سعودي يسعى لإقامة مسابقة.. وتدشين جمعية لتشجيع هواية التحنيط

ناصر الدخيل لـ الشرق الاوسط: عدد المحنطين البارزين في السعودية لا يزيدون على العشرة أشخاص

TT

منذ أن كان عمره 13عاما وبالتحديد في 1990كانت بداية رحلة المحنط السعودي ناصر الدخيل مع عالم التحنيط. يقول الدخيل عن تلك البدايات «كنت في رحلة لصيد الطيور مع إخواني وتصادف في طريقنا ثعبان من نوع الكوبرا العربي، حيث نجحت في اصطياده بعد محاولة كادت تودي بحياتي، وعندما عدت الى البيت سالت أبي عن كيفية الاحتفاظ بذلك الثعبان، فأرشدني الى طريقة تقليدية تستخدم لحفظ الحيونات وهي بشق الثعبان منتصفه ودبغه بالملح».

ويضيف الدخيل «استهوتني الفكرة ومنذ ذلك الحين صرت ابحث عن طرق التحنيط حتى التقيت بالدكتور عيسى السليم الذي زودني بكم هائل من المعلومات عن التحنيط فكانت القاعدة الأساسية لانطلاقتي في عالم التحنيط المثير».

ويقول ناصر الدخيل ان الفترة التي يقضيها في التحنيط تتراوح بين 4 ساعات لطير الكناري وكحد ادنى الى 24 ساعة كحد أقصى لدب افريقي، هذه المدة، كما يؤكد الدخيل مقسمة على عدة أيام ويضيف «تمر عملية التحنيط بخمس مراحل هي: التشريح، التنظيف، الدباغة، إعداد الحشوة ثم التطبيق، التي تحتاج أغلب الوقت لكي يكون الجسم المحنط شبيهاً بالجسم الطبيعي للحيوان».

ويشير الدخيل إلى بعض الممارسات السلبية التي يقوم بها بعض المحنطين، التي تؤثر على الجسم المحنط مؤكداً أن معظم هذه الأخطاء ناتج عن عدم تقيدهم بتلك المراحل وتسرعهم عبر حقن القطعة المراد تحنيطها بمادة كيميائية لنفخه حفاظا على شكله الطبيعي. ويقول الدخيل «هذا التصرف يقلل من جودة التحنيط كما يقوم بعض المحنطين باستخدام الصعق الكهربائي والخنق بالمواد الكيميائية بهدف الاحتفاظ بالوضع الطبيعي للحيوان».

ويستخدم الدخيل لعملية التحنيط مشارط لعدة مقاسات ومقابض وأسلاكا حسب حجم القطعة ويضيف «نستخدم القطن كحشوة للحيوان المحنط في السعودية بينما يستخدم في الصين واندونيسيا القش كحشوة لقلة تكلفته».

ويحصل الدخيل على الطيور والحيوانات المراد تحنيطها عن طريق محلات بيع الطيور أو من هواة الصيد، كما يشير الدخيل إلى تطور عملية التحنيط، فقد كان في السابق يتم باستخدام الملح وحامض الليمون وبعض الأعشاب البرية كالطلح والكرم في حين يتم حاليا بالاستعانة بمواد كيميائية، لكن بمعايير معينة تختلف حسب حجم القطعة المحنطة أو سماكة الجلد.

ويشبه الدخيل التحنيط برسم جمالي ولكن يختلف من حيث الاعتماد على ملامح الطيور والحيوانات وحركاتها الطبيعية ويستغل مرحلة هجرة الطيور ليراقب حركاتها لتظهر تلك الطيور بوضعياتها الطبيعية، كذلك الاستعانة بهواة الصيد ومشاهدة أشرطة الفيديو للطيور والحيوانات لتظهر القطع المحنطة بهيئة طبيعية، خاصة بعض الطيور والحيوانات مثل الحباري حيث يقول الدخيل «استعين بأصدقائي من هواة صيد الطيور للتعرف على حركاتها الطبيعية» ويشير الدخيل إلى بعض الأماكن التي يرتادها لمراقبة الطيور منها بحيرة الأصفر بالأحساء.

ويقول الدخيل أنه خصص غرفة بمنزله لممارسة هواية التحنيط التي لا ينظر لها كنشاط تجاري في الوقت الحالي على الأقل، لذا فانه يتقاضى تكاليف التحنيط فقط من هواة الصيد الذين يقدمون إليه من أنحاء السعودية بغرض تحنيط طيورهم وحيواناتهم كالغزلان التي اصطادوها خلال رحلاتهم للصيد للاحتفاظ بها كذكرى.

من جانب آخر يقول خلف حمود الخلف أحد هواة صيد الطيور انه منذ فترة طويلة يبحث عن محنطين للطيور التي يصطادها للاحتفاظ بها كذكرى لأنه ينتظر موسم الصيد كل عام لممارسة هوايته.

ويضيف الخلف «منذ عامين التقيت بناصر الدخيل الذي حنط لي عددا من الطيور وما زلت احتفظ بها ومن أبرزها طير السماك الكبير الذي يعد من الطيور النادرة واستغرقت في رحلة مطاردته نصف يوم لصيده واحرص لدي صيدي أن يكون التصويب في صدر الطير وليس في جناحه لكي يحتفظ الطائر بشكله الطبيعي وتكون عملية تحنيطه سهلة». ويتابع، بعد صيد الطائر أضعه في كيس داخله ماء محكم الإغلاق وأحفظه في مكان بارد حتى أجد المحنط المناسب. ويشير الخلف إلى أنه اضطر في أكثر من مرة لقطع رحلة الصيد لإحضار الطائر وهو في حالة ممتازة للمحنط. من جهته، يؤكد ناصر الدخليل أن الحيوان بعد تحنيطه يبقى خمس سنوات كحد أقصى لا يدر عن الجلد أية رائحة إذا حفظ بشكل جيد، بينما يمكن الاحتفاظ بالطيور المحنطة كحد أقصى سنتين. وبين الدخيل ان تلف الحيوانات المحنطة إذا كان من الداخل فانه يعود لسوء التحنيط اما إذا كان التلف من الخارج فانه يعود لسوء التخزين. ونصح الدخيل مقتني المحنطات بالحفاظ على قطعهم المحنطة كقطعة زجاج بحيث يكون نقلها وتخزينها بشكل لا يعرضها للكسر أو للمياه المباشرة أو الغبار.

وتمنى الدخيل إقامة مسابقة على مستوى السعودية أو الخليج في التحنيط كما هو موجود في الدول الأوروبية وذلك لخلق روح التنافس والإبداع، مطالبا بتأسيس جمعية تحتضن هواة التحنيط لتساهم بمساندتهم وتشجيعهم وتقديم اشكال العون والمساندة لرفع قدراتهم. ويقول الدخيل ان المتميزين في مجال التحنيط في السعودية حاليا لا يزيد عددهم على العشرة أشخاص متمنيا وجود تجمع سنوي يجمع هواة التحنيط مبديا استعداده لمساعدة كل من يرغب بممارسة هذه الهواية، مؤكدا انه سبق أن قدم للعدد من المدارس بالمنطقة الشرقية بمراحلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية مجموعة من المحنطات.

ويشارك الدخيل في مهرجان الخليج بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية بجناح صممه على طريقة البيئات الطبيعية للطيور والحيوانات المحنطة وتشمل الداجنة والغابات والمائية والجبال والصحراء. ويضم جناح الدخيل 100 قطعة محنطة منها نعامة مضى على تحنيطها سبع سنوات.

ويقول الدخيل انه اتفق مع متحف الدمام لترميم قاعة الحياة الفطرية، كذلك المشاركة بمهرجان الجنادرية القادم.