سهرة فنية وخطابية للجالية اليمنية بمناسبة الذكرى 16 للوحدة

السفير اليمني قلد السفراء العرب والأجانب عقودا من الفل

TT

«.. لمن كل هذه القناديل؟..لمن؟.. لمن كل هذه المووايل؟.. لمن؟..».. مطلع قصيدة تغنى بها المطرب اليمني أحمد الحبيشي، في الحفل الخطابي والفني الكبير الذي أقامه السفير اليمني لدى السعودية محمد علي محسن الأحول مساء أمس الأول في العاصمة السعودية احتفالاً بالذكرى 16 للوحدة اليمنية، والذي حضره عدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين في العاصمة السعودية، إضافة إلى عدد من المثقفين والإعلاميين، وعدد كبير من أبناء الجالية اليمنية المقيمة في المملكة.

مسرح الحفل أعد في الحديقة الخلفية لمنزل السفير اليمني، بين أشجار الموز وشجيرات الزينة والورود، بني المسرح من الخشب، وكانت صورة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خلفية المسرح، مع صور متفرقة معبرة عن النهضة التي حدثت في اليمن.

بدأ الحفل بكلمة السفير محمد الأحول، والذي رحب بالحضور، وأكد على وحدة اليمن والثمار التي جناها اليمنيون بعد 22 مايو (آذار) 1990، وهو يوم الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب اليمني، مشيراً إلى أن مهندس هذه الوحدة هو الرئيس اليمني الحالي، لافتاً إلى المواقف السعودية مع اليمن.

ثم ألقى رئيس الجالية اليمنية كلمة أكد فيها أن جميع اليمنيين في السعودية ليسوا مغتربين، ولكنهم مقيمون في بلدهم السعودية، عقب ذلك ألقى الطفل اليمني فتحي الأضرعي قصيدة جسد فيها معاني الوحدة بين اليمنيين، وبين اليمن والسعودية.

ثم قدمت مجموعة من الفرق اليمنية الشعبية أوبريت «زعيم الأرض السعيدة»، من ألحان وكلمات جنيد باوزير، حيث قدم الجميع 15لوحة غنائية في الأوبريت، استوعب معظم الفنون والرقصات اليمنية. بعد ذلك كرم السفير اليمني محمد الأحول الشاعر والملحن جنيد باوزير، حيث قدم له درعاً تذكارياً عرفاناً بجهده الكبير الذي بذله في الإعداد للأوبريت، كما كرم السفير اليمني مصمم موقع السفارة اليمنية في السعودية على الإنترنت إبراهيم عطيف، معلم سعودي وصاحب موقع ملتقى أسمار الثقافي الإلكتروني، حيث قدم له درعاً تذكارياً لجهوده في إخراج الموقع الرسمي للسفارة، وتوجه السفير اليمني بعد ذلك إلى نظرائه من السفراء العرب والأجانب وقلدهم عقودا من الفل اليمني، الذي عطرت رائحته أرجاء المكان.

عقب ذلك قدم الفنان السعودي حسن آل خيرات أغنيتين، الأولى كانت «يا سارية خبريني» الشهيرة التي غناها صوت الأرض الراحل طلال مداح، والأغنية الثانية كانت بعنوان «طائر اليمن» من كلمات الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح وألحان طاهر حسين.

ثم توالت فقرات الحفل الفني الساهر حتى الساعة الثانية صباحاً من يوم الخميس، حيث قدم الفنان اليمني أحمد الحبيشي ثلاث أغنيات يمنية، واختتم الحفل بثلاث أغنيات للفنان اليمني سعد بن رويشد، وكان تفاعل الجمهور اليمني مرتفعاً، حيث رددوا الأغاني مع المطربين ورقصوا بعض الرقصات الشعبية. وكانت السفارة اليمنية أقامت بالرياض حفل استقبال في قصر طويق في حي السفارات (إلى الغرب من الرياض) مساء الأحد الماضي، وحضر الحفل الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، حيث كان في استقباله السفير اليمني لدى السعودية محمد علي محسن الأحول، وأعضاء البعثة الدبلوماسية في السفارة اليمنية.

وأقيم حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى السادس عشر على توقيع الوحدة اليمنية التي أعلنت في مدينة عدن، العاصمة التجارية والاقتصادية لليمن، وذلك في 22 مايو (آذار) 1990، وبعد خمسة أشهر فقط من التوقيع على اتفاقية الوحدة في الثلاثين من نوفمبر (تشرين الثاني) 1989.

وشمل الحفل عرض فيلم وثائقي عن التنمية الناجمة عن وحدة اليمن في 16عاماً، بعد أن كان اليمن مملكة قبل 1962، وتحديداً قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر (أيلول)، ثم جاءت ثورة الرابع عشر من أكتوبر (تشرين أول) 1963، وتعززت الحكمة اليمانية من بعد استعادة وحدة اليمن أرضاً وشعباً في الثاني والعشرين من مايو (آذار) 1990، ورغم كل الملابسات التي نتجت عن موقف اليمن من حرب الخليج الثانية، إلا أنه سرعان ما استعاد النضارة والبهاء لعلاقاته الخارجية خاصة بعد انتهاء حرب صيف 1994 وما تكرس بعدها من استقرار سياسي.

من جهة أخرى، تقيم السفارة اليمنية حفلاً فنياً واسعا مساء الأربعاء المقبل، وذلك في منزل السفير محمد الأحول، حيث سيشتمل الحفل على أوبريت غنائي، وعروض فلكلورية ورقصات شعبية يمنية، وقصائد شعر، وسط حضور متوقع يقارب الألف شخص، بعضهم من أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المملكة، ومن أبناء الجالية اليمنية، وعدد من الإعلاميين والمثقفين السعوديين.