6 آلاف طفل سعودي يولدون بتشوهات خلقية في القلب

حذر من تراخي العناية بصحة الأم وضعف مواجهة أمراض السكري

TT

طالب الدكتور عبد الله العبد القادر استشاري الأطفال والمشرف على مركز الأمير سلطان لأمراض القلب بالمنطقة الشرقية بتفعيل دور التثقيف الصحي لدى المواطنين، داعياً إلى الكشف المبكر على أمراض القلب لمعرفة وتحديد التشوهات الخلقية التي يصاب بها المواليد، مما يسهل التعامل معها مبكراً.

من ناحية اخرى قال العبد القادر ان نسب أمراض السكري بين السعوديين تصل إلى عشرين في المائة وهذا يعني أنه في ظرف الـ15 سنة القادمة سيصبح أيضاً خمس السكان مصابين بأمراض قلبية. وكشف الدكتور عبد الله العبد القادر في دراسة أجراها عن مدى الإصابة بتشوهات القلب لدى المواطنين في السعودية كأول مشروع وطني لدراسة مثل هذه الأمراض على 740 طفلا في فترة ثلاث سنوات امتدت بين عامي 1997 و2000 في المنطقة الشرقية.

وأشار الدكتور العبد القادر الذي يرأس فريق المشروع الطبي الوطني لمسح الإصابة بأمراض القلب في السعودية إلى أن عينة الأطفال التي شملتها الدراسة بناء على عدد المواليد في تلك الفترة تصل إلى 10.67 في المائة من عدد الأطفال، وتوصلت الدراسة إلى أن ما نسبته 1.1 في المائة من الأطفال في السعودية مصابون بتشوهات خطيرة في القلب.

وأضاف العبد القادر أن عدد الأطفال المصابين بتشوهات في القلب يبلغون سنوياً ستة آلاف طفل، وهم المصابون بأمراض قلبية واضحة، ويعانون من مشاكل صحية نتيجة التشوهات الخلقية للقلب وهذه الأمراض تحدد نشاطهم وأعمارهم.

وأكد الدكتور العبد القادر أن هناك مجموعتين لم تشملهما الدراسة وهما الأطفال الذين يكون لديهم تشوهات كبيرة تقضي على حياتهم، سواء قبل الولادة أو بعدها مباشرة ومن لديهم تشوهات بسيطة لا يشكون منها.

وستكون هذه النسب أكثر كما يؤكد العبد القادر إذا ضم المسح الأطفال المجهضين، حيث تصل نسب تشوه القلب بين الأطفال المجهضين الى 20 في المائة، كما ذكر العبد القادر أن الدراسات العلمية التي أجريت في بعض الدول أثبتت أن الأب أو الأم قد يسبب كل منهما تشوهات خلقية في القلب لدى الطفل· كما أثبتت الدراسات أن الأم التي تستخدم منظفات معينة في بعض فترات الحمل قد يؤدي ذلك إلى حدوث تشوهات في القلب لدى الجنين· كما أشارت الدراسات الى أن الأم التي تعيش في بيئة مضطربة وتتناول أدوية مهدئة يكون احتمال إصابة طفلها بعيوب خلقية في القلب أكثر، وأشار العبد القادر إلى أن الاعتداء الجسدي على الأم الحامل لم تثبت الدراسات علاقته بتشوهات القلب ولكن قد يكون له تأثير غير مباشر وذلك بتغيرات الهورمونات في جسم الأم مما يؤثر على صحة الجنين. وأضاف العبد القادر أن المشروع الوطني الذي بدأ أعماله قبل عام لإجراء مسح شامل لكافة مناطق السعودية سينتهي بعد ثلاث سنوات وسيبحث في الأسباب الجينية والبيئية التي تؤدي إلى هذه الأمراض وسيكون لدى المسؤولين تصور شامل عن الأخطار الصحية التي تنجم عن هذا المرض، مشيراً إلى أن ذلك سيعطي المسؤولين فرصة التخطيط الصحيح للمستقبل.

ويمثل اطباء القلب في السعودية أقل من 5 في المائة بحسب رأي الدكتور العبد القادر عضو جمعية القلب السعودية وهو ما سيضاعف العبء في السنوات القادمة عليهم نتيجة الزيادة المضطردة في عدد المرضى.

وطالب العبد القادر بمشاريع وطنية أخرى لدراسة الأمراض التي تفشت لدينا مثل مرض السكري والضغط شبيهة بمشروع أمراض القلب وذلك لتقديم المعلومة الصحيحة للمسؤولين لاتخاذ القرار الصحيح.