الأدوار «العليا» خير من «السفلى» عند قرار الشراء

وسط تنافس تجاري حاد في جدة

TT

تحولت خيارات المتسوقين في جدة هذا العام للاتجاه لأسواق الجملة المنتشرة في المكاتب والأدوار العليا لأشهر المباني التجارية المنتشرة في منطقة وسط البلد بدلا من الأسواق والمجمعات التجارية الفخمة التي كانت عادة ماتشهد في مهرجان جدة السياحي حركة تسوق موسمية كبيرة.

وأرجع عبدالرحمن الغامدي، وهو مالك لمحل تجاري في سوق الحجاز (شمال جدة) إلى إتجاه المتسوقين ببوصلة نقودهم لوسط البلد إلى الفروقات الكبيرة التي يستطيع تجار الجملة تقديمها للمتسوقين ضمن حركة شراء غير معلنة تتم في مكاتب تلك المؤسسات التي عادة ما تكون مكاتبها في الأدوار العليا من الاسواق التجارية وهو ماينعكس على مستوى ايجاراتها ويساعدها على منافسة تجار التجزئة في عروض الأسعار.

غير أن مشترين إلتقتهم «الشرق الأوسط» مساء أمس في مركز الكورنيش التجاري أحد المراكز الكبرى في تجارة العطور والاكسسوارات بالجملة ذكروا أنهم يجدون بالاضافة للفروقات السعرية الكبيرة عن الأدوار السفلى في الاسواق مايغريهم بالشراء. إذ تقول أم روان «منذ ثلاث سنوات عرفت بالصدفة أن هناك مكاتب في الادوار العليا للسوق تمنح أسعارا مناسبة. لم أكن أعرف أن صعودي لـ5 أدوار فقط سيوفر على ميزانيتي الافا من الريالات كنت أدفعها لتغطية طلبات بناتي من العطور وادوات التجميل».

في الوقت الذي دافع فيه أحد الباعة في السوق عن أسعارهم العالية بقوله «نحن نشتري من تجار الجملة وندفع إيجارات عالية، ونلتزم أمام عملاءنا بنوعية البضائع التي نبيعها» ليستطرد «لكن هناك من يبيع تحت الطاولة، وفي صفقات سريعة في موسم الصيف، فيما لايعرف المشترون مصدر تلك البضائع وإن كانت مقلدة أم لا».

وتكاد جدة تنفرد بخاصية البيع في إتجاهين، الجملة والتجزئة في آن واحد، وهو الأمر الذي يصعّب من حدة المنافسة لكنه يسهل خيارات الشراء، غير أن علي المقعدي، والذي يزور جدة للمرة الأولى، أعرب عن عدم معرفته بتلك الأسواق رغم أنه كان إلى جوارها «جئت هنا لأني لاأعرف سوى منطقة وسط البلد في جدة. حاليا استعد للزواج ولاأعرف في هذا الغلاء الفاحش إن كنت أستطيع أن اشتري كل قائمة الطلبات في هذه النوتة».

ويعزز إتجاه الافراد لمكاتب الجملة للشراء الفوري الاسعار العالية التي تتجاوز حدود المنافسة والربح، إذ عبرت أم فيصل وهي سيدة في العقد الخامس عن دهشتها من فروقات الأسعار «إشتريت فستانا لخطبة ابنتي العام الفائت بمبلغ أربعة الاف ريال من أحد الاسواق الكبرى في جدة، ولازلت أحتفظ بفاتورته. وقبل أسبوع تفاجأت بنفس الفستان في أحد مكاتب الجملة التي لم أكن أعرفها بمبلغ 500 ريال فقط. لقد دفعت ثمن الفستان 8 مرات».

وفي منطقة وسط البلد التي تشهد ازدحاما كبيرا طوال العام، يوجد أكثر من مجمع لمبيعات الجملة في مختلف الاتجاهات السوقية ومنها، الملابس الجاهزة، والاكسسوارات والشنط، والأحذية، وتجهيزات المحلات التجارية، وأدوات الزينة النسائية، والساعات، وغيرها من الاسواق التي تستقطب مرتاديها سواء من التجار القادمين من مختلف المدن والمناطق السعودية، أو من المتسوقين الافراد.

في وقت يمنع فيه البيع (المفرد) أيا كانت الطلبات إلا أن هناك مفاوضات تحدث غالبا ماتنتهي بالموافقة على البيع بعد إطمئنان البائع أن ليس هناك عقوبات ستترتب من العملية.

وتأتي مخاوف العاملين في مكاتب الجملة كون الأنظمة الحكومية صارمة في منع بيع الجملة للافراد لاتاحة الفرصة لتجار التجزئة بالبيع وعدم منافسة تجار الجملة لهم.

وتبرز لوحات منع البيع المفرد في معظم مكاتب بيع الجملة للملابس النسائية والرجالية، لكنها تختفي في أماكن أخرى يسمح فيها بالبيع بالجملة والتجزئة حسب أنظمة محددة لتلك المحال حسب موقعها وطبيعة نشاطها.