أرامكو السعودية تعلن جاهزيتها لمواجهة حوادث التسرب النفطي

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة

TT

أعلنت شركة «أرامكو السعودية» النفطية العملاقة، أنها وضعت خططاً شاملة لمواجهة حالات الطوارئ المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية المتعلقة بتسرب النفط الى المياه، وتشمل الخطط مراحل عمليات التسرب قبل وأثناء وبعد حدوث انسكاب الزيت، وذلك من أجل مساعدة فريق الاستجابة في الشركة أثناء أعمال الاحتواء والتنظيف. وجاء اعلان الشركة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف اليوم الاثنين، وقالت الشركة ان فرقاً مدربة تدريباً عالياً تعمل بشكل منظم للوقاية من وقوع انسكابات الزيت والاستجابة لها بتنفيذ هذه الخطط التي تتماشى بالكامل مع متطلبات خطة الطوارئ الوطنية في السعودية التي تم اعتمادها في شهر فبراير (شباط) عام 1991. وكانت الحكومة السعودية قد كلّفت رئاسة الأرصاد وحماية البيئة بأن تتولى دور المنسق الوطني لأعمال الاستجابة لانسكابات الزيت.

وتدعم خطةَ الطوارئ العالمية لانسكابات الزيت الخاصة بأرامكو السعودية الخطط الإقليمية المعمول بها في الخليج العربي، والبحر الأحمر، وخطط الاستجابة الطارئة للناقلات الخاصة بشركة فيلا البحرية العالمية المحدودة، وهي شركة تابعة لأرامكو السعودية تجوب ناقلاتها بحار العالم حاملة الخام العربي، بالإضافة إلى الشركات العالمية المنتسبة لأرامكو السعودية. كما تتعاون الشركة مع منظمات عالمية لمكافحة انسكابات الزيت من أجل تبادل التقنيات وتقديم المساعدة اللازمة في هذا المجال.

وقالت ارامكو السعودية يوم أمس انها تقوم كذلك بمراجعة وتنقيح جميع الخطط الخاصة بمكافحة انسكابات الزيت في مناطق أعمالها باستمرار، من أجل رفع مستوى الحماية لصحة الإنسان والبيئة في حال حدوث أي انسكاب. وتنطوي هذه الخطط على خرائط للمواقع التي تحتوي على الكائنات الحية، وذلك للتركيز بشكل أكبر على البيئات البحرية الحيوية، كما تحدد المناطق المحلية عالية الخطورة، وخيارات الاستجابة، وقوائم الموارد المتاحة واللازمة لمكافحة انسكابات الزيت. ويقوم مهندسو مكافحة التلوث البحري في الشركة، بتقديم برامج التدريب داخل الشركة. وقالت الشركة انها تقدم دورتين في الاستجابة لانسكابات الزيت سنوياً، يتبع كلاً منهما يوم للتطبيق العملي. وقد عمل فريق الاستجابة لانسكابات الزيت العالمية مع الإدارات الأخرى المختصة في الشركات التابعة لأرامكو السعودية على إجراء تدريبات كاملة على انسكابات الزيت والقيام بتدريبات أخرى على مجسمات مصغرة، وأداء تطبيق عملي في مواقع مختلفة حول العالم.

أوضحت الشركة انها تقوم بإجراءات وقائية للحد من عمليات التسرب النفطية من بينها برنامج لمعاينة السفن بصورة شاملة ومعاينة أنابيب الزيت المغمورة، بشكل مستمر. وأضافت أن السفن التي لا تستوفي المتطلبات الصارمة التي تضعها ارامكو لا يسمح لها بالرسو في موانئها. كما تملك الشركة كميات هائلة من معدات الاستجابة لانسكابات الزيت، بما فيها الأطواق المطاطية، والقوارب المتخصصة، وطائرات رش المواد المشتتة لبقع الزيت، موزعة بشكل استراتيجي حول السعودية.

يذكر أن الزيت الخام وأنواع الوقود المختلفة الأخرى مواد مضرة بالبيئة، ويمكن أن يتسبب تسربها في مشكلة للعوالق المائية ومجموعة الأطعمة البحرية. كما يمكن أن يؤدي تسرب الزيت إلى الإضرار بالأسماك ذات الأحجام الكبيرة، أما ضرره على الصغيرة منها فيكون أكبر، خصوصاً إذا وقع التسرب في المياه الضحلة. وعادة ما تقضي الطيور المائية أوقاتاً طويلة في الماء، فإذا كان الماء ملوثاً بالزيت فإن ريشها يتشبع بالزيت مما يحد من قدرتها على الطيران والبحث عن الغذاء. ويمكن أن يؤدي تسرب الزيت كذلك إلى خسائر اقتصادية فادحة في المنطقة المتضررة، خصوصاً في ما يتعلق بصناعة صيد الأسماك والسياحة، كما قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية وصناعية إذا تسرب إلى مناطق تغذية المعامل بالماء (معامل الكهرباء والماء والتكرير)، حيث يمكن أن يتسبب في توقف هذه المعامل عن العمل لمدة طويلة. ومع أن أرامكو السعودية لم تتعامل مع أي حادث انسكاب كبير للزيت منذ حرب الخليج الثانية في العام 1991، إلا أنها تمتلك نظاماً متقدماً يسهم في تفادي وقوع مثل هذه الحوادث.

ومن التجارب التي نجح فيها فريق ارامكو في الاستجابة لانسكابات الزيت كان حادث تدفق ما يتراوح بين 6 و 8 ملايين برميل من آبار الزيت الكويتية المدمرة عام 1991 إلى مياه الخليج، ونجح فريق أرامكو بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة في استخلاص أكثر من مليون برميل من الزيت المنسكب، والحد بشكل كبير من الضرر الذي تعرضت له الشواطئ بفعل هذه المادة الهيدروكربونية السوداء اللون واللزجة التي قذفت بها الأمواج، حيث أثبتت خطة الاستجابة لانسكابات الزيت في الشركة جدواها.

وتتضمن المناطق الرئيسة لنشاطات أرامكو السعودية في مجال الاستجابة لحوادث انسكابات الزيت كلا من: منطقة الخليج العربي التي يتولى التنسيق لها المنسق الإقليمي لمكافحة انسكابات الزيت في الظهران، ومنطقة البحر الأحمر التي يتولى التنسيق لها المنسق الإقليمي لمكافحة انسكابات الزيت في جدة، فيما تتولى شركة خدمات أرامكو، في مدينة هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية، مسؤولية التنسيق لمكافحة انسكابات الزيت في جميع البحار المتاخمة لأميركا الشمالية والوسطى والجنوبية، ومن جانبها تشرف شركة البترول السعودي لما وراء البحار المحدودة في لندن، على مناطق غرب أفريقيا وأوروبا والبحر الأبيض المتوسط، بينما يتولى المنسق العالمي لمكافحة انسكابات الزيت، ومقره رأس تنورة، الإشراف على مناطق شرق أفريقيا (المحيط الهندي) والشرق الأقصى وجميع مناطق العالم الأخرى التي لا تقع ضمن نطاق الخطة الرسمية لمواجهة انسكابات الزيت.