المنيع: تقويم أم القرى دقيق ومنضبط.. وملاحظتي لا تؤثر على الثقة فيه

«مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية» وعدته بالرد على تساؤلاته

TT

أوضح عبد الله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، وعضو لجنة تقويم أم القرى، أن الدكتور صالح العذل، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، رئيس لجنة تقويم أم القرى، كان لديه تحفظ فيما كتبه المنيع في بيانه الذي أصدره في 23 يوليو (تموز) الماضي، ونشرته «الشرق الأوسط» في 3 أغسطس (آب) الجاري، حول أوائل الشهور العربية «رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي الحجة من العام الهجري 1427» و«شهر محرم من العام 1428» باعتبار الحساب الفلكي.

وذكر المنيع في تعقيبه المخطوط بيده، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الإشكال فيما جاء في تقويم أم القرى في تحديد أول يوم من شهري رمضان وذي الحجة المقبلين، وخاصة ما يتعلق بولادة الهلال، حيث يولد هلال شهر رمضان عند الساعة الثانية والدقيقة السادسة والأربعين من ظهر يوم الجمعة 22 سبتمبر (أيلول) المقبل، ويغرب الهلال قبل غروب الشمس بدقيقة واحدة، بينما يولد هلال شهر ذي الحجة عند الساعة الخامسة ودقيقتين من مساء يوم الأربعاء 20 ديسمبر (كانون أول) المقبل، ويغرب الهلال عند الساعة الخامسة والنصف، وقبل غروب الشمس بـ 14 دقيقة. وطرح المنيع في تعقيبه تساؤلاً حول ولادة الهلال وغروبه قبل غروب الشمس، راغباً في تفسير علمي فلكي مقنع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لهذه الظاهرة، مضيفاً «إن المتبادر إلى الذهن، أن الهلال إذا ولد قبل غروب الشمس فلا بد أن تغيب الشمس قبله». وأكد المنيع في تعقيبه أن تقويم أم القرى مبني على قواعد ونظريات فلكية، لا سيما بعد أن كلفت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإعداده، وأن ملاحظته التي أوردها في بيانه الأول، «ملاحظة مستشكل يذهب الإشكال عليه بالإجابة عنه إجابة علمية فلكية، تظهر بها ومنها القناعة، وهي استشكال عاقل، وليست استشكال عالم بعلم الفلك».

كما أوضح المنيع أن تقويم أم القرى كان معتمداً على أمور ظنية، عندما كانت وزارة المالية والاقتصاد الوطني مختصة بإعداد التقويم، ثم اسند إعداده إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، تحت مظلة وزارة المالية، ومن خلال لجنة مشكلة من مختصين في علم الفلك والأدب والتاريخ وعلم النجوم والشريعة، ما جعل التقويم يتسم بالدقة والعناية والشمول والانضباط، مستدركاً أن وجود ملاحظة على التقويم الحالي لا تؤثر على انضباطه والثقة به، مضيفاً إمكانية أن تكون هذه «الملاحظة غير واردة، لا سيما إذا تكرمت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالإجابة عن هذه الملاحظة، بما يسقطها، وقد وعدت بذلك، ووعد الحر دين عليه».

وكان المنيع أصدر بياناً حول أوائل الشهور العربية الشهور «رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي الحجة من العام الهجري 1427» و«شهر محرم من العام 1428» باعتبار الحساب الفلكي، وعلله بتعلق عبادة صوم رمضان وعيد الفطر ويومي عرفه وعيد الأضحى وصوم يوم عاشوراء بأوائل الشهور المتضمنة في البيان.

حيث شكك في صحة ما جاء في تقويم أم القرى بشأن بداية شهر ذي الحجة، وقال ما نصه: ومما يلفت النظر ويعطي المزيد من التشكيك في صحة ما اتجه إليه تقويم أم القرى، في اعتبار يوم الجمعة 22 ديسمبر (كانون أول) المقبل هو أول أيام شهر ذي الحجة، مما يلفت النظر أن القمر يغرب ليلة الجمعة مساء الخميس، الساعة 3.16 وتغرب الشمس قبله الساعة 4.45 بمعنى أن الهلال يمكث بعد غروب الشمس سبعاً وأربعين دقيقة، فهل هذا المكث معقول لليلة الأولى من الشهر؟». وذهب المنيع، باعتبار الحساب الفلكي، أن أول أيام شهر شعبان المقبل هو يوم الجمعة 25 أغسطس (آب) الجاري، وبأن أول أيام شهر رمضان المقبل هو يوم الأحد 24 سبتمبر (أيلول) المقبل، وبأن أول أيام شهر شوال المقبل هو يوم الإثنين 23 أكتوبر (تشرين أول) المقبل، كما أكد المنيع أن أول أيام شهر ذي الحجة المقبل، هو يوم الخميس 21 ديسمبر (كانون أول) المقبل، وبناء عليه، فإن الوقوف بعرفه يكون يوم الجمعة 29 ديسمبر (كانون أول) المقبل، أخذاً بقاعدة ولادة الهلال دون تقييدها بشرط، غير أن تقويم أم القرى خالف الحساب الفلكي، واعتبر يوم الجمعة 22 ديسمبر (كانون أول) المقبل هو أول يوم من أيام شهر ذي الحجة، وبناء عليه فإن الوقوف بعرفه يوم السبت 30 ديسمبر (كانون أول) المقبل، كما أوضح المنيع أن يوم السبت 20 يناير (كانون ثان) 2007 أول أيام شهر محرم المقبل، بحسب التقويم الفلكي، ويكون يوم عاشوراء الإثنين 29 يناير (كانون ثان) 2007.

وفي دراسة علمية، قام بها الدكتور أيمن كردي، أستاذ الفلك في جامعة الملك سعود، قارن فيها بين الرؤية البصرية والحساب الفلكي بين عامي 1980 ـ 2002، حيث توصل الباحث إلى تطابق الرؤية مع الحساب 14 مرة من حيث وجود الهلال، وتطابقت الرؤية مع الحساب 24 مرة من حيث عدم وجود الهلال، ولم تتطابق الرؤية مع الحساب 18 مرة، حيث تم التبليغ بالرؤية مع عدم ولادة الهلال فلكيا، ولم تتطابق الرؤية مع الحساب مرتين، حيث ولد الهلال فلكيا ولم يتم التبليغ، وخلصت الدراسة إلى أن نسبة التطابق بين الحساب الفلكي والرؤية هي 67 في المائة.