«الهلال» يثير الجدل مجدداً.. وعضو لجنة «أم القرى» يشكك في صحة التقويم

الشيخ المنيع: الوقوف بعرفة يوم الجمعة وليس السبت

TT

فرح المسلمون بعيد الأضحى في عام 1939، ولكن ليس في يوم واحد، حيث كان عيد الأضحى في مصر يوم الإثنين، وفي السعودية يوم الثلاثاء، وفي الهند يوم الأربعاء، وهذه الحادثة، حلقة واحدة في سلسلة طويلة، تكررت في الماضي كثيراً، ومن ذلك ما حدث في 1984، صام ملايين المسلمين في السعودية 28 يوما فقط، لأن أحد الشهود رأى كوكبي عطارد والزهرة فاعتقدهما الهلال، وسبب هذه الحوادث، هي الاختلافات بين الدول الإسلامية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية، الأمر الذي يترتب عليه اختلاف في عبادتي الصوم والحج.

في هذا الصدد، أصدر الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، وعضو لجنة تقويم أم القرى، بياناً بأوائل الشهور (رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي الحجة من العام الهجري 1427) و(شهر محرم من عام 1428) باعتبار الحساب الفلكي.

وعلل المنيع إصدار بيانه، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، لولادة أهلة الشهور السابقة، لتعلق عبادة صوم رمضان وعيد الفطر ويومي عرفه وعيد الأضحى وصوم يوم عاشوراء بأوائل الشهور المتضمنة في البيان.

وبين الشيخ المنيع، باعتبار الحساب الفلكي، أن أول أيام رجب كان يوم الأربعاء الماضي، وبأن أول أيام شهر شعبان المقبل هو يوم الجمعة 25 أغسطس (آب) الجاري، وبأن أول أيام شهر رمضان المقبل هو يوم الأحد 24 سبتمبر (أيلول) المقبل، وبأن أول أيام شهر شوال المقبل هو يوم الإثنين 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وأكد المنيع أن أول أيام شهر ذي الحجة المقبل، هو يوم الخميس 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وبناء عليه، فإن الوقوف بعرفة يكون يوم الجمعة 29 ديسمبر المقبل، وهو ما ذهب إليه الشيخ عبد الله المنيع، أخذاً بقاعدة ولادة الهلال دون تقييدها بشرط، غير أن تقويم أم القرى خالف الحساب الفلكي، واعتبر يوم الجمعة 22 ديسمبر المقبل هو أول يوم من أيام شهر ذي الحجة، وبناء عليه فإن الوقوف بعرفة يوم السبت 30 ديسمبر المقبل.

وأوضح الشيخ المنيع أن يوم السبت 20 يناير (كانون الثاني) 2007، أول أيام شهر محرم المقبل، بحسب التقويم الفلكي، ويكون يوم عاشوراء الإثنين 29 يناير (كانون الثاني) 2007.

وذكر المنيع في بيانه، تمهيداً من مجموعة فوائد تتعلق بقناعته بما جاء في بيانه، وقدم بعض التعريفات لمجموعة من المصطلحات، حيث عرف الاقتران بأنه اختفاء ضوء القمر المنبعث من الشمس لحجبها القمر أثناء اقترانه بها، ومدة ذلك قصيرة جداً قد لا تتجاوز بضع ثوان من الدقيقة، وبين المنيع أن ولادة الهلال هي انفصال جزء من القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس غرب هذا الجزء من القمر، ويكون هذا الجزء من القمر شرقها، ويضيء ذلك الجزء المنفصل عن حجب الشمس بقدر انفصاله، مشيراً الى أن بعض الفلكيين لا يفرقون بين الاقتران والولادة، والصحيح التفريق بين الحالين، حيث ان الاقتران يسبق الولادة بزمن يسير، مما يدل على التفريق بينهما في الحدث، وقد اخذ تقويم أم القرى بعدم التفريق.

وأوضح المنيع ان إمكان الرؤية يعني أن الهلال وإن كان مولوداً قبل غروب الشمس إلا أن رؤيته في الأفق لا تكون إلا على زاوية معينة ودرجة معينة على اختلاف بين القائلين بذلك في تقدير التعيين والتحديد، فإن تخلف هذا الشرط فلا اعتبار لأي رؤية تُدّعى وإن كان الهلال مولوداً، مؤكداً على عدم وجاهة هذا الشرط بعد مزيد من التأمل، فمتى وولد الهلال قبل غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته تعين بعد إجراء تعديله قبول شهادته بالرؤية ولا اعتبار لشرط إمكان الرؤية، مؤكداً أن الاعتبار الفلكي لبداية الشهر ونهايته هو ما قرره مجلس الوزراء السعودي في 23 ديسمبر 1997، وهو ولادة الهلال قبل غروب الشمس من مكة المكرمة، وليس ما ذهب إليه جمهور الفلكيين من اعتبار ساعة غرينتش البريطانية الآلية الزمنية التي ينتهي بها الشهر أو يبتدئ.

واستدرك المنيع أنه يستفاد من الحساب الفلكي في حال نفي بداية الشهر، وليس في حال الإثبات، بحيث إذا ولد الهلال قبل غروب الشمس، وشوهد الهلال بعد غروب الشمس، فهنا يثبت دخول الشهر بالاعتبارين الشرعي والفلكي، أما إذا ولد الهلال قبل غروب الشمس، ولم ير بعد غروبها، فيثبت دخول الشهر فلكياً، ولا يثبت شرعاً لانتفاء رؤية الهلال، أنما إذا ولد الهلال بعد غروب الشمس ولم يره أحد، فإن الليلة التالية لغروب الشمس هي آخر ليلة من ليالي الشهر المنتهي، حيث لم يثبت دخول الشهر شرعاً أو فلكياً، وإذا ولد الهلال بعد غروب الشمس، ورآه أحد، فيجب العمل بالحساب الفلكي في نفي صحة الرؤية بعد غروب الشمس.

وأشار المنيع الى أنه يحصل في شهر من شهور العام أن يرى الهلال في آخر الشهر وبعد غروب الشمس وقبل ولادته، فهذه الرؤية ليست حقيقية للهلال وإنما هي رؤية لانعكاس الهلال خلف الشمس، والحال أنه أمامها ومتقدم عليها.