صيف الباحة.. «عرضة» واحتفالات و«مونديال» حتى الفجر

TT

أدت موجة غبار سادت أجواء منطقة الباحة الى نزوح المصطافين ـ من داخل وخارج المنطقة ـ من الغابات والمساحات الخضراء المفتوحة الى أماكن سكناهم.

الغبار الذي أبانت مصادر في الارصاد بأنه قادم من القارة الافريقية، غطى أجزاء كبيرة من السراة وتهامة، وأعاق الرؤية وكان تأثيره أكبر على مرضى الجهاز التنفسي، وانعكس الامر في زيادة حجم مبيعات أجهزة الربو وضيق التنفس (البخاخات).

وشهدت الغابات قلة في أعداد مرتاديها خاصة فترة ما بعد العصر حيث تصفو الأجواء، وفي ذلك تشهد غابة الحجير والطريق الدائري وغابة رغدان كثافة في مرتاديها ليلا بعد أن قامت إحدى المؤسسات الخاصة بتجهيز موقع لاستقبال الأطفال والعائلات وإعداد عدد من البرامج الترفيهية. في جانب البرامج الترفيهية طغت البرامج الدينية التي أعدتها شعبة توعية الجاليات والشؤون الإسلامية على البرامج التي تقدمها الجهات الأخرى بعد أن استحوذت هذه البرامج على أكثر من 50 بالمائة من البرامج الصيفية التي حملها دليل السياحة في الباحة، إذ لا يخلو يوم من عدد من المحاضرات لعدد من المشايخ في أكثر من مسجد وجامع وموقع، واقتصر بعض المصطافين على متابعة مباريات المونديال في أشهر مقهى بالباحة (مقهى المساء) الذي يشهد ازدحاما ملحوظا من قبل المصطافين من جميع الأعمار حتى ساعات متأخرة من الليل. ويتابع عدد كبير من المصطافين حفلات العرضة الشعبية التي تجرى في أكثر من 80 قصرا للأفراح، ابطالها أشهر شعراء الجنوب أمثال عبد الواحد بن سعود والبيظاني وبن عزيز، وزادت هذه الفعاليات من مبيعات عصي الخيزران التي يستخدمها السعوديون في أداء العرضة، وقدر أحد باعتها حجم الاستهلاك بأكثر من مائة ألف عصاة خلال الموسم يتراوح سعرها بين 5 ـ 10 ريالات.

وكالعادة يتم حجز القصور للعام القادم ابتداء من هذا العام حيث أكد أحد أصحاب القصور أنه تم حجز أكثر من شهر للعام القادم، خاصة في الفترة التي تعقب اختبارات المدارس والجامعات. وينفق اهالي المنطقة على مناسبات الزواج في كل عام نحو مائة مليون ريال بين المهر وتجهيزات الزواج وولائم العرس وأجور القصور. وتعد قصور الافراح مكانا مناسبا للاسر لاختيار زوجات المستقبل بعيدا عن أساليب الخطابة أو مكاتب الزواج كما هو في المدن.

مشهد آخر تعيشه الباحة يتمثل في تدفق عشرات السيارات الخاصة ببيع العسل والكادي، وارتفعت أسعار الأغنام بشكل ملحوظ بسبب الطلب المتنامي في موسم الافراح، حيث تراوح سعر الكبش بين 800 الى 1000 ريال للخروف الواحد، وللجمال بين 2000 ـ 4000 و2000 ـ 3500 للرأس الواحد من العجول التي تستهلك لمقابلة العائدين من ابناء المنطقة من جميع انحاء المملكة في كل عام.