نهاية الأسبوع للأسهم السعودية.. «استراحة مضارب»

TT

في الوقت الذي يختفي فيه ليومين متتاليين من كل أسبوع مؤشر أسعار الأسهم السعودية عن شاشات الفضائيات العربية، ومواقع الأسهم على الشبكة العنكبوتية، تصر في المقابل أصابع المضاربين في السوق الأكثر شعبية في البلاد على ممارسة البيع والشراء ولو بشكل وهمي عبر الأحاديث الجانبية والتحليلات التي تحفل بها منتديات الإنترنت في يومي الإجازة الأسبوعية.

ويرجع أحمد الحميدي، المحلل لتعاملات سوق الأسهم السعودية، حالة التفكير في السوق حتى في أوقات إغلاقه إلى ما يمكن أن يكون أحد أعراض إدمان الدخول اليومي إلى السوق، وهو ما يشكل أحد محاور حياة المضاربين اليومية، خاصة وهم يعتمدون استراتيجيات وقتية، يأخذون من خلالها في اليوم الواحد أكثر من قرار سوقي في الدخول والخروج بأموالهم. في المقابل يرى منصور اليامي، وهو مضارب في سوق الأسهم أن محاكاة السوق خلال يومي الإجازة هو نوع مما وصفه بـ «الحفاظ على اللياقة الذهنية». ويضيف «تعودت يوميا أن أصحو في توقيت معين لتنفيذ بعض أوامر الشراء أو البيع قبل افتتاح الفترة الصباحية. ولذا أحاول الا أكسر نظامي اليومي. على الاقل حتى أحافظ على نمط ساعتي البيولوجية في التأقلم مع متغيرات السوق».

غير أن فهد عقاب وهو مضارب في سوق الأسهم منذ منتصف التسعينات، يعتقد أن الإجازة الأسبوعية هي حق للمستثمر أن يبتعد عن أجواء السوق والضغوط النفسية التي يعانيها المتداولون طوال أيام الأسبوع. ويستطرد حول أسباب الارتباط بين المتداولين ومحافظهم الاستثمارية في أيام العطلة إلى «حالة من فوبيا السوق التي يعانيها على الأغلب المستثمرون الجدد على أحوال السوق وتقلباته. وجودهم بقرب محافظهم يشعرهم بالأمان حتى بداية التداول».

والمتابع لعدد القراءات والردود في مواقع الأسهم التي شهدت ازدهارا كبيرا في الفترة الماضية، يلاحظ أن أعداد الزوار لا تتأثر كثيرا بإقفال السوق أو فترات التداول، إذ تمثل هذه المنتديات بديلا لشاشة الأسهم الشهيرة بتتابع وتنافس لونيها الأحمر والأخضر على واجهتها الرئيسية.

ويعزو آخرون إقبال المستثمرين على متابعة السوق في أيام الإجازة لاعتقاد البعض أن تسريبات لمعلومات، أو توقعات ربحية، أو تحذيرات آنية، يمكن لها أن تحدث خلال فترة الإجازة، مستشهدين في ذلك بأمثلة مختلفة عبر نقاشاتهم لتحقق لهم المعادلة الصعبة في فهم سر عدم تمتعهم بإجازة السوق، وأن الأمر بالنسبة لهم هو «استراحة مضارب» لا أكثر.