إجازة الأبناء تستنفد طاقات المرأة العاملة

10% من السعوديين يقدمون المساندة لزوجاتهم

TT

توصل مختصون إلى أن الكثير من الأزواج السعوديين لا يزالون غير واعين بأهمية المساندة الاجتماعية لزوجاتهم العاملات وأهمية ذلك في تخفيف الضغوط النفسية عليهن.

وعبر عدد من الباحثات الاجتماعيات عن حاجة المرأة العاملة للدعم المعنوي من قبل زوجها في الأوقات التي يتطلب منها الاستمرار في العمل أثناء إجازة الأبناء، الأمر الذي يدفعها لبذل جهود مضاعفة في محاوله للتوفيق ما بين واجبات العمل والتزامها بتسلية ومشاركة أبنائها، إلى جانب الإيفاء بالالتزامات الاجتماعية الأخرى للزوج وحتى أسرته.

وذكرت اختصاصية الشؤون الاجتماعية جميلة العمري، بأن الضغوط النفسية تتزايد على الزوجات العاملات وسط أشكال من الالتزامات المهنية والأسرية والاجتماعية أثناء الإجازة الصيفية، التي أرجعتها إلى كثرة الأعمال والواجبات التي تهدد طاقتهن وتستنفد جهودهن، ما يستدعي الحاجة لمساندة الزوج على اعتبار أنه الشريك الذي يتطلب منه الوقوف إلى جانب المرأة في جميع مواقف الحياة.

إلا أنها بالمقابل أكدت على أن «قلة وعي معظم الأزواج بحاجات المرأة النفسية يدفعهم إلى تجاهل هذا الجانب وحرمان زوجاتهم من أبسط مصادر الأمان للمرأة العاملة وهو «المساندة الاجتماعية» على حد تعبيرها.

وقد أوردت دراسة قدمتها عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى في مكة المكرمة الدكتورة عبير الصبان، بأن نسبة كبيرة من الأزواج السعوديين لا يقدمون المساندة الاجتماعية لزوجاتهم، وكانت الدراسة قد تناولت البحث عن أسباب المشكلات الجسمانية والنفسية الناتجة عن الضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة، حيث شملت الدراسة 400 سيدة سعودية من مختلف المهن «معلمات وممرضات وطبيبات وإداريات وأعضاء هيئة تدريس» تتراوح أعمارهن من 30 إلى 45 سنة، كشفت نتائجها أن 40 فقط من الزوجات المشتركات في العينة يلقين المساندة الزوجية.

من جهتها اعتبرت الاختصاصية النفسية هناء المطلق، أن تعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة العاملة وتضاربها يعرضها في كثير من الأحيان إلى الضغط النفسي الذي يتزايد مع عدم تقدير الزوج وتعاونه معها، مشيرة إلى أن الأزواج أحيانا يشكلون العبء الأكبر لدى السيدات العاملات الذين تتزايد متطلباتهم ولا يتعاونون إلا بالقليل.

وبحسب تعبيرها توضح «بعض الأزواج غير قادرين على خدمة أنفسهم ويرجع ذلك لطبيعة نشأتهم التي اعتادوا من خلالها على الاتكال على الأم أو الأخوات، ولذا فالقليل منهم قادر على مساندة زوجته ويتحمل بعض الأعباء عنها.

الزوجات العاملات اللاتي يجدن أن أزواجهن يفضلون مصلحتهم في كثير من الأحيان تحدثن عن معاناتهن وما يحصل مع بدرية الجريس الموظفة باحدى الإدارات النسائية ليس ببعيد عما ذكر، فهي تجد نفسها تحمل عبء أسرتها لدى توجهها للعمل ولا تلاقي دعما أو مساندة من الزوج بالشكل الذي يخفف عنها هذا العبء، وتذكر «أستعين ببناتي في تحمل أعباء المنزل حتى أعود من العمل، إلا أني أشعر بالتوتر الدائم حول ما إذا كن يستطعن تلبية حاجات والدهن واخوتهن».

أما سلمى العون التي تعمل في إحدى كليات البنات بالرياض وتضطر للمناوبة في الإجازة، فتذكر بأن صراع الأدوار الذي تعيشه، يشعرها بالشد العصبي الذي يدفعها لأن تكون قاسية أحيانا على أبنائها. وتشير إلى أن ما يؤسفها هو عدم تقدير زوجها لعطائها. وتنصح الاختصاصية هناء المطلق السيدات بمحاولة تنظيم الوقت وجدولة الأعمال، وأخذ قسط من الراحة بين كل عمل وكل مهمة، على اعتبار أن الكثير منهن لا يستطعن ترتيب الأدوار تبعا للأولويات الأمر الذي يضاعف معاناتهن.