المائدة السعودية في رمضان تخرج عن تقاليدها إلى التنويع

البعض يعتبره وسيلة للاعتياد على نظام طعام صحي

TT

أدت إيقاعات الحياة المتسارعة وانعكاسات العولمة على المجتمع السعودي إلى استبدال الكثير من مظاهر رمضان التقليدية بأخرى مستوردة، ونظرا لكون الطعام وجها تقليديا للشعوب، فإن التغير الحاصل اليوم ذو صلة وثيقة بالشكل الحالي لسفرة الطعام السعودية، خصوصا في شهر رمضان الذي تنزح فيه أطباق من مختلف المطابخ العربية والعالمية لتطال المائدة السعودية وتزيح الكثير من الأطباق المحلية.

وكشفت مجموعة من ربات بيوت بأن رغبة الأبناء تقف أساسا وراء التغيير الحاصل على محتويات السفرة السعودية في رمضان، لا سيما أن الصلة التي تربط الجيل الجديد والأطباق الشعبية غير وثيقة، الأمر الذي يدفعهم إلى الرضوخ لمطالب أبنائهم تجنبا لتمتماتهم بعبارات التأفف أمام كل سفرة.

وتؤكد ربة المنزل عزيزة الغامدي، بأن مطالب أبنائها الذكور تجعلها في حيرة بين رغبتهم ورغبة والدهم، وتقول «أبنائي اليوم لا يفضلون معمول التمر الذي أصبحت استبدله على مائدتي بحلوى السميد مع الشوكولاته أو القهوة التي لا يفضلها والدهم، حتى المعكرونة بشكلها التقليدي لا تنال رضا أبنائي الذكور ويفضلونها بخلطة البشاميل أو الخضراوات».

إلا أن الاعتقاد السائد بوجود تغيير في مائدة رمضان السعودية يهدد الأطباق التقليدية وينذر ببداية انقراضها، تراه الموظفة في احدى الإدارات النسائية فوزية السلوم غير دقيق، وتوضح «لا اعتقد بأن المائدة التقليدية تغيرت فالواقع أن الأطباق الموجودة في سفرة رمضان هي ذاتها، لكن الاختلاف يكمن في طريقة تحضيرها بطريقة أكثر عصرية، فالمعكرونة أو الشوربة ما زالت موجودة في سفرة رمضان، إلا أن ظهور نكهات ومواد متنوعة تضاف إليها في التحضير تجعلها تبدو أطباقا مختلفة».

إلى ذلك، وعلى الرغم من أن بعض ربات المنازل يجدن أن طهي الطعام التقليدي في رمضان أسهل بكثير في التحضير، لا سيما أنه روتيني، وقد اعتدن على تحضيره دوريا إلى جانب أنه يروق كثيرا لرب الأسرة، إلا أن هناك من يرى بأن التنويع أمر واجب بالنسبة لربة المنزل، وغالبا ما يكون أصحاب هذا الرأي هم هواة الطبخ من النساء، وربة المنزل، تحكي دلال السروجي، بأنها بدأت إطلالة رمضان مع مجموعة من كتب الطبخ من المغربي والمكسيكي، وتقول بأنها تفضل تغيير محتويات السفرة بشكل يومي بحيث تضم الأطباق المغربية والحلويات المصرية على سفرتها، وبحسب تعبيرها توضح قائلة «مائدتي تمثل العولمة الغذائية أطباق الفتوش والتبولة والحلويات المصرية، لا بد أن تكون حاضرة إلى جانب شوربة بمذاقات مختلفة، أما بالنسبة للسحور، الذي يتطلب أن يكون دسما فأستعين بصينيات الخضراوات الإيطالية أو المسقعة المصرية والملوخية وحتى الكبسة السعودية تكون باضافات متنوعة».

ويعتبر التنوع في مائدة رمضان وعدم اقتصار السفرة على الأصناف التقليدية أمرا نسبيا وتختلف دوافعه من امرأة لأخرى، حيث برز في الآونة الأخيرة دور شهر رمضان في تغيير العادات الغذائية للأفراد ما جعل الكثير من النساء يلجأن إلى استبدال الطعام غير الصحي بآخر يتناسب مع الوضع الصحي لأفراد الأسرة.

وتكثر ربة المنزل موضي السحيم، من الأطباق الصينية، لا سيما أن زوجها يعاني من أمراض السكري والكوليسترول، وتقول «استعين بأطباق من المطبخ الصيني نظرا للفوائد لصحة الإنسان إلى جانب كونها سهلة الهضم وتحتوي على الخضراوات المطبوخة الخفيفة على المعدة»، مضيفة بأن شهر رمضان وسيلة للاعتياد على نظام الطعام الصحي.