إنشاء أول مركز متكامل لعمليات «تصحيح الجنس» في السعودية

تصدت لإقامته جامعة الملك عبد العزيز

TT

في خطوة هي الأولى من نوعها في السعودية، أعلنت جامعة الملك عبد العزيز بجدة عن إنشاء مركز متكامل لتصحيح الجنس يتولى إجراء تشخيص وعلاج وجراحة الحالات التي تحتاج إلى تصحيح جنسي سواء من ذكر إلى أنثى أو العكس.

وقال الدكتور أسامة طيب، مدير جامعة الملك عبد العزيز خلال مؤتمر صحافي أمس، إن المركز يهدف إلى تطوير وشمولية الخدمة من كافة النواحي الطبية والاجتماعية والنفسية والشرعية، فيما سيخصص كورس علمي في المركز يتم من خلاله دعم المركز من فاعلي الخير في البلاد.

وشدد الدكتور ياسر صالح جمال، أستاذ واستشاري جراحة الأطفال والتجميل، ورئيس الفريق الطبي، على وجوب التفريق بين التصحيح وتغيير الجنس من الناحية الشرعية، بعد أن قام بإجراء عمليات تصحيح جنس من الأنوثة إلى الذكورة لـ10شباب خلال العامين الماضيين خضعوا لعمليات التصحيح استنادا للرؤية الشرعية التي تجيز عمليات تصحيح الجنس بناء على رأي هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية والمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، والتي أفتت بجواز تصحيح الجنس وتحريم تغيير الجنس.

المؤتمر الصحافي الذي استعرض فيه الدكتور جمال صورا لحالات تم تصحيحها، وشدد في نفس الوقت على وسائل الإعلام التي حضرت المؤتمر بعدم تصويرها، كان هو الموقف الذي يعبر بوضوح عن حجم المعاناة الاجتماعية التي يواجهها كل المشتغلين طبيا بعمليات التصحيح، نتيجة تراكم المواقف والتجارب الاجتماعية الحساسة في هذا الشأن. كما أشار الدكتور جمال لحالات عربية تم تغيير جنسها، معتبرا تلك الحالات بأنها غير جائزة ولا تدخل في إطار الشكل التصحيحي للجنس وإنما هي أحد أشكال العبث بالهوية، وغياب الأخلاقيات الطبية. وعلى غير المتوقع لم يكن الحضور في قاعة المؤتمرات والاحتفالات يتوافق وحساسية القضية اجتماعيا وحجم ردة الفعل التي تحدث في الغالب عند فتح هذا الملف في الأوساط السعودية، وهو ما ألقى بعلامات استفهام كثيرة عند الحضور أمس من ضعف المشاركة في هذا التجمع العلمي المهم. كما عبر بعض الحضور عن دهشتهم من غياب المؤسسات الحكومية ذات الصلة بقضية التحول الجنسي في السعودية، في الوقت الذي تصدى فيه مسؤولو الجامعة للحديث إعلاميا عن هذا النوع من الجراحات التي يدور حولها جدل كبير ليوضحوا الصورة التي يتوافر عندها إجراء عمليات التصحيح من عدمها. كما عوضوا غياب الجهات الرسمية بتوثيق رأي الدين الإسلامي في إجراء عمليات التصحيح. وأكدوا على لسان مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب على عزمهم بأن يكون المركز ـ ضمن مهامه ـ مرجعا لتحديد سلامة إجراء هذا النوع من العمليات على المستويين المحلي والعالمي.

وكان مستشفى جامعة الملك عبد العزيز قد أجرى على مدى 25 عاما أكثر من 300 حالة، 7 في المائة منها تم تشخيصها وتصحيحها في سن متأخرة، إلا أن هناك 93 في المائة من الحالات تم تشخيصها وتحديد جنسها عند الولادة ثم تصحيحها خلال الطفولة المبكرة. وكان ضمن الشباب الذين تحدث عنهم رئيس الفريق الطبي في عمليات التصحيح الدكتور ياسر جمال، خمسة أشقاء من أسرة واحدة يبلغ أكبرهم 38 سنة وأصغرهم 17 سنة، ثلاثة منهم سيواصلون دراستهم الجامعية، واثنان يعملان في مهن مختلفة. وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام قد قدم العون المادي والمعنوي لهم بعد إجراء عمليات التصحيح، لمواجهة أوضاعهم الجديدة.