طالب البروفيسور زياد أبو غرارة الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على البحر الأحمر وخليج عدن بضرورة إعادة النظر إلى مياه الصرف الصحي كـ«ثروة» ومصدر متجدد للمياه، وليس مصدر تلوث يجب التخلص منه فقط.
وأكد أبو غرارة أن المعالجة الجيدة لمياه الصرف الصحي تؤدي إلى إعادة استخدامها في أغراض مناسبة أخرى كالصناعة والري وخلافه، وذلك بهدف التقليل من الضغط على مياه الشرب وعلى محطات التحلية.
وأرجع ابو غرارة السبب وراء وجود تلوث في المياه الإقليمية لبعض الدول والتي تمر بها ناقلات الشحن البحري إلى عدم وجود أحواض خاصة لتفريغ المياه من الجزء المخصص لها في بعض السفن التي تصل إلى موانئ الدول النفطية وهي محملة بها للحفاظ على توازن ناقلاتهم أثناء رحلتهم البحرية قبل أن يحل مكانها النفط، وعادة ما تكون تلك المياه محملة ببعض الشوائب التي علقت بها والتي تتسبب في إحداث بؤر زيتية في المياه الإقليمية.
وأوضح أبو غرارة بأن هناك عددا من التحديات التي تواجهها هيئته ويسعون للانتهاء منها، كتحقيق الاستدامة للهيئة وبرامجها وجهودها لتحقيق التنمية المستدامة لموارد الإقليم، والاسراع في إعداد حزمة من البرامج والمشروعات البيئية القابلة للتنفيذ ذات الطابع الإقليمي، وذلك لاستقطاب التمويل المطلوب من خلال المؤسسات المانحة أو الاتفاقيات الثنائية أو الشراكات بما يؤمن للهيئة عناصر تمويل إضافية لتنفيذ برامجها ومشروعاتها الطموحة في المرحلة المقبلة، بالإضافة لتطوير التنسيق والتعاون التام مع جميع دول الإقليم واتخاذ الاجراءات اللازمة لزيادة إحساس الدول بالملكية والمشاركة، واستكمال الآليات التشريعية الاقليمية المكملة لاتفاقية جدة لسنة 1982، من خلال إعداد عدد من البروتوكولات الاقليمية المنفذة لعدد من الاتفاقيات الدولية المعنية بالبيئة، مثل البرنامج العالمي للتحكم في التلوث من الأنشطة البرية، والاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي.
جدير بالذكر أن الهيئة الإقليمية للمحافظة على البحر الأحمر وخليج عدن عقدت ورشة عمل ولقاء علمي في مقرها بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في جدة، بالتعاون مع برنامج العمل العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم UNESCO، قام بتقديمها ثلاثة خبراء دوليين من هولندا إضافة إلى بعض الخبراء من الإقليم، تهدف من خلالها إلى تعريف المشاركين بالتعليمات والارشادات الدولية الخاصة بموضوع معالجة مياه الصرف الصحي والتصريف في المناطق البحرية والساحلية، بالإضافة إلى التعريف بأساليب وتقنيات وطرق إدارة مياه الصرف الصحي في المناطق الساحلية، والتعريف بطرق وأساليب التصريف للمياه المعالجة في المناطق الساحلية للحد من الأخطار البيئية والصحية والاقتصادية التي قد تنتج من تصريف مثل هذه المخلفات بصورة عشوائية.