المقابل يقف العبء الدراسي بالمرصاد أمام محاولة التطوير والتغيير وتنمية المهارات والذي تحتل قائمته حمى المنافسة بين الأستاذات في تحقيق كل واحدة منهن أعلى نسبة اختبارات على مدار العام الدراسي وبحسب الحسني «ليس لدينا الوقت الكافي للعمل على تطوير انفسنا من خلال الدورات التي تتيحها بعض مراكز التدريب في ظل انصرافنا لدراسة 13 مادة دراسية في كل فصل دراسي». الانغماس الكامل في دوامة الهم الدراسي لم يعق الخريجات عن التمتع بحق الحلم في المطالبات والتي وإن كانت مجرد تنفيس عن هاجس يسكن عقولهن إلا أنه وكما أوضحت افراح النجراني «نطمح للتغيير والوقت كفيل بتحقيق ما نتمنى وان تفتح لنا مجالات عمل واسعة تستطيع الاستفادة من طاقاتنا بشكل صحيح»، المطالبات التي طالبت بها خريجات التاريخ لم تخرج عن احتياجات سوق العمل التي يطالب بها أصحاب الأعمال وبحسب النجراني «ما العيب في أن نعمل في مجال العلاقات العامة أو المصانع أي عمل خارج عن الإطار التقليدي الذي وضعنا فيه». حمى النقاش بين خريجات التاريخ أمام مكتب العميدة حول الهدف من تضييع اربع سنوات في دراسة تخصص نظري لن يأتي بأي فائدة ترجى كادت أن تشعل حربا صغيرة بين افراح النجراني وصالحة الحسني حول المجالات التي يمكن أن تفتح للسعوديات وتراعي الخصوصية للمرأة السعودية. وبحسب ما أوضحت النجراني «أنا غير مقتنعة بدراسة التخصص النظري لكن لا يوجد أمأمنا خيار آخر، وفي السعودية ليست أمأمنا مجالات أخرى لكن لا بد ان تراعى خصوصية المرأة في اماكن العمل التي يجب أن تكون غير مختلطة حتى لا تثير الشبهات». إثارة الشبهات التي تخيف النجراني لم تمنع صالحة الحسني من المجاهرة برأيها في الاعتراض على مجرد عادات تقف سدا منيعا أمام طموحاتها فيما تفتح الأبواب على مصراعيها امام الأخريات من غير السعوديات في مجالات البيع والتسويق من خلال محلات بيع أدوات التجميل والتي لم يكن آخرها محلات بيع اللانجري التي وضع قانونها لفتح الأبواب أمام السعوديات وبحسب تعبيرها ردا على النجراني «الضحك والمزح بين الزملاء والزميلات ليس محرما وما يحرمنا من تحقيق طموحاتنا هي مجرد عادات وتقاليد لكن الفيصل في الموضوع هو الشخص نفسه والحدود التي يضعها لنفسه».