استشاري نفسي: الممارسات الطفولية لدى البالغين ليست حالة مرضية

TT

أكد أحد الاستشاريين النفسيين أن لجوء المرء لبعض الممارسات الطفولية لا يعني أنه يعاني من حالة مرضية إلا إذا تطورت هذه الحالة وتنبه المرء لما يفعله وأثر ذلك على حالته الشخصية. أو تغيرت طريقة حياته أو تركيزه في العمل وأثر بالتالي على إنتاجيته.

وأضاف الدكتور جمال الطويرقي الاستشاري النفسي بأن هناك عدة عوامل تؤدي لهذه الحالة منها النفسية والبيئية. وعادة الأشخاص القلقون يلجأون لهذه التصرفات، أيضاً الفراغ له تأثير على بعض التصرفات.

ونوه الطويرقي بقوله «إن لكل شيء قاعدة ولكل قاعدة شواذ والإنسان يجب أن يعيش مرحلته بشكل طبيعي. لكن نرى بعض الأشخاص يعانون من ضغوط معينة فيلجأون لمرحلة الطفولة كنوع من الهروب حتى لو كانت تلك الطفولة سيئة».

ويضيف «الطفل يرجع لأمه بعد اللعب لأنها تمثل بالنسبة له قاعدة الأمان. والطفولة تمثل قاعدة الأمان للإنسان. وممارسة المرء لبعض الأمور الطفولية مثل مشاهدة أفلام الكرتون، ألعاب البلاي ستيشن، مص أصبعه وغيرها».

وفي استطلاع لبعض التصرفات الطفولية التي يلجأ إليها البعض، وجد أن شريحة كبيرة تلجأ للرسوم الكرتونية، حيث اعترف أحد الكتاب الصحافيين على خجل بأن ظروف الكاتب تجعله في دائرة من الضغوط بشكل دائم وقال «الجأ لغرفتي الخاصة وأزينها بصور نجومي المفضلين وأرسم رسومي الفاشلة المضحكة التي لا يشاهدها سواي. وكثيراً ما أعيد مشاهدة عدنان ولينا مع ابني. لا أرى فيها ضعفا أو هروبا فقط هي استراحة محارب».

من جهتها أجابت بوح «ان داخل كل فرد منا شخصية طفل وأحياناً يكون هذا الطفل نائما ولا نحس به إلا عندما يستيقظ برؤية الأطفال واهتماماتهم. وأنا أشبع هذا الجانب عندما اجلس مع أبنائي وقت الظهيرة فألعب معهم وأشاهد الأفلام الكرتونية ويشاركني أخي نفس الموقف فنحرص على السؤال عن الحلقات التي لم نشاهدها لانشغالنا بأمور الحياة».

وفي احد الدورات المخصصة لمن هم فوق العشرين من العمر سأل المدرب عن ما إذا كان أحد يرتاد الملاهي فرفعت إحدى الفتيات يدها بكل فخر مشيرة إلى أنها تحب الذهاب للمدن الترفيهية لتكتشف بكل خجل أنها الوحيدة التي تحب ذلك. هذا ما حصل لفاطمة في إحدى المرات وتتابع ضاحكة «أحب مشاهدة الرسوم المتحركة وأتابع مسلسلات الأطفال وبصراحة أعتبر الطفلة الوحيدة بين صديقاتي».

«كسرت الحواجز بيني وبين أطفالي فعوضاً عن أن تكون علاقتي بهم علاقة أم بأولادها أصبحنا شلة أصحاب» هذا ما أكدته حصة وهي أم «أنا على قناعة بأنه داخل كل منا طفل رابض بداخله، وقد أقوم بتصرفات خلال حياتي اليومية لأرضي الطفل بداخلي. أشارك أولادي اهتماماتهم وهواياتهم فنشاهد الرسوم المتحركة ونذهب للسينما معاً ونلعب البلاي ستيشن».

أمل تروي مشهدا مضحكا حصل لها «ذهبت ذات مرة الى منزل احدى صديقاتي وعندما كنت أهم بالدخول توقفت والتفت إلى آخر الرواق حيث رأيت أرجوحة حمراء قديمة ذكرتني بشرائطي الحمراء التي كنت أحب أن أضعها على شعري. أردت وبكل اندفاع أن أخلع حذائي ذا الكعب العالي وأقراطي الثقيلة وأركض إلى الأرجوحة لكن يد صديقتي سبقتني وأمسكت بي وهي تقول هيا يا أمل الكل ينتظر لكن الطفلة بداخلي تبكي ولا تريد أن تكبر أظن أن عالم الكبار الذي كنت أتمناه لم يكن كذلك كما أريد فقررت أن تعود الطفلة لتبكي بداخلي».

سلطان عرضت عليه اخصائية اجتماعية أن يدلل الطفل بداخله لا يحرقه قبل أوانه حين طلب منها أن تقيم حالته. ووصف حالة الطفولة التي يمارسها بأنها سر ابتسامته في أحلك الظروف وقال «اعمد إلى اللعب مع إخواني الصغار خصوصا التوأم مي وندى.. وأشاركهم ألعابهم والتعليقات التي يطلقونها.. ونسكب الماء على بعضنا.. وأحيانا الجأ إلى حضن أمي زعما مني أني العب ولكن داخلي موقن بحاجتي لها.. أشم شيلتها وأمازحها كما الأطفال».