سامية بن لادن لـ الشرق الاوسط : نعمل على هز القناعات القديمة لإحداث مناخ يتفهم ثقافة التغيير

المسؤولة عن تعليم البنات في جدة حملت أولياء أمور الطالبات مسؤولية تأخير التسجيل لعدم التزامهن بالمواعيد الرسمية

TT

أكدت مساعدة إدارة التعليم في جدة الدكتورة سامية بن لادن وجود بعض العقبات التي تعترض عمل مراكز التسجيل مع بدء انطلاقة العام الدراسي الجديد والمتمثلة في عدم التزام أولياء الأمور السعوديين بمواعيد التسجيل، مشيرة في نفس الوقت إلى قدرة هذه المراكز من خلال الكوادر العاملة فيها على تجاوز مثل هذه العقبات· وأوضحت بن لادن في الحوار الذي أجرته معها الشرق الأوسط أن معظم المدارس استكملت جاهزيتها لاستقبال الطالبات في الأسابيع المنصرمة، خاصة ما يتعلق بتجهيز معامل الحاسب الآلي تزأمنا مع ادراج منهج الحاسب الآلي للصف الأول الثانوي·وقد كشفت بن لادن عن اعتزام ادارة التعليم القيام بعمل برنامج كومبيوتري لتحديد مدى احتياج المعلمات للدورات التدريبية، يأتي ذلك في الوقت الذي تتجه فيه الإدارة لتبني التطوير في الإشراف التربوي وفي مدارس التعليم العام عن طريق استخدام المناهج الإلكترونية لكل طالب ومعلم، كما اوضحت سامية بن لادن في حديثها، وإلى نص الحوار...

> برأيك، كيف تصفين لقاء وزير التربية والتعليم بالقيادات التربوية في جدة· هل كان مواكبا للتطلعات ومحققا للطموح؟

ـ في الحقيقة على الرغم من كثرة ازدحام جدول الوزير، إلا أنه أعطانا من جهده ووقته وفكره ويعد هذا اللقاء تأكيدا على الشراكة بين مسؤولي الوزارة ومنسوبي إدارة التعليم، حيث أكد على ضرورة تعميم أخلاقيات مهنة التعليم·· طبعا كان هناك إعداد مسبق لهذا اللقاء الذي تناول 12 محورا، ستة منها لإدارة تعليم البنين وأخرى للبنات، شارك فيها قادة الفكر التربوي في جدة من المشرفين والمشرفات ومديري ومديرات المدارس وما طرح من تساؤلات كان عبارة عن كبسولة مركزة للرؤى، تستطيعين القول إنها حصيلة فكر جمعي للقيادات التربوية بكافة المستويات.

> السبت الماضي شهد انطلاقة العام الدراسي الجديد·· ثمة مشكلات تخص مراكز التسجيل منها أن هذه المراكز تفتقد للتنظيم فضلا عن أن الكوادر التي تعمل بها غير مؤهلة للتعامل مع الآلية الجديدة للوزارة المتمثلة في التسجيل الإلكتروني، ما تعليقك على ذلك؟

ـ هذا الكلام غير صحيح كوننا خطينا خطوة جريئة لتسجيل الطالبات إلكترونيا واستطاع البرنامج أن يحقق نسبة نجاح تتراوح بين 90 ـ 95 في المائة في التسجيل الآلي، لكن في المقابل هناك نسبة تحتاج للتطوير ونتوقع تعديله هذا العام ليصل إلى 100% قريبا ان شاء الله· أما ما يخص التدريب فقد قمنا بتدريب مكثف للقائمات بالتسجيل من مديرات ومدخلات بيانات والجميع مهيأ في هذه المراكز للقيام بعمله، لكن ما يعترض العمل يكمن في جانبين، الأول عدم التزام أولياء الأمور بمواعيد التسجيل، ورغبتهم التسجيل في مدارس معينة والإصرار عليها الأمر الذي يشكل زيادة في الطاقة الاستيعابية لبعضها وتكدس الطالبات فيها في ظل وجود شواغر في مدارس أخرى، أما الجانب الآخر فيتعلق بالمباني المستأجرة كونها غير مثالية حيث صغر حجم الفصول فيها وعدم استيعابها لأي أنشطة طلابية الأمر الذي يجعلنا نعطي الأولوية للسعوديات للجدد.

> ما الذي يترتب على عدم التزام السعوديين بمواعيد التسجيل في المدارس؟

ـ هناك آلية التسجيل الفوري حسب الشاغر ليس ذلك عقابا لكنه حل للمشكلة، وفي هذه الحالة لاتتحقق رغبة ولي الأمر في تسجيل ابنته في المدرسة التي يرغب بها، الأمر الذي يترتب عليه تسجيلها بحسب الشواغر في مدارس قد تكون بعيدة عن محل سكنه.

> تبدأ عودة المعلمات قبل الطالبات بنحو ثلاثة أسابيع· هل هذه فترة كافية للإعداد والاطلاع على مدى جاهزية المدارس، خاصة وانك تفضلت بالإشارة للمباني المستأجرة وما تعانيه من مشكلات؟

ـ ما يحصل خلال هذه الأسابيع ليس سوى استكمال لخطة معدة سلفا منذ نهاية العام الماضي، حيث يتم توزيع استبانات خاصة بجاهزية المدارس وموثقة بالأرقام لرصد الاحتياجات يتم توزيعها على المديرات ثم تعالج احصائيا وتناقش نتاجها في اجتماع يرأسه مدير التعليم، تعلمين أن فترة الصيف فترة ركود لكن دوام الأسابيع الثلاثة هو بمثابة متابعة لبعض المستجدات مثل المقاعد الدراسية والكتب التي تأتي من الرياض ويتم توزيعها خلال هذه الفترة، أما ما يخص عودة المعلمات فهي فرصة لإعطاء دورات تفيد المعلمة في أداء عملها، ونتمنى ان تكون الأعوام المقبلة افضل.

> فيما يتعلق بمدى جاهزية المدارس أيضا صدر أخيرا قرار إدراج مادة الحاسب الآلي للصف الأول الثانوي في حين كانت هناك شكاوى أن كثيراً من المدارس تعاني من نقص في تجهيز معامل الحاسب. كيف سيتم تفادي هذه المشكلة؟

ـ بعد أن أصبحت مادة الحاسب الآلي إلزامية استطيع القول إن نسبة كبيرة من مدارسنا مهيأة في حين أن العمل جار على تأمين المعامل الخاصة بمدارس المندوبيات.

> من الملاحظ أن كثيرا من هذه الدورات التي تقيمها إدارة التعليم تستهدف شريحة المشرفات التربويات والإداريات في حين أن المعلمات يعتبرن المحور الأساسي في العملية التعليمية والمفترض أن توجه لهن هذه الدورات.. ما تعليقك؟

ـ نحن الآن بصدد عمل برنامج آلي لتحديد الاحتياج اعتمادا على استمارة يتم من خلالها تحديد النمو المهني للمعلمة الذي يتم تحديده من قبل المشرفات لتغطية اكبر قدر ممكن من احتياجات المعلمات للدورات ذات الفائدة والعلاقة المباشرة بالمهنة.

> هناك شكوى من قبل المعلمات المسندة اليهن حصص النشاط حول مدى جدوى هذه الحصص الأمر الذي يجعل منها عبئا على المعلمة والطالبة في الوقت نفسه، خاصة أنه من المفترض أن تكون هناك خطة وأهداف واضحة لهذه الحصص، أليس كذلك؟

ـ لا أستطيع الحكم على ذلك.. ما أراه خلال زياراتي هو المثالي، لكن استطيع القول إن الموجود ليس هو المأمول من حصص النشاط والفائدة المرجوة منها، وهذا يرجع لأسباب عدة يأتي على رأسها عدم وجود معلمات متفرغات للنشاط، وقد تمت مناقشة هذا الأمر مع الوزير في اجتماع الطائف وضرورة توفير وظائف مخصصة لرائدات النشاط ومرشدات متفرغات لهذا الغرض، لأن الهدف هو دعم وتعزيز أهداف العملية التربوية في ظل وجود خطط وأهداف واضحة من قبل رئيسة شعبة النشاط، لأن النشاط ليس عملية منفصلة عن عملية التعلم والتعليم، بل هو جزء أساسي منها.

> إلى جانب مشكلة حصص النشاط هناك إشكالية مندوبة وحدة التربية الإسلامية التي يتم تكليفها بأعباء غير أعباء التدريس· هل تعد هذه الأعباء إجبارية وتدخل ضمن التقييم الوظيفي لمعلمات التربية الإسلامية؟

ـ هذه الأعمال التي توكل إلى معلمات التوعية الإسلامية بند من بنود تقييم الأداء الوظيفي لكنه ليس ملزما. وهنا أود الإشارة إلى المعايير التي تحكم اختيار المعلمة للقيام بمهمة التوعية المرتكزة إلى قبول الطالبات لها بالدرجة الأولى وأن تكون مزكاة من قبل المديرة والهيئة التدريسية إلى جانب الدور الذي تلعبه المشرفة في ذلك واختيارها لهذا الدور تطوعا وابتغاء للأجر من المولى الكريم.

> بمناسبة ذكر المعايير كان هناك حديث عن رخصة أداء المعلم التي ستوفر كثيرا من دور المشرفات في عملية تقييم الأداء الوظيفي والنظر بموضوعية بعيدا عن الأهواء الشخصية التي يتهم بها بعض المشرفات·· متى سيتم العمل بها؟

ـ أنت حضرت لقاء الوزير وسمعت ما قاله بهذا الشأن، ولن أزيد على ما قاله.

> أصدرت الوزارة خلال الأعوام الماضية عدة قرارات لم يتم تنفيذ بعضها، والبعض الآخر تم تأجيله على مدى سنوات الأمر الذي يلقي بظلاله على السواد الأعظم من أفراد المجتمع مثل قرار إدراج اللغة الإنجليزية· كيف تفسرين الأمر؟

ـ ليس صحيحا ما يتعلق بعدم تنفيذ الوزارة للقرارات التي اتخذتها خاصة أن هذه القرارات يتم اتخاذها بعد دراسة يؤخذ فيها برأي الميدان ويتم فيها استطلاع لرأي المسؤولين حول جدوى تطبيقها، أما ما يخص تنفيذ قرار اللغة الإنجليزية فقد نفذ في المرحلة الابتدائية وهناك صعوبات تحملتها معلمات اللغة الإنجليزية التي أصبحت الواحدة منهن تدرس في مدرستين بنفس نصابها من الحصص رغم وجود خريجات وهذه ليست بأيدينا، فالجهة المسؤولة عنها وزارة الخدمة، لكن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا ليست في المعلمات، بل تكمن في نقص الكادر الإداري في المدارس.

> قبل أسبوعين استضافت جدة المؤتمر الإقليمي الأول للموهبة وسجل المعلم الموهوب حضورا جيدا مقابل غياب المعلمة الموهوبة·· هل نفتقد في مدارسنا إلى معلمات موهوبات؟

ـ ما زلنا نطلق مصطلحات فضفاضة منها مفهوم الموهبة الذي لا توجد له معايير تحدد معناه ومع ذلك لا شك أننا كباقي الدول لدينا إبداع تتميز به معلماتنا اللاتي لا ينقصهن الطموح ونحن نرعى هذه الطاقات ولدينا برامج لاستثمارها، بعد أن أصبحت المعلمة تلبس ثوبا تقنيا، خاصة أننا نخطو نحو التعليم التقني في هذا العصر المتغير لكن نحتاج إلى دعم وثقة وأمانة الجميع، نحن لسنا متألقين لكن سنصل لذلك.

> لماذا هناك كثير من الخوف والتوتر بينكم كإدارة مع الصحافة المكتوبة والإعلام بشكل عام؟

ـ المفترض أننا والإعلام تربويون هدفنا هو البناء، ونحن نعتبر الصحافيين صوتنا المخلص، لكن أنا كمسؤولة لا أريد أكثر من الأمانة في نقل المعلومة لا نطلب تجميل الواقع، وإذا كانت هناك ثمة ملاحظات حول عملنا ابلغونا دون أن تحبطونا.

> اسمحي لي أن استعير جملة من حديثك الهاتفي طلبت من محدثتك خطة لنشر ثقافة التغيير في المرحلتين الابتدائية والثانوية· ما هو تصورك لنشر هذه الثقافة؟

ـ هز القناعات ومخاطبة الفكر هو الطريق لذلك، لا يمكن ان نحدث تغييرا الا بإقناع الآخر بجدوى التغيير من خلال تشخيص الواقع لكن في ظل احترام القديم الأصيل والأخذ بإيجابيات الجديد لأن التغيير قانون حتمي لمواكبة مستجدات العصر المتلاحقة.