بلوتو «باق» في المناهج الدراسية السعودية

على الرغم من طرده من كواكب المجموعة الشمسية

TT

كفلت وزارة التربية والتعليم السعودية، عملية البقاء لكوكب بلوتو ضمن كواكب المجموعة الشمسية، وذلك بعد أن أنهت طباعة المناهج الدراسية الخاصة بالعام الدراسي القادم مبكرا قبل الإعلان عن طرد الكوكب من المجموعة، الأمر الذي سيحتم على معلمي مادة العلوم، الالتزام بالمعلومات الواردة في الكتاب المدرسي، والتي تقر بأن الكوكب المطرود هو تاسع الكواكب الشمسية. وأثار الإعلان الإعلامي الصادر عن ممثلي 2500 عالم شاركوا في مؤتمر فلكي احتضنته العاصمة التشيكية براغ، جدلا واسعا بين معلمي مادة العلوم السعوديين، في وقت تضاربت فيه الأنباء حول إقدام المسؤولين على المناهج السعودية على حذف الكوكب من المنهج الدراسي أم لا، الأمر الذي حسمه الدكتور عبد العزيز الرويس وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للمناهج، والذي قال إن كوكب بلوتو باق للعام الدراسي القادم.

إبقاء وزارة التربية والتعليم السعودية على الكوكب المطرود، لن يلغي الحقيقة العلمية التي اتفق عليها غالبية العلماء، حينما أجمعوا على إبعاد بلوتو عن المجموعة الشمسية، غير أن الدكتور الرويس خلال حديثه لـ «الشرق الأوسط»، قال بأن هذه المعلومة سوف تعرض على المتخصصين في المناهج للنظر فيها، كون أن عملية إبعاد هذا الكوكب من المجموعة الشمسية تمت بعملية تصويت، وكانت هناك آراء مخالفة داخل القاعة. ولم يستبعد الرويس، أن تتم عملية إبعاد الكوكب عن المناهج الدراسية، غير أن هذا الأمر قد لا يتم إلا بعد عامين من الآن، كون أن وزارة التربية والتعليم مرتبطة بعقود طباعة للمناهج مع عدد من المطابع العاملة في هذا المجال، مما قد يؤخر عملية تحديث هذه المعلومة. وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للمناهج، أن إدارته تسعى على الدوام الى تحديث المعلومات الواردة في المناهج الدراسية، بتغير الأحداث والمفاهيم العالمية، بغرض مواكبة المستجدات في أي شأن، وقال «عندما تثبت الحقيقة العلمية التي تبناها علماء الفلك، سوف يتم إزالة ارتباط كوكب بلوتو بالمجموعة الشمسية من المناهج الدراسية». وعمد عدد من معلمي مادة العلوم السعوديين، إلى استحداث وسائل وطرق للتسهيل على الطلاب عملية حفظ أسماء الكواكب السيارة التسعة التابعة للمجموعة الشمسية.

ومن هذه الطرق التي استحدثها المعلمون السعوديون، اختصار الحروف الأولى لأسماء الكواكب التسعة تحت اسم «عزام مزانب»، غير أن هذا الاسم سيتغير في حال طرد كوكب بلوتو من المناهج السعودية ليصبح «عزام مزان». وتباينت ردود فعل معلمي مادة العلوم تجاه كيفية تعاطيهم مع هذه المعلومة خلال شرحها للطلاب المتلقين، بين مؤيد لضرورة إيضاح الحقائق العلمية المستجدة للطلاب، ورأي عارض الخوض خارج المنهج الدراسي المحدد.

ورأى عبد الله الحكمي، وهو معلم لمادة العلوم في المرحلة الابتدائية، أن الالتزام لديه بالنسبة للمعلومة العلمية الصحيحة، مقدم على التقيد بالمعلومات القديمة الموجودة في الكتاب المدرسي، فيما أرجع هذا التوجه لعدم حجب أي من المعلومات الجديدة أو المستحدثة على طلابه، متوقعا أن يبادره الطلاب بالسؤال عن عملية الطرد. فيما قال محمد أبو طالب وهو مدير مدرسة سوق الليل الابتدائية في منطقة جازان: إنه سوف يحث معلمي مادة العلوم على التقيد بالمنهج الدراسي، مالم يصدر تعميم وزاري بتعديل معلومة معينة في المناهج الدراسية.

وبرر أبو طالب التزامه بالمناهج الدراسية، لعدم إحداث حالة من الارتباك عند الطلاب المتلقين، خصوصا أن المعلومة لم تأخذ طابع الانتشار بشكل علمي، وذلك لوجود أصوات معارضة لطرد الكوكب.