مساع لإشراك جهة محايدة في تشريح جثتي المعتقلين السعوديين في غوانتانامو

عائلات المعتقلين قدمت مذكرة احتجاج لسفير واشنطن لدى الرياض

TT

علمت «الشرق الأوسط»، أن مساعي تبذل من قبل بعض عائلات المعتقلين السعوديين في غوانتانامو، لإشراك جهة محايدة معترف بها عالميا، في عملية تشريح جثتي السعوديين الاثنين اللذين لقيا حتفهما في معتقل غوانتانامو الأميركي السبت الماضي، حال وصولهما إلى البلاد.

وبرر القائمون على هذه المساعي، على أنها خطوة تهدف إلى الرد على ما قد يثار من شكوك داخل الولايات المتحدة الأميركية، بصحة نتائج تشريح جثتي المعتقلين السعوديين، وبالتالي البعد عن أي طعن أميركي محتمل ضد نتائج عملية التشريح.

وفي سياق متصل، قدمت عائلات المعتقلين السعوديين في غوانتانامو، يوم أول من أمس، مذكرة احتجاج إلى سفير واشنطن لدى الرياض، لما قالوا عنه انه استخفاف بأرواح وسلامة أبنائهم في المعتقل الأميركي، حيث طالبوا خلالها الرئيس الأميركي جورج بوش بفتح تحقيق مستقل في الحادثة، وإطلاق سراح أبنائهم من المعتقل.

وشهدت العاصمة السعودية الرياض، منذ إعلان نبأ وفاة اثنين من معتقليها في غوانتانامو، اجتماعات متكررة بين أعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في البلاد، وعائلات المعتقلين، بهدف خلق مساع لتأمين عودة بقية المعتقلين إلى أرض الوطن.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قد أعلنت مطلع الأسبوع الجاري، عن وفاة 3 من معتقلي غوانتانامو، في حادثة هي الأولى من نوعها في تأريخ المعتقل الأميركي، الذي يعود تأريخه إلى نهاية عام 2001، وتحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث لا تزال السلطات الأميركية تحتجز فيه قرابة الـ 460 معتقلا.

وشككت عائلتا المعتقلان السعوديان اللذان لقيا حتفهما داخل المعتقل، في وقت سابق، بالرواية الأميركية، التي تحدثت عن أن المعتقلين الثلاثة (سعوديين ويمني)، قد انتحروا شنقا، في حين أكد طلال الزهراني، لـ «الشرق الأوسط»، اخيرا، أنه على يقين أن ابنه ياسر لم يقدم على الانتحار، وأن الرواية الأميركية «كاذبة».

وتسعى السلطات السعودية جاهدة، منذ الإعلان عن الحادثة، تأمين تسلم جثتي مواطنيها الزهراني والعتيبي من غوانتانامو، وهي التي بدأت فعليا اتصالاتها مع الجانب الأميركي حول هذا الشأن، مؤكدة سعيها الحثيث لاستعادة ما تبقى من معتقليها هناك.