الصيف في السعودية: هروب جماعي لكبار مسؤولي الجامعات والمعاهد والكليات للابتعاد عن الواسطات

هواتف مغلقة وإجازة عائلية طويلة

TT

تشهد السعودية في هذه الأيام، هروبا جماعيا لكبار المسؤولين في الجامعات والمعاهد وجهات التوظيف كوزارة التربية والتعليم والصحة والخدمة المدنية، ويحاول المسؤولون في هذا الهروب الابتعاد عن «الواسطات» التي تطلبهم مقعدا وظيفيا أو تعليميا شاغرا!.

ومن حسن حظ المسؤولين عن الجهات التعليمية والوظيفية تزامن مواعيد التقديم للوظائف والجامعات مع فصل الصيف مما يمنحهم فرصة السفر مع العائلة لقضاء الإجازة السنوية التي تطول مدتها حتى تنتهي جميع الجهات الحكومية من إعلان نتائج القبول فيها.

وتتنوع وسائل الاختفاء لدى المسؤولين، فالبعض ممن لديه الخبرة الطويلة في هذا المجال يقوم بتعديل خواص هاتفه المحمول حتى يعجز أي شخص الاتصال به، بالإضافة إلى الخدمة التي تقدمها شركة الاتصالات السعودية «موجود»، أما النوع الآخر منهم فقد وضع رسالة صوتية مسبوقة بأغنية من شركة اتصالات أخرى في بلد عربي، أما النوع الأخير منهم، فيوجد لديه سكرتير يقوم بالرد على المكالمات للاعتذار عن المسؤول بأساليب مختلفة.

وبالرغم من حرارة الطقس في السعودية، والتي تقارب الخمسين درجة في بعض الأحيان وقد تزيد على ذلك، إلا أن البعض أضطر أن يرتدي «المشلح» والذهاب إلى مقر هذه الجهة التي يجد ضالته فيها للتوسط لأحد أقاربه أو أبنائه والالتقاء بالمسؤول المباشر عن التوظيف أو القبول.

ويشكو أحد المسؤولين عن القبول في أحدى الكليات بالرياض لـ «الشرق الأوسط» حاله، ويقول: إن الواسطات أزعجته، مستغربا عن هذا الكم الهائل من الاتصالات والزيارات من مسؤولين متقاعدين وبعض الصحافيين والأصدقاء، مؤكدا أن الأمر لا يُطاق مما جعله يغلق هاتفه المحمول بعد نهاية وقت العمل لأن الكثير يتصلون به في المساء.

ويلجأ المسؤولون بعد عودتهم من الاجازات، في بعض الجهات، إلى عقد جلسة للنظر في طلبات الواسطات المتراكمة قبيل موعد الدراسة لمحاولة إرضاء هذا أو ذاك من خلال المقاعد الشاغرة التي تركها بعض المتسربين من الطلبة وانتقلوا إلى جامعات أو كليات أخرى، وتتم هذه الطريقة بسرية تامة دون إعلان قائمة بأسماء الاحتياط مما يمنح المسؤولين فرصة قبول أكبر عدد ممكن من طلبات الواسطات، وهناك جهات تبادر فورا في إعلان المقبولين الأساسيين وكذلك إعلان قائمة الاحتياط بالترتيب للقضاء على المحسوبية بشكل ظاهر للجميع.

يشار إلى أن شكاوى المواطنين من الطلبة قد انخفضت العام الجاري بعد التوسع في الجامعات والكليات والمعاهد التي بدأت تتوزع بشكل عادل في مختلف المناطق السعودية من قبل وزارات التعليم العالي والصحة والتربية التعليم والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني.