باحث سعودي: لا بد من تربية القيم والاتجاهات والمهارات البيئية لدى المواطنين

خلال ندوة عن «تلوث الهواء المنبعث من وسائل النقل»

TT

اكد الدكتور محمد خليص الحربي المنسق الإقليمي للتلوث النفطي في الخليج العربي سابقا والخبير في الشؤون البيئية على أن الإسلام اهتم بإثراء الوعي البيئي لدى الإنسان المسلم، عن طريق تزويده بالرؤية الصحيحة عن البيئة ومكوناتها بما يحقق دوره المطلوب في الأرض وإعمارها باعتباره خليفة الله فيها.

وقال من الضروري تنمية وتكوين القيم والاتجاهات والمهارات البيئية لدى المسلم، حتى يستطيع على ضوئها تنمية قدرته على تقويم إجراءات وبرامج التربية والتعليم المتصلة بالبيئة من أجل تحقيق تربية بيئية أفضل، وإيجاد التوازن وتعزيزه بين العناصر الاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية المتفاعلة في البيئة لما فيه صلاح الإنسان المسلم، إضافة إلى فهم الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والطبيعية وعلاقة الإنسان المسلم بالقضايا البيئية والتلوث.

وكان الحربي يتحدث في محاضرة القاها على هامش الندوه التي استضافتها دمشق حول «تلوث الهواء المنبعث من وسائل النقل ووسائط تنقية البيئة الجوية فوق المدن» وشارك فيها العديد من الخبراء البيئيين العرب. وقال الدكتور الحربي إن القيم البيئية الإسلامية تعد مجموعة من الأحكام المعيارية المنبثقة من الأصول الإسلامية، التي تكون بمثابة موجهات لسلوك الإنسان تجاه البيئة، وتمكنه من تحقيق وظيفة الخلافة في الأرض، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه القيم تنقسم لعدة أقسام تشمل قيم المحافظة، الاستغلال، التكيف والاعتقاد والجمال.

وذكر الحربي أن الإسلام دعا إلى استصلاح البيئة والحفاظ عليها، مظهراً خصائصها، لتكون محل اهتمام الإنسان وعنايته، وليدرك ارتباطه بها وضرورة حمايته لها، حيث حثت الشريعة الإسلامية على العناية بالزراعة والثروة الحيوانية، ودعت إلى احترام البيئة وصيانتها، ورهبت من إهدارها أو إتلافها عبثاً، وقد شرع الإسلام الجزاء الآخروي والدنيوي الذي يحمي البيئة من الفساد ويصونها من التدوير والعبث، وعلقه على الاعتناء بالبيئة ترغيباً وترهيباً، مؤكدا أن مسألة أمن البيئة باتت مسألة من المسائل التي تشغل بال الأفراد والمجتمعات والدول، نظراً لتمادي الإنسان في اعتداءاته على مصادر البيئة، وسوء استغلاله لمواردها، وتدميره لمساحات كبيرة من الغابات، إلى جانب إهداره لكميات هائلة من المياه، وتلويثه لنسبة عالية من الهواء.