الباعة الجائلون يستثمرون شهر الصوم لزيادة مبيعاتهم

مواقف المساجد تتحول إلى أسواق مركزية

TT

انتشرت ظاهرة (الباعة الجائلين) في شهر رمضان عند المساجد والجوامع وخاصة بعد صلاة التراويح لتتحول ساحات مواقف السيارات إلى سوق تجاري يتم فيه البيع والشراء بجميع المستلزمات وفي كافة الأصناف والأنواع، وبالرغم من المواقف التي يتم تخصيصها للمصلين لكي يتمكنوا من أداء الصلاة عن قرب ولا يحدث زحام للمنازل المجاورة للجامع إلا أن الباعة منعوهم من ذلك بسبب حجزهم لهذه المواقف مما اضطر المصلين إلى الوقوف بجانب البيوت القريبة ومضايقة السكان.

هذه الظاهرة التي تتزايد يوماً بعد يوم خاصة هذه الأيام أوجدت سيارات بكثرة محملة بالخضراوات والفواكه والأقمشة وتمكث هذه السيارات لأيام طويلة حتى يتم تصريف حمولتها ومن ثم تأمين كمية جديدة، إضافة إلى ذلك، انتشر بائعون من جنسيات مختلفة لبيع العسل وسط سيارات رديئة وتخزين سيئ دون أن يكون هناك عليها أي تواريخ أو مصدر.

«الشرق الأوسط» تجولت بالقرب من أحد الجوامع المعروفة بكثرة المصلين واتجهت إلى الذين يبيعون جائلين ويطالبون بتركهم أن يمارسوا البيع دون أن يكون هناك تدخل من الجهات أمام هذا الجامع الذي يشهد وجوداً كبيراً من المصلين مما يقوي الحركة الشرائية.

وفي الجهة المقابلة توجد مجموعة من العمالة من الجنسيات العربية الذين يبيعون عطورات تجارية وأقمشة معروضة على الرصيف بشكل عشوائي، ونظراً لموسم رمضان فقد قام أحد الباعة ببيع تشكيلة منوعة من الأقمشة بأسعار متوسطة غالبيتها من البضاعة الرديئة، وفي الجهة الأخرى للجامع سوق متكامل لكافة أنواع الخضراوات والفواكه البعض منها تم تخزينه بطريقة سيئة وبأسعار باهظة خلال موسم رمضان.

وبين أحد المواطنين أن الباعة تسببوا في هذا السوق العشوائي بخلق زحام مروري كبير دفع العديد منهم إلى السير باتجاه معاكس والوقوف مخالفين إضافة إلى الوقوف أمام المنازل وإغلاق أبوابها.

وأكد عدد من المواطنين أنه للأسف البعض أصبح يتحاشى ويبتعد عن أداء الصلاة بالجامع نظراً لهذا البيع المخالف وما يسببه من زحام بالإضافة إلى أنه تكثر حالات الغش من هؤلاء الباعة وعدم تحديد مقر لهم في حالة البحث عنهم.

وقال محمد الشهراني: إنه قبل فترة زمنية تعرض لحالة غش من أحد باعة التمور، وعند الوصول إلى منزله اكتشف ذلك وعلى الفور عاد للبحث عنه ولم يجده لأنهم باعة متنقلون، مشيرا إلى أن هذه الساحة عقب الانتهاء من البيع تشاهد المكان متسخاً للغاية، حيث يقومون برمي النفايات والبقايا وتركها بالمكان مع استمرارها حتى تزيلها البلدية مشوهين بذلك هذا المعلم دون أن يكون هناك مراعاة وتكريم للنعمة.

إلى ذلك أكد لـ «الشرق الأوسط» مسؤول أمانة منطقة الرياض انه تم تحديد أكثر من عشرين موقعا مجانيا للباعة الجائلين السعوديين في بعض طرق الرياض وتم تخصيص هذه المواقع بشكل دائم وعلى من يرغب منهم في الحصول على موقع نظامي التقدم للأمانة، في الوقت الذي تقوم فيه البلدية بجولات عديدة على مواقع الباعة وتم حصر السيارات المخالفة التي تقوم بالبيع والتي توجد منذ فترة وحصرها ومن ثم سحبها من الموقع ولا يتم إعادتها لصاحبها إلا بعد دفع الغرامة المالية.