شهدت العيادات الطبية في السعودية تزايدا في اعداد الشباب المراجعين لأقسام الامراض التناسلية بعد أن كان الأمر يقتصر في السابق على الرجال فوق سن الأربعين، وذلك بسبب ما أرجعته جهات صحية الى تزايد المحفزات والمثيرات التي تتيحها القنوات الفضائية والإنترنت دون رقيب.
استشاري أمراض الذكورة وعقم الرجال والمسالك البولية بمركز العلاج الطبي الدكتور احمد علام أكد مسؤولية الفضائيات عن هذا الوضع بقوله «الكثير من المثيرات تحيط بشبابنا من كل حدب، وعند حدوث الإثارة تنتج تغيرات في الدورة الدموية بمنطقة الحوض، فتدخل كمية كبيرة من الدم إلى الغدد التناسلية، وهنا يتهيأ الشاب، لكن دون تفريغ، فتتراكم الإفرازات، وتحدث الإصابة بالاحتقان».
ويعرف الدكتور علام الاحتقان بقوله «وجود افرازات دم بكميات كبيرة، تختزن في الغدد التناسلية، والاحتقان هو مدخل إلى الإصابة بالتهاب البروستاتا، لأنه حينها ستكون البروستاتا تربة خصبة لاستقبال ونمو الجراثيم. ومن الأسباب أيضا الإفراط في ممارسة العادة السرية التي سيشعر بعد ممارستها الشاب بفراغ كبير يحيطه ويفيق من الوهم الذي كان يعيشه».
ونفى علام امكانية إصابة الشباب بأمراض البروستاتا (الاحتقان، الالتهاب، الورم الحميد أو الخبيث) في فترة البلوغ بالرغم من وجود المثيرات بسبب نمو الغدة التناسلية أثناء هذه الفترة.
من جهته أبان الدكتور حسن فارسي أستاذ جراحة المسالك البولية والتناسلية بمستشفى الملك فيصل التخصصي أن الشباب لا يصابون بتضخم بالبروستاتا أو سرطانها، ويقول «هناك مرض ينتشر بينهم يسمى بالبروستاتا العصبية c.p.p.s وهو مرتبط بحالة المريض النفسية والتغيرات اليومية في ظروف الحياة، كما انه متشابه تماما في أعراضه مع أمراض البروستاتا الأخرى ومنها السرطان والورم الحميد». ويضيف فارسي بأنه من السهل اكتشافه والتمييز بينه وبين الأمراض الأخرى.
ومن الشائع إصابة كبار السن بتضخم البروستاتا، وذلك كما يعلل فارسي «لا توجد أسباب تؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض، ولذلك لا توجد طرق تؤدي إلى تقليل نسبة الإصابة به، وهو يعتبر جزءا من علامات تقدم السن، والتضخم ليس له أي علاقة بسرطان البروستاتا».
ويعود الدكتور علام بقوله «الحالة النفسية عند المرضى من كبار السن لها علاقة بالإصابة بالأمراض التناسلية، فهناك من يصاب بالاحتقان والالتهاب بالرغم من عدم تعرضه لمثيرات جنسية مثل الشباب، ولكن لأسباب كثيرة قد تكون لإصابة الزوجة بالتهابات وهي في عقدها الرابع، لان مناعتها تضعف نتيجة الإضطرابات الهورمونية».
ومن الجدير ذكره أن البروستاتا تعرف على أنها غدة تناسلية موجودة في الذكور فقط، وموجودة في جميع ذكور الحيوانات الثديية، وتعتبر من اكبر الغدد التناسلية الثانوية في الذكور، وتعتمد في نموها الطبيعي وتطور خلاياها على وجود الهورمونات الذكرية androgens، والوظيفة الأساسية لها هي إفراز سائل البلازما المنوي.