أكبر بنوك الدم في السعودية يشتكي قلة المتبرعين

د. الحميدان: الفقر في بعض الفصائل يأجل العديد من العمليات >العجلان: من المستحيل أن نعود للاستيراد من خارج البلاد

TT

بالرغم من حداثة وتطور بنوك الدم بالمستشفيات السعودية من حيث احتوائها على معدات وآليات متطورة جداً في مجال سحب الدم، فصله، فحصه وحفظه بشكل سليم، إلا أنها تعاني من نقص حاد في الفصائل المطلوبة والتي تسبب تأخيرا في إجراء العديد من العمليات الجراحية.

وشددت الدكتورة هند الحميدان رئيسة قسم بنك الدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض على حاجة البنك الماسة والمستمرة للدم، وبالذات الفصائل النادرة منه، التي تستخدم بشكل كبير مثل فصيلتي «O+» و «O-» واللتين تعتبران من أهم أنواع فصائل الدم، حيث ان فصيلة «O-» تستخدم للطوارئ لأنها تنسجم مع أي نوع من أنواع الدم الأخرى، وبالتالي فإن البنك يحتاج إلى كمية مهمة منها، وفصيلة «O+» التي لا يمكن أن تعطى لشخص فصيلته من الفصائل السالبة.

وأوضحت الدكتورة هند أن مخزون أكياس الدم لدى المستشفى يتم تحريكها بشكل مستمر حفاظا على فترة صلاحيتها، كما يتم التخلص من التي تنتهي فترة صلاحيتها، مما يستوجب تعويضها بشكل مستمر.

وكشفت الحميدان بأن المستشفى يعاني في الوقت الراهن من فقر في كريات الدم الحمراء حيث تبلغ الآن 500 لتر وهي نسبة ضعيفة وخطرة، لذا يقومون بحملات مستمرة للتبرع، خصوصا في فترة الصيف والمناسبات وفي شهر رمضان المبارك أما الصفائح الدموية فنسبتها دائماً ممتازة لأن مدة صلاحيتها تبلغ السنة.

وقالت رئيسة قسم بنك الدم في مستشفى التخصصي بأن عملية سحب الدم من المتبرعين تمر بضوابط عديدة منها، حرص البنك على التأكد من خلو المتبرع من الأمراض المزمنة وأمراض الزكام وسلامة المتبرع وفحص الدم بدقة للتأكد من خلوه من الأمراض المتنقلة، وأيضاً ضوابط طريقة حفظه وسحبه.

وأشارت في السياق نفسه إلى أن البنك يتعاون مع العديد من المنظمات والهيئات الأميركية، حيث يقوم استشاريون من مجمعات طبية مرموقة عالميا بشكل دوري كل سنتين بزيارات طبية للتأكد من أن البنك يتبع المعايير المتعارف عليها دوليا، ومنها المنظمة الأميركية لبنوك الدم «AABB» وكلية الأطباء الأميركية «CAP» ، كما يتعامل البنك مع مستشفيات سعودية من بينها، مدينة الملك عبد العزيز للحرس الوطني وأيضا بنك الدم في أرامكو.

وأكدت الدكتورة هند أن بنك الدم في المستشفى التخصصي لا يقوم باشتراط تعويض الدم المستهلك من أهل المريض، بل يحاول إعطاء المريض الكمية التي يحتاجها بأسرع وقت ممكن ومن ثم يقوم بإقناع المتبرعين بالتبرع وليس إجبارهم عليه.

من جانبه رأى عبد العزيز العجلان نائب رئيس قسم علوم الأمراض بمدينة الملك عبد العزيز الطبية أنه من الاستحالة أن يتم استيراد الدم من خارج المملكة، نظرا لوجود أمراض عديدة يمكن انتقالها عبر نقل الدم للمرضى ونظرا للقيود الشديدة التي تطبقها السلطات الصحية في البلاد.

وشدد العجلان على حرص بنك الدم في المدينة على توفير كميات الدم المطلوبة من خلال تبرع المواطنين والمقيمين في المملكة، لضمان خلوها من هذه الأمراض وأيضاً لالتزام المستشفى بتوفير دماء ذات جودة عالية من حيث الفحوصات الطبية التي تجرى على المتبرعين، الأمر الذي يستدعي الطلب من ذوي المرضى الخاضعين لعمليات جراحية أو ممن يستهلكون كمية دم كبيرة التبرع بالدم لتعويض الدم المستهلك لتوفيرها للمرضى الآخرين.

وأشار العجلان إلى زيادة وعي الشارع السعودي بأهمية التبرع بالدم، وقال «ان حملات التوعية خلال السنوات الأخيرة أدت إلى ازدياد وعي المواطنين والمقيمين بالمملكة بأهمية التبرع بالدم لتوفيره وعدم تأثيره على الصحة العامة للمتبرعين تماشياً مع تعاليم ديننا الحنيف، حيث أصبح عدد كبير من المتبرعين من المنتظمين على التبرع وهو ما تفضله جميع بنوك الدم لمعرفة التاريخ الطبي للمتبرعين وكذلك الاستعانة بهم عند الحاجة السريعة للدم».

جدير بالذكر أن الحكومة السعودية تمنح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة للمتبرعين بالدم عشر مرات فأكثر، فيما تكرم وزارة الصحة المتبرعين للمرات نفسها أو أكثر منها بهدايا عينية وشهادات تقدير نظرا للدور الإنساني الكبير الذي يقدمه المتبرعون دعما للمرضى في المستشفيات ولبنوك الدم.