«تشكيليو جدة» يسعون لإقصاء زميلاتهم عن بيت التشكيليين

بدعوى ان صالات العرض المصاحبة لافتتاح المعارض تؤدي إلى الاختلاط

TT

يشهد بيت التشكيليين بمدينة جدة جدلا واسعا حول دعاوى استبعاد الفنانات التشكيليات من عضوية البيت، وكانت مشاركة لعبد الله نواوي رئيس قسم الفن التشكيلي بجمعية الثقافة والفنون لدى افتتاح معرض «لبنان بريشة فنان» الذي اقيم بمركز الجمجوم، أشار فيها الى قضية الاختلاط الذي تشهده صالات العرض المصاحبة لافتتاح المعارض التي تقام بين الحين والآخر في جدة, ومطالبته بأهمية الأخذ بعين الاعتبار عند افتتاح المعارض الفنية في السعودية كونها بلدا اسلاميا ليس من سماته الاختلاط. وهو ما أثار حفيظة عدد من الفنانات التشكيليات اللاتي تخوفن من أن مثل هذا الطرح سيمهد لقضية إبعادهن عن بيت التشكيليين في جدة.

ورفض عدد من الفنانات التشكيليات اللاتي وجدن دعما من بعض الفنانين هذا التوجه في ظل الانفتاح الذي تعيشه المملكة ووصول المرأة لمناصب قيادية· وعلقت الفنانة التشكيلية دينا البايض حول وقوف الفنانات لشرح لوحاتهن «لا يمكن لأي كان أن يشرح لوحة بالإنابة إلا صاحب الفكرة ومنفذها وهو الفنان بغض النظر عن كونه ذكرا أو أنثى»، من جانبه قال الفنان هشام بنجابي «هذا الكلام ينم عن قصور في النظر في الوقت الذي تتجه فيه الدولة لتفعيل مشاركة المرأة».

من جانبها أكدت التشكيلية وفاء عقيل أن البيت للتشكيليين فقط، وعلقت قائلة «البيت لم يخدم أي فنانة تشكيلية منذ تأسيسه، حيث كانت الأولوية في المشاركات الخارجية أو حتى المعارض الداخلية للرجال، واذا كنا الآن نحظى بتشكيليات فهن نتاج ارادة وعزيمة وجهد شخصي ليس للبيت اي دور في دعمهن».

وأضافت بقولها «البيت لم يضف للتشكيليات شيئا»، متسائلة حول ماهية الإنجازات التي قدمها البيت منذ تأسيسه إلى الآن لنفسه على المستوى الإقليمي أو العالمي، وأوضحت «لم يتمكن البيت من الاستفادة حتى من الموقع المتميز الذي يشغله حاليا، في حين أن «اتيليهات» في مناطق كثيرة من العالم تحظى بسمعة عالمية، وقدمت انجازات كبيرة لم تحظ بما حظي به بيت التشكيليين».

وأوضح الفنان عبد الله نواوي رئيس قسم الفن التشكيلي بجمعية الثقافة والفنون، ان الاعضاء المؤسسين يطالبون بحصر أنشطة البيت على الفنانين الذكور، على أن يتبنى المركز السعودي في جدة كافة الانشطة الخاصة بالفنانات، وتناول نواوي ضرورة الاخذ بعين الاعتبار، عند افتتاح المعارض الفنية، واقع كوننا بلدا اسلاميا، ليس من سماته الاختلاط· وقال لـ «الشرق الاوسط» لا بد أن تكون نسبة الأنشطة والفعاليات الخاصة بالفنانين في بيت التشكيليين نحو 70 بالمائة من الانشطة، وتبقى نسبة الـ30 بالمائة للفنانات، لأن الهدف الأساسي من انشاء البيت للفنانين وليس للفنانات».

وفي سؤال عن الجهة التي يمكن أن تتبنى الفنانات قال نواوي «المركز السعودي هو الجهة الكفيلة بذلك»، وعلل ذلك بقوله «نحن بلد إسلامي وليس من عاداتنا الاختلاط ولا يرضى أحد أن تقف فنانة أمام العامة لتشرح لوحتها» مشيرا إلى أهمية تبني البيت آلية أن يكون افتتاح المعرض مرهونا بيوم للعائلة وآخر للرجال بعيدا عن الشبهات.

وفي معرض رده حول ما يتعلق بإفراد بيت التشكيليين للفنانين دون الفنانات التشكيليات، قال عبد الله حماس رئيس البيت حاليا «عندما كان البيت تحت اشراف الرئاسة، كان هناك توجه نحو الفصل بين الفنانين والفنانات، إلا أن التوجه الجديد للدولة يدعم مشاركة المرأة في كل المجالات، بما فيها الفنانات»، وعلل ذلك بأن النادي الأدبي بجدة ليس حكرا على الأدباء، إنما هو نتاج عمل جمعي بين الأديبات المنتسبات والأدباء، وأضاف قائلا «البيت مفتوح لجميع الزملاء والزميلات».