السعودية تغطي نصف احتياج برنامج الأغذية العالمي لإغاثة الشعب اللبناني بواقع 5 ملايين دولار

الحارثي يحذر من مغبة جمع التبرعات خارج المظلة الرسمية

TT

قدمت السعودية أمس مبلغ 5 ملايين دولار أميركي، كأكبر تبرع من نوعه، لفائدة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الأمر الذي ساهم بتغطية 50 في المائة من احتياج البرنامج العالمي لتقديم الإغاثة للشعب اللبناني المتضرر من العدوان الإسرائيلي على أراضيه.

إلى ذلك، حذر مسؤول سعودي رفيع، من مغبة جمع التبرعات المادية والعينية خارج نطاق المظلة الرسمية المحددة لهذا الغرض. وقال الدكتور ساعد الحارثي مستشار وزير الداخلية السعودي لـ«الشرق الأوسط»، ان كافة القوانين والأنظمة المعمول بها داخل بلاده، تمنع منعا باتا جمع التبرعات بدون علم الجهات الرسمية، وخارج مظلتها. وشهدت العاصمة الرياض صباح الاثنين، مراسم توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لتأمين مواد إغاثية بمبلغ خمسة ملايين دولار، لتوزيعها على الأسر المحتاجة والمتضررة من الحرب، عن طريق البرنامج العالمي، وبتمويل من الحملة الشعبية. وسيقوم برنامج الأغذية العالمي، وفقا لعبد العزيز الركبان السفير الخاص في البرنامج، بالإعلان رسميا عن تلقيها هذا الدعم من الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني، خلال الأيام القليلة المقبلة. ومثل الجانب السعودي في هذه الاتفاقية، الدكتور ساعد العرابي الحارثي، مستشار وزير الداخلية السعودي ورئيس الحملة الشعبية لإغاثة الشعب اللبناني. وستقدم الحملة الشعبية، على ضوء تلك الاتفاقية، خمسة ملايين دولار لبرنامج الأغذية العالمي لتنفيذ برامج غذائية إغاثية للمناطق المتضررة في لبنان بشكل عاجل. وقامت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني بتقديم مساعدات إغاثية وإنسانية للشعب اللبناني شملت مواد غذائية وطبية ومستلزمات الأسرة والطفل والرعاية الطبية وفق ضوابط العمل الإغاثي السعودي بالتعاون مع الجهات الرسمية اللبنانية وعدد من المنظمات الدولية.وقال الدكتور الحارثي: ان البرامج الإغاثية التي نفذتها الحملة في لبنان شملت تقديم 25 ألف سلة غذائية بمبلغ قارب الـ3 ملايين ريال، وتأمين توزيع 22 ألف سلة للطفل اللبناني بمبلغ 1.6مليون ريال، وتأمين وتوزيع 2.5 مليون رغيف خبز بمبلغ 750 ألف ريال، إضافة إلى تقديم العلاج والرعاية الصحية لأكثر من 385 حالة وتأمين الأدوية لهم، وتأمين الأدوية اللازمة وخاصة ما يتعلق بالأمراض المزمنة بمبلغ 375 ألف ريال، وتأمين أدوية ومستلزمات صحية واحتياجات الدفاع المدني بمبلغ 3.75 مليون ريال. وأوضح مستشار وزير الداخلية السعودي أن الحملة باشرت العمل في تأمين سلال غذائية للهيئة العليا للإغاثة في لبنان من داخل المملكة ونقلها عبر جسر جوي ليتم إيصالها إلى لبنان وتوزيعها بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة لمدة سبعة أسابيع وبواقع 40 شاحنة أسبوعيا وبتكلفة إجمالية قدرها 24 مليون ريال.ولفت الحارثي إلى أن الحملة نفذت وتنفذ بالتعاون مع المنظمات الدولية عددا من البرامج الإغاثية في لبنان، ومنها: تقديم الرعاية للطفولة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف في لبنان وبمبلغ وقدره 3.75 مليون ريال، وتقديم إغاثة عاجلة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي في لبنان بمبلغ 5 ملايين دولار، والتي تم تقديمها يوم أمس. إلى ذلك، توقع القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الرياض في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تستغرق عملية إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في بلاده، قرابة السنتين ونصف حتى 3 سنوات. وبحسب غزاوي، فإن آلة الحرب الإسرائيلية لم تستثن في عدوانها أي جزء من الأراضي اللبنانية، غير أنه أكد أن أكثر المناطق احتياجا للغذاء وإعمار ما تهدم، الجنوب اللبناني، والضاحية الجنوبية. وعلى الرغم من تعهد إعلان استكهولم بتقديم مبلغ 940 مليون دولار أميركي، لإعادة إعمار لبنان، وهو المؤتمر الذي شارك فيه قرابة الـ50 دولة، و10هيئات دولية، إلا أن غزاوي قال ان بلاده لا تستغني عن مساعدة أشقاء وأصدقاء لبنان. ونوه القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الرياض، بالعلاقات الثنائية التي تربط بلاده بالرياض، مشيدا في السياق ذاته بالدعم اللامحدود الذي أولته الحكومة السعودية للبنان منذ بداية الأزمة. وكانت الحكومة السعودية قد بدأت في الثلاثين من يوليو (تموز) الماضي، بتنفيذ المرحلة الأولى من مساعداتها العاجلة للشعب اللبناني، في حين اعتمد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والمشرف العام على الحملة الشعبية لإغاثة الشعب اللبناني مبلغ 21.375 مليون ريال سعودي، للبدء الفوري بحملة الإغاثة التي لا تزال تقدمها بلاده. في حين باشرت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني، بتنفيذ برنامجها الإغاثي العاجل، الذي يشمل تأمين مواد غذائية عاجلة، وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوفير المياه والأغطية والفرش، وتأمين احتياجات الأطفال، وذلك بالتعاون والتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات اللبنانية الرسمية.