خسوف جزئي للقمر الخميس المقبل يشاهده سكان قارة آسيا وأجزاء من أوروبا وأفريقيا

TT

أوضحت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أنه سوف يحدث خسوف جزئي للقمر يشاهد في أجزاء كبيرة من قارة آسيا والأجزاء الشرقية من أوروبا وشرق القارة الأفريقية والجزء الغربي من أستراليا وذلك مساء يوم الخميس المقبل 7 سبتمبر. وقال الدكتور زكي بن عبد الرحمن المصطفى رئيس قسم الفلك بمعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في المدينة ان المتابعين في المملكة سيتمكنون من مشاهدة الحدث، حيث يبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل في الساعة السابعة مساءً واثنين وأربعين دقيقة بتوقيت السعودية، ويليه بداية دخول القمر منطقة الظل حيث يبدأ الخسوف الجزئي بإذن الله الساعة التاسعة مساءً وخمس دقائق، وسيستمر الخسوف الجزئي حتى الساعة العاشرة مساءً وسبع وثلاثين دقيقة وهو الوقت الذي يخرج فيه القمر منطقة الظل ومن ثم يخرج القمر منطقة شبه الظل معلناً انتهاء فترة خسوف القمر وذلك عند الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل. وبين الدكتور المصطفى أنه من الصعوبة مشاهدة التغير في ضوء القمر عند مروره في منطقة شبه الظل، حيث يتطلب ذلك وجود أجهزة حساسة لقياس نسبة التغير في إضاءة القمر، بينما يمكن متابعة الخسوف عند دخول القمر منطقة الظل. إلا أنه في خسوف هذا الشهر فإن الجزء المخسوف من القمر صغير جداً مما يصعب متابعته أو الإحساس به عند البعض. وأفاد رئيس قسم الفلك أنه سوف يعقب هذا الخسوف كسوف حلقي للشمس يشاهد في الأجزاء الغربية من القارة الأفريقية «غير مشاهد في المملكة العربية السعودية» وذلك يوم الجمعة الموافق 22 سبتمبر وسيتم تسليط الضوء عليه في حينه. والكسوف والخسوف آيتان من آيات الله سبحانه وتعالى يخوف بهما عباده، تحدثان عندما تكون مراكز الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة. فيحدث كسوف الشمس عندما يقع القمر بين الشمس والأرض، بينما يحدث خسوف القمر عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر. وخلال دوران الأرض حول الشمس فإن أشعة الشمس الساقطة على الأرض تكوّن منطقتين تعرفان بمنطقتي الظل وشبه الظل، وهما عبارة عن مخروطين متداخلين يكون فيهما مخروط شبه الظل أكبر من مخروط الظل، وكذلك الحال بالنسبة للقمر، فعندما تمر الأرض في منطقتي ظل أو شبه الظل القمري يحدث الكسوف الشمسي، وعندما يدخل القمر منطقتي ظل أو شبه الظل الأرضي يحدث الخسوف القمري.وقال الدكتور زكي إنه يوجد عدة أنواع من الخسوف منها الكلي والجزئي والكاذب «خسوف شبه الظل» ، فعندما يدخل القمر منطقة ظل الأرض تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر فيحدث الخسوف الكلي أو الجزئي. وعندما يكون القمر في منطقة شبه الظل للأرض يحدث عندئذ ما يسمى الخسوف الكاذب «خسوف شبه الظل». وأضاف ان شروق وغروب الشمس لا يحدثان في نفس المكان، فهما يتغيران من يوم إلى آخر. فمثلاً نجد أن الشمس تتجه شمالاً ومن ثم تعود إلى الجهة الغربية متجهةً جنوبا، هذا التغيير هو نتيجة ميلان محور دوران الأرض حول الشمس والذي يقدر بحوالي 23.5 درجة، وكذلك الحال بالنسبة للقمر فإن مداره حول الأرض يميل بحوالي 5.4 درجة، فلو لم يكن هنالك ميل فسيكون هناك كسوف وخسوف في كل شهر قمري وذلك بسبب أن مدارات الأرض والقمر ستكون في مستوى واحد. وأفاد الدكتور المصطفى بأن أكبر عدد مرات حدوث الكسوف والخسوف هو سبع مرات في السنة القمرية وأقل عدد هو خسوفان، ويحدث الخسوف والكسوف في العادة على شكل مجموعات مكونة من 1 ـ 3 يفصل بينها فترة 173 يوما، هذه المجموعات إما أن تكون كسوفا واحدا أو كسوفا ثم خسوفا ثم كسوفا آخر. وبين أن ظاهرتي الكسوف والخسوف تعدان من أفضل الشواهد على دقة الحسابات الفلكية والتي تبين وقت ومكان ونوع ومدة هذه الحوادث إلى اقرب ثانية زمنية، حيث لم يسجل في العصر الحديث أي خطأ في حساب هذه الظاهرة والتي تحدث باستمرار في كل عام. هذا ويعتبر الكسوف اقترانا مشاهدا للقمر مع الشمس والأرض.