انتقادات لاستخدام الأدعية والخطب الدينية في نغمات «الجوال»

TT

وسط انتشار حمى المنافسة بين محلات بيع الجوالات على توفير نغمات الجوال سواء تلك المتوفرة في الجوالات نفسها أو مقاطع الأغنيات والتي تنافسها مواقع الإنترنت الخاصة بالموسيقى على تحميل أفضل النغمات بشكل اختياري، برزت على السطح ظاهرة تحميل النغمات المقتبسة من بعض الأذكار الدينية أو الأدعية تتضمن مقاطع منها كنغمات بديلة للغناء المحرم ـ كما يراه البعض.

وانتقد الشيخ صالح الشمراني الأستاذ بالمعهد العلمي في جدة التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، استخدام النغمات والمقاطع الدينية «كونها طقوسا عبادية وصلة مناجاة بالله»، مضيفا «أقل ما يمكن قوله إن القرآن أجل وأرفع من أن يستخدم كنغمة رنين للجوال كون النغمة هي الأصل في استخدام الجوال». واعتبر الشيخ الشمراني أن استخدام مقاطع من الآيات القرآنية الكريمة وخطب الجمعة لبعض أئمة المساجد ـ خاصة تلك التي تتضمن الدعاء على غير المسلمين ـ يدخل ضمن الكراهة في الدين. وأرجع الشمراني عدم جواز استخدام القرآن أو الأذان كنغمات للجوال إلى أن استخدامها قد يأتي في أماكن لا تتفق مع قدسية القرآن والأذان بشكل خاص. ويقول الشمراني «استخدام الهاتف الجوال مرهون بأماكن وجود مستخدمه، لذلك قد يأتي رنين الجوال في أماكن لهو أو وسط تجمع عائلي يموج بالضحك، ناهيك عن إمكانية أن يرن في دورات المياه، وهذا لا يليق بكلام الله المنزل على نبيه ولا الدعاء الذي هو في أصله شكل من أشكال العبادة».

ويعتقد بعض مالكي الأجهزة أن النغمات تساعد على معرفة المتصل، دون النظر إلى شاشة الهاتف، كما يرون أن نغمة التنبيه تدل على ثقافة حامل الجوال ووضعه الاجتماعي.

في المقابل يقول أحمد موسى ـ أحد الزبائن في محل لبيع الجوالات «اشتريت منذ فترة هاتف جوال، وفوجئت بوجود برنامج تنبيه للأذان إلى جانب مقاطع من الأدعية والخطب التي تحمل وعدا ووعيدا للمشركين، وبصعوبة بالغة تمكنت من حذفه من الجهاز»، ويعزو موسى حذفه للبرنامج «المسألة اختيارية ولست مجبرا على تحمل أي نوع من الترهيب الذي تمثله هذه النوعية من الأدعية ناهيك عن صوت المؤذن الذي ليست أهم صفاته حسن الصوت». يأتي ذلك في الوقت الذي تستند فيه شريحة كبيرة من المجتمع خاصة الأوساط النسائية إلى استخدام هذه النغمات الدينية في محاولة منها لتجنب المعاصي، كما قالت إيناس فلمبان، معيدة في جامعة الملك عبد العزيز بالطائف «الموسيقى والغناء من المحرمات، فلماذا الإصرار على وجودهما في حياتنا بهذا الشكل؟».

وفي الوقت الذي بات فيه من غير المستغرب أن تستمع إلى اليسا وهي تخاطبك قائلة «ارجع للشوق يللي انت ناسيني/ وفايتني في ليل الشوق اسهر»، باعتبارها نغمة اتصال على هاتفك الجوال من قريب أو حبيب، تبدو المفارقة العجيبة عندما تتلقى اتصالا تحمل نغمة رنينه مقطعا من خطبة الجمعة أو دعاء يطلب فيه لسان الداعي تدمير المشركين والكفار. وبحسب سعاد عفيف المحاضرة بقسم علم الاجتماع في جامعة الملك عبد العزيز في جدة فإن «المسألة تعتمد على التوجه الشخصي للأفراد وتكشف عن مستوى الوعي لدى مستخدمي الهواتف الجوالة»، معتبرة أن استخدام مقاطع من الدعاء على غير المسلمين يشير إلى قلة الوعي، خاصة بالنسبة لطبقة سائقي الليموزين، الذين يعدون الشريحة الأكبر في استخدام هذا النوع من النغمات.