اتصالات حكومية بين الرياض ودمشق وعمَّان لتسهيل دخول المساعدات السعودية إلى لبنان

التويجري: التيفوئيد كان منتشرا بين الأطفال اللبنانيين.. والوضع الصحي هناك غير مقلق

TT

تعمل الحكومة السعودية على إجراء اتصالات تنسيقية مع الحكومتين السورية والأردنية، لتسهيل مهام قوافلها الإغاثية، التي لا تزال تسيرها نحو الأراضي اللبنانية. وتأتي تلك الاتصالات، في الوقت الذي سيرت فيه الرياض ظهر أمس، الدفعة الخامسة من المساعدات للشعب اللبناني، على متن 16 شاحنة، متوجهة عن طريق البر الى لبنان، حاملة 3210 سلات غذاء و1125 سلة طفل، وحليباً للأطفال، وأدوية ومستلزمات طبية، وخياماً، وسيارة إسعاف. وقال الدكتور صالح التويجري رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي بالإنابة لـ «الشرق الأوسط»، إن عملية تسيير قوافل الإغاثة، لا بد من أن ترافقها عملية إحاطة لحكومات سورية والأردن ولبنان، بغية تأمين دخولها بيسر وسهولة إلى الأراضي اللبنانية، لافتا إلى أن سفارات بلاده تعمل أيضا على هذا الموضوع بالتعاون مع السلطات المحلية في كل من دمشق وعمَّان.

وأوضح التويجري، أن رحلة قوافل الإغاثة السعودية، التي تم تسييرها طيلة الفترة الماضية، لم تواجه أية مشاكل أو صعوبات في عملية انتقالها إلى الجانب اللبناني، حتى خلال فترة حرب الـ33 يوما، إذ كان يرافق قوافل الإغاثة في وقت الأزمة، فريق من الصليب الأحمر الدولي، الذي كان يؤمن بدوره عملية دخول الإغاثات السعودية بعد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي. ولم يحدد رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي بالإنابة، وقتاً محدداً لإنهاء مهمة المستشفى الميداني الذي أقامته حكومة الرياض في لبنان، مشيرا الى أن المستشفى سيستمر في عمله حتى انتفاء الحاجة إليه، لأنه ليس بديلا عن منظومة الخدمات الصحية الموجودة في لبنان، بل هو داعم لها. وعلى الرغم من أن الأمراض والأوبئة ترافق الحروب في العادة، إلا أن الدكتور التويجري قال عن الوضع الصحي في لبنان «إنه لا يدعو للقلق»، في حين أكد أن داء التيفوئيد تفشى بين الأطفال اللبنانيين مع بداية الأزمة، غير أن الوضع الصحي هناك جيد بشكل عام. وعن آلية توزيع المساعدات العينية، ذكر التويجري أن الجمعية في تنسيق مستمر مع الهيئة العليا للإغاثة، والصليب الأحمر اللبناني، بغية توزيع المساعدات على جميع المتضررين والنازحين من دون النظر إلى جغرافية وجودهم. وحول المخاوف التي برزت حول احتمالية تسرب التبرعات العينية، وذهابها إلى غير مستحقيها، شدد التويجري على أن الجمعية تولت توزيع المساعدات الإغاثية بنفسها، الأمر الذي يلغي احتمالية تسرب هذه المساعدات لغير مستحقيها، كما أنها مستمرة في التنسيق مع كافة الجهات العاملة على الأرض، لتوزيع المساعدات والإغاثات بشكل منظم وبعيد عن العشوائية.

وقامت جمعية الهلال الأحمر السعودي في بداية الأزمة، بتسيير طائرتين محملتين بالمواد الإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية إلى لبنان، قبل أن تفرض القوات الإسرائيلية حصارها على الأجواء اللبنانية. ومع سقوط الخيار الجوي، لم يتبق للحكومة السعودية سوى خيار البر، الذي سيرت من خلاله الدفعة الثانية من مساعداتها إلى اللبنانيين، بواسطة 34 شاحنة، حملت بالعديد من المواد الإغاثية والطبية، في حين تلت تلك المساعدات دفعتان أخريان، حيث كانت آخرها تلك التي سيرت الخميس الماضي، فيما بلغ مجموع الشاحنات التي تم إرسال المساعدات على متنها حتى أمس 150 شاحنة. ولفت التويجري، إلى أنه سيتم إرسال قوافل مساعدات إلى لبنان خلال الأيام المقبلة، فيما ذكر أن التنسيق لا يزال مستمراً مع الجهات المعنية، لتسهيل مرور الشاحنات التي تحمل هذه المساعدات، وتأمين دخولها إلى لبنان، تمهيداً لتوزيعها على المتضررين بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة هناك، وجمعية الصليب الأحمر اللبناني.