اتهامات متبادلة بين «شريطية» المعارض ومرتادي حراج السيارات في الرياض

الزبائن يتهمونهم بالانتهازيين وهم يؤكدون بحثهم عن الكسب الحلال

TT

تزداد في فصل الصيف بالسعودية حركة شراء وبيع السيارات.. وغالبا ما يعكر صفو البيع والشراء لدى مرتادي ساحات معارض السيارات، «الشريطية» وهو المصطلح الذي يطلقه السعوديون على الأشخاص الذين يبيعون ويشترون السيارات في أوقات متقاربة وبتحقيق أرباح جيدة، ومكمن الإزعاج الذي يسببه هؤلاء «الشريطية» (كما يصفها البعض) هو الطرق التي يتخذونها في عملية البيع والشراء والتي لا تخلو من التحايل على مرتادي المعارض.

ويقول فاضل محمد الجابري (موظف حكومي) إنه ابتاع سيارة وصفها له أحد الشريطية وما أن قام بشرائها واستخدامها لمدة أسبوع حتى تعطلت وقد كلفه إصلاحها قيمة 4 آلاف ريال رغم أن قيمتها الأصلية 12 ألف ريال، مضيفاً بقوله «ولم أعرف أن ذلك الشخص من الشريطية حتى وجدته يمارس نفس العمل في ساحات المعارض».

ويعتبر صالح الودعاني (أحد مرتادي الحراج بغرض شراء سيارة) أن الشراء من الشريطية خطأ فادح يرتكبه البعض ممن يجهلون خفايا سوق السيارات. مضيفا أن البعض يرى أن الشراء من المعارض مكلف جدا مقارنة بالشراء من الشريطية، إلا أنه يرى عكس ذلك إذا أخذ بالحسبان الضمان الرسمي الذي يأخذه المشتري من المعرض عند شرائه السيارة، وهي الميزة التي تفتقد عند الشراء من الشريطي، حيث ينتهي أي ارتباط بمجرد الخلاص من البيعة.

ويقول محمد الحارثي (مرتاد للحراج) إنه لا يستطيع أن يعمم على كافة الشريطية ممارسة ذلك السلوك، إلا أنه عاد ليؤكد أن معظم الشريطية يمارسون احتيالاً ونصباً ضد من لا يملكون الخبرة الكافية بالسيارات، مشيرا إلى أنه يصطحب معه أحد أصدقاءه عند شرائه لسيارة تخوفاً منهم.

ويضيف الحارثي أن الشريطي يصف السيارة للزبون عند بيعه لها وكأنها الأولى في العالم. وعلى النقيض من ذلك تجده يقلل من كفاءة أي سيارة مهما كان نوعها وموديلها وجودتها وكل ذلك بهدف البيع بأكبر مبلغ ممكن والشراء بأقل مبلغ.

ويطالب عبيد البراق (أحد مسؤولي معارض السيارات) الجهات المسؤولة عن البيع والشراء في معارض السيارات بالقضاء على هؤلاء الشريطية لأنهم لا يقفون عند حد غش الزبائن، بل إن الأمر يتعدى ذلك ليشكلوا إزعاجا متواصلا لمرتادي الحراج، إذ إنهم يداهمون السيارات فور دخولها الحراج ويباغتون ملاكها بالأسعار ويبدأون التأثير عليهم بغرض البيع السريع المربح لهم، ويقول البراق «البعض منهم يصطحبك بسيارتك ولا ينزل منها حتى يبيعها بأي ثمن ويقبض بعد ذلك نسبته من عملية البيع».

إلى ذلك رفض عبد الله السبيعي (شريطي سيارات في حي الشفا) الاتهامات التي يوجهها البعض لزملائه كونهم يمارسون الكسب الحلال مثل غيرهم من خلال البيع والشراء، مشيراً إلى أن السيارات المستعملة (وهي التي يعمل الشريطية على شراءها وبيعها غالبا) لا تخلو من الاعطاب وهو أمر طبيعي في سيارات استخدمت لسنوات طويلة.

وحول الإزعاج الذي يمثله الشريطي لبعض مرتادي الحراج، يقول السبيعي «لا نمارس أي إزعاج، كل ما في الأمر أن البعض منا يسهم في توضيح الصورة للبائع أو المشتري من حيث المميزات والعيوب والسعر المطروح للبيع».