خبيرة في تعليم الصم: طريقة التعليم ما زالت تعتمد على الإشارة

قالت إن المناهج ما زالت عقيمة وغير قادرة على دمج هذه الفئة داخل المجتمع

TT

كشفت الدكتورة فوزية محمد أخضر، المديرة العامة للإدارة العامة للإشراف التربوي للتربية الخاصة للبنات السابقة بوزارة التربية والتعليم، عن عقم المناهج التعليمية التي يتلقاها الصم في المعاهد، من خلال برامج التربية الخاصة، التي ما زالت تعتمد على طريقة الإشارة في التعليم، وهي الطريقة القديمة التي لا تمكّن الطالب من الاندماج مع الطلبة العاديين في المدارس، من خلال الخطة المستقبلية للوزارة في عملية الدمج، مما يترتب عليه بقاء الطالب مرهونا بتلقي المعلومات عن طريق الإشارة فقط، وتعزله هذه الطريقة عن المجتمع والتفاعل معه بشكل ايجابي.

وقالت الدكتورة فوزية أخضر في لقاء مطول لها مع «الشرق الأوسط»، إن واقع تعليم الصم الحالي بائس وضعيف، وان واقع التعليم قبل 28 عاماً، وتحديداً في بداية ممارستها للإشراف في الإدارة، كان أفضل بكثير، حيث سعى المشرفون على الإدارة على تدريب المدرسين والمدرسات العاملين مع الصم، على أيدي خبراء استقدموا من أوروبا وأميركا، وكانوا من المتعاقدين على الطرق السليمة لتعليم الصم، وخلال تلك الفترة بدأ هؤلاء المدرسون بتطبيق ما تعلموه في تأهيل الصم على الاندماج في المجتمع بشكل حديث ومتطور، وبشكل أفضل مما هو موجود حاليا، التي تعتمد طريقة التعليم فيه على استخدام مناهج التعليم العام، بعد بترها بشكل عشوائي، من دون النظر إلى قدراتهم العقلية المتفاوتة، ما أدى إلى تخلف الطلبة وتراجع إعاقتهم. موضحة أن أغلب الذين تخرجوا في المرحلة المتوسطة وعملوا في قطاعات مختلفة، وجدوا صعوبة في الاندماج مع مجتمع العمل، بسبب عدم تأهيلهم على ذلك، إلى جانب ضعف البرامج التأهيلية للمجتمع للتعامل مع هذه الفئة.وأشارت الدكتورة أخضر إلى أن جميع الخطوات التي اتخذتها من أجل تطوير البرامج في الإدارة، وتطوير المناهج حتى تمكن الصم من إكمال دراستهم إلى ما بعد المرحلة المتوسطة، التي كانت آخر مرحلة دراسية يتلقاها الطالب، قد باءت بالفشل، في الوقت الذي أصر فيه المسؤولون على الاستمرار في الطريقة السابقة للتعليم عن تطوير المناهج، التي تركتها الدول المتقدمة منذ فترة طويلة، وتعتبرها من المناهج العقيمة في هذا الجانب.وأضافت الدكتورة فوزية أن المعاهد الموجودة في السعودية، التي تقدم برامج لطلبة التربية الخاصة، بلغت 1665 معهدا، تقدم خدماتها لذوي العوق السمعي والبصري والفكري وصعوبات التعلم.وحول عملية الدمج في القسمين، أبانت الدكتورة أخضر أن برامج البنين كانت متقدمة في هذا الجانب عن البنات، وحدثت أول تجربة للبنين في 1991 بمدرسة المهلب بن أبي صفرة، حيث دمج فيها الصم مع الأطفال العاديين، ونجحت التجربة نجاحا جعلها تمتد الى عدد من المدارس، لكن التجربة نفسها في قسم البنات ظلت قاصرة في الرئاسة العامة لتعليم البنات، وعرقل القائمون عليها تطور التجربة في الدمج، رغم عدم تكلفة هذه الخطوة الإدارة أي عبء مادي، وكان من الممكن الاستفادة من الإمكانات المتاحة من معاهد وأجهزة ومعلمين في سبيل تطوير التعليم لهذه الفئة خاصة وبأعداد أكبر من الموجودة داخل المعاهد حاليا.وأكدت الدكتورة فوزية أن خطوة المدرسة الشاملة، التي تم تطبيقها العام الماضي في تعليم جميع الإعاقات بفصول التعليم العام، توقفت هذا العام، بسبب إحالتها إلى التقاعد، مضيفة أن «السبب في ذلك أنني أنا من تبنيت هذه التجربة وتابعتها، وحاليا لست على رأس العمل، ويتعذر أن يوجد من يستمر في عملية المتابعة، فقد تم إيقافها رغم نجاح التجربة وريادة السعودية فيها»، مبينة أن هذه الخطوة وجدت صدى في عدد من الدول العربية، مثل الكويت والأردن، وذلك بعد استعراضها في مؤتمرات دولية، وتبيان جدواها من الناحية المهنية والإنسانية.