استنفار في المواقع الإلكترونية ورسائل الجوال للترويج للحملة

حملة الصيف العسكرية تلهب أسواق المقاطعة في السعودية

TT

بعد ما يقارب 6 أشهر من بدء حملة مقاطعة المنتجات الدنماركية في السعودية بسبب الرسوم المسيئة للرسول الكريم، انطلقت حملة شعبية جديدة في الأول من أغسطس (آب) الجاري وهذه المرة لمقاطعة المنتجات الأميركية والغربية، وذلك في خطوة للتعاطف مع ما يتعرض له الفلسطينيون في الأراضي المحتلة، والوجود الأميركي في العراق، وأخيراً للتعاطف مع لبنان الذي يتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية منذ 19 يوماً، هذا ما كان يدور خلال الشهور الماضية للترويج لهذه الحملة سواء برسائل الجوال «sms» أو بواسطة ارسال رسائل عبر البريد الإلكتروني، فيما قام البعض بتخصيص مواقع لرصد وإدراج الشركات المراد مقاطعتها، وبث كل ما هو جديد حول هذه العملية.

الدكتور جميل الشهاوي مستشار الموارد البشرية، انتقد تحريك العواطف بهذا الأسلوب واستغلال الظروف للانتقام من الآخرين، وعزا الشهاوي انتقاده ذلك بقوله «أنا ضد المشاعر غير المتزنه والانفعالية، وضد العنصرية الزائفة أيضاً».

واضاف «هناك تساؤل يجب أن نجد له إجابة مقنعة قبل أن نقوم بعملية المقاطعة، هل تمكنا من عمل منتجات إسلامية بمواصفات عالمية وذهبنا لبيعها في أميركا وأوروبا، وتم رفض تلك المنتجات تحت أي ذريعة كانت؟».

أما هاني العمودي الذي بدا متحمساً لعملية المقاطعة فيقول «أنا مؤمن تماماً بما نقوم به من مقاطعة لهذه المنتجات، وإذا كان السياسيون لهم طرقهم في الضغط، فالشعوب أيضاً لها طرقها في الضغط على الدول التي تدعم العدوان بأي شكل من الأشكال، وللمعلومية فهذه الطريقة من أنجح الطرق على الإطلاق، فهي كفيلة بإيصال الرسالة لتلك الدول في قالب اقتصادي، ومن جهة أخرى، هي سلمية ونثبت من خلالها للعالم الخارجي بأننا في حاجة عنهم إذا ما أبدوا إنحيازهم للآخرين بشكل مبالغ فيه، خاصة بعد الأدوار السياسية التي تلعبها بعض الدول الغربية إزاء ما يحدث اليوم في لبنان وفلسطين والعراق».

وحملت بعض الرسائل الإلكترونية عبارات تدغدغ المشاعر الملتهبة جراء التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ففي المقدمة بدأت إحدى الرسائل بعبارة «أرجو أن لا تقف الرسالة في بريدك الإلكتروني، بل يجب ان يكون بريدك ممراً لها للوصول إلى العالم».

وربطت ما تهدف الرسالة للوصول إليه بخبر من احدى وكالات الأنباء عن مقتل أحد الأطفال الفلسطينيين برصاص جنود إسرائيليين، قبل أن ينتقل كاتب الرسالة لمخاطبة جمهوره ببيت شعر لبث الحماسة فيهم للمقاطعة، وتحديد الشركات المزمع مقاطعتها خلال الحملة، وفي ختام الرسالة قدر المرسلون لها خسائر الشركات الأميركية والبريطانية بـ 8.6 مليار دولار في اليوم، أي ما يقارب 36.86 مليار دولار في الشهر الواحد.

الشهاوي عاد بقوله «يجب علينا أن نتأكد من ان الشيء الذي نعمله ليس موجها ضد أحد بشكل عاطفي فقط، وإنما يجب أن نعارض الفكرة بفكرة أخرى، وفي المقابل في حال حدوث هذه المقاطعات من هو المتضرر الأول من هذه العملية؟ أعتقد أن جميع الوكالات العالمية لها شركاء أو وكلاء بيع هنا وهم حتماً سعوديون أو عرب، فكيف نقاطع أبناءنا بأيدينا، يجب ان نعيد النظر كثيراً قبل القيام بأي خطوة من هذا النوع، لأن أصحاب تلك الشركات سيحققون أرباحهم من شركاتهم الأم وفروعهم في الدول الأوروبية، بالإضافة إلى أنهم مرتبطون بعقود ربح معينة من وكلائهم هنا، فأين المكسب الذي يطمح هؤلاء الناس لتحقيقه؟».