وزارة الثقافة والإعلام تطلب من ديوان المظالم رفض دعوى إلغاء قرار فسح «بنات الرياض»

بداعي عدم وجود صفة للادعاء في القضية

TT

ينتظر أن يبت اليوم ديوان المظالم السعودي في الدعوى التي رفعها اثنان من المواطنين السعوديين ضد فسح وزارة الثقافة والإعلام لرواية «بنات الرياض» لكاتبتها رجاء الصانع، خاصة بعد تقدمت وزارة الثقافة بطلب لقاضي الدائرة الإدارية الرابعة في ديوان المظالم، وهي الدائرة التي تنظر القضية، برفض الدعوى المقدمة ضدها شكلا.

واستندت وزارة الإعلام والثقافة في طلبها هذا، والذي تقدم به مبارك بكر الدوسري، المستشار القانوني للوزارة، لعدم وجود صفة للادعاء في إقامة هذه الدعوى. وكان اثنان من المواطنين السعوديين، قد حركا دعوى قضائية ضد وزارة الثقافة والإعلام السعودية، يتضمن موضوعها، طلب إلغاء قرار الوزارة بالفسح رقم 211962 في الأول من مارس (آذار) الماضي لرواية «بنات الرياض».

وطالب الادعاء عدالة القضاء، من خلال مكاتبات حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، بإلغاء قرار وزارة الثقافة والإعلام بفسح الرواية، وإلزام الوزارة بسحب النسخ الموجودة في الأسواق، فيما تضمنت مطالب الادعاء، الطلب من الجهات المختصة بالتعميم على منافذ الحدود والمطارات بحظر دخول هذه الرواية، ومحاسبة الكاتبة رجاء الصانع، حسب ما تقتضيه أنظمة البلاد.

ورأى المدعون في هذه القضية، بحسب عبد الرحمن القحطاني، محامي الادعاء، أن الرواية التي فسحتها وزارة الثقافة والإعلام في أعقاب معرض الكتاب الدولي في الرياض، مخالفة لنظام المطبوعات والنشر المعمول به داخل البلاد في مادته الثالثة. ووفقا لمستندات القضية، فإن المدعين على وزارة الثقافة والإعلام، تقدموا للوزارة بطلب إلغاء القرار موضوع الدعوى، ومحاسبة كاتبة الرواية، إلا أن الوزارة لم تتخذ الإجراءات النظامية المتبعة لديها بموجب نظام المطبوعات والنشر.

واعتبر الادعاء في لائحته، أن رواية «بنات الرياض» خارجة على قيم المجتمع السعودي، وعدها «عمل قائم على المجاهرة بالمعصية بما لا يرضي الله عز وجل، وذلك في تصوير مؤلفة الرواية بنات مجتمعنا بشكل سافر ومتبرج».

ومن النقاط التي أثارها المدعي في لائحة الادعاء، أخذ الرواية لصفة العموم، واستشهاد كاتبتها بآيات قرآنية في غير محلها، في حين اعتبر أن قرار الفسح لم يأخذ في الاعتبار مخالفة هذه الرواية لأحكام الشريعة الإسلامية، ومخالفة أيضا لما نصت عليه المادة الثالثة من نظام المطبوعات والنشر والتي تنص على أن «يكون من أهداف المطبوعات والنشر، الدعوة إلى الدين الحنيف ومكارم الأخلاق، والإرشاد إلى ما فيه الخير والصلاح ونشر الثقافة والمعرفة». وقال الادعاء، ان الجهة المصدرة لقرار فسح الرواية لم تراع نص الفقرة الأولى من المادة التاسعة لنظام المطبوعات، والتي تنص على «أن لا تخالف المطبوعة أحكام الشريعة الإسلامية»، في حين تجد في الرواية تجاوزات شرعية كثيرة والاستهزاء بأحكام الشريعة وثوابت وتقاليد المجتمع الإسلامي.

يشار إلى أن رواية «بنات الرياض»، أثارت عند ظهورها ردود فعل متباينة في الأوساط الثقافية والاجتماعية، ما بين مؤيد لما خطته كاتبة الرواية، وبين مستهجن لما تضمنته من جرأة في تصوير حال الفتيات في العاصمة السعودية، وهو الشيء الذي أثار حفيظة البعض لتعميمها في تصوير واقع الفتيات. وحصلت كاتبة الرواية رجاء الصانع العام الماضي، على درجة البكالوريوس في تخصص طب الأسنان من جامعة الملك سعود في الرياض، وتدرس حاليا في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن تم ابتعاثها لتحصيل درجة الماجستير في التخصص نفسه.