ندوة طبية تربط بين «السمنة» وارتفاع مرضى الفشل الكلوي

قالت إن عدد المرضى تزايد بصورة ملحوظة

TT

ربطت ندوة علمية أقيمت أخيرا في جدة بين السمنة وارتفاع السكر وضغط الدم ومرض الفشل الكلوي الذي سجلت معدلات الاصابة به ارتفاعا كبيرا مؤخرا في مختلف المناطق السعودية.

وقالت الندوة «ان عدد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي قد تزايد بصورة ملحوظة في المجتمعات الخليجية نتيجة تزايد عدد المرضى المصابين بزيادة الوزن والسكري وارتفاع ضغط الدم».

واشارت الندوة التي عقدت أمس الاول في جدة وشارك فيها عدد من المتخصصين والاستشاريين من داخل المملكة وخارجها الى ان كل تلك الامراض تؤدي في النهاية الى الاصابة بالفشل الكلوي.

واوضح البروفيسور عبد المجيد النحاس استاذ امراض الكلى في جامعة شافيلد بانجلترا ان المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن تكون نسبة الزلال لديهم اكثر من غيرهم وبمرور الوقت تعاني وظائف الكلى لديهم من مرحلة التدهور وتبدأ معهم اعراض الفشل الكلوي.

وبين «ان السمنة تعد مؤشرا خطيرا بين فئة الشباب والاطفال الى جانب ان ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري والذي قدر بأكثر من 150 مليون مريض في العالم قد يصل الى 400 مليون مريض خلال العشر سنوات القادمة».

وشدد الدكتور النحاس على اهمية التشخيص المبكر لتقديم العلاج المناسب في حالة الاصابة بالفشل الكلوي، مشيرا الى ان المملكة العربية السعودية تعد من الدول الرائدة في زراعة الكلى وعمليات الغسيل الكلوي.

وبين ان هناك تقدما كبيرا احرزته الابحاث في عالم زراعة الكلى، حيث تم التغلب على مشكلة رفض الجسم للكلى المزروعة باستخدام عقار السلسبت الذي يعد من العلاجات التي غيرت مسار زراعة الاعضاء، لانه يحل محل الاميوران فيزداد مستوى هبوط المناعة وبالتالي قبول الجسم للعضو المزروع.

وافاد الدكتور النحاس ان من اهم اسباب الفشل الكلوي العامل الوراثي ويكتشف المرض اثناء الطفولة وهناك اسباب مكتسبة ومنها داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والالتهابات الكبيبية الكلوية المناعية بأنواعها المختلفة وانسداد المسالك البولية نتيجة الحصوات البولية او اورام مجرى البول وغيرها.

وبين ان من اهم اعراض الفشل الكلوي الاحساس بالخمول وقلة النشاط واضطرابات في مواعيد النوم وهبوط في شهية الطعام ثم غثيان وقيء في الصباح وزغللة بالنظر وشحوب في لون البشرة مع ميل للصفرة وحكة مزعجة ورعشة بالاطراف وضيق في التنفس حين بذل المجهود وآلام بالصدر والعظام ورعاف وسهولة في النزف.

من جانبه تناول الدكتور هيثم محمد الفلاح استشاري وجراحة الغدد الصماء والبدانة موضوع السمنة بوصفها احد اسباب الفشل الكلوي مشيرا الى ان اسباب السمنة تتراوح ما بين اسباب وراثية ومكتسبة وان التخلص منها وتجنب اعراضها وانعكاساتها السلبية امر في متناول اليد. وقال ان الاسباب الوراثية للسمنة لا تتجاوز في العادة نسبة 30 في المائة ولا يستطيع المريض التحكم فيها، أما الاسباب المكتسبة والتي تتجاوز 70 في المائة فهي الاهم وتعتبر مسؤولة عن السمنة ويمكن التحكم فيها باتباع الارشادات المحددة في حياتنا اليومية ومن ذلك الاعتدال في الاكل دون اسراف او حرمان، الى جانب ممارسة الرياضة المناسبة بانتظام والابتعاد عن الوجبات السريعة ذات المحتوى العالي من الدهون، اضافة الى ضرورة تغيير العادات الغذائية الخاطئة من خلال التوعية والتثقيف.

وحذر الدكتور الفلاح من استخدام ادوية التخسيس دون استشارة الطبيب، موضحا ان الابحاث العلمية اكدت ان عقار زينيكال يعد من العلاجات الآمنة لانه يعمل على تقليل امتصاص الدهون في الامعاء بنسبة 30 في المائة.

واكد ان بعض ادوية منع الشهية التي يلجأ اليها البعض تعمل على تنبيه مراكز الاحساس بالشبع في المخ وتمنع وصول المؤثر الذي ينتج عن انقباض المعدة الخاوية، مما قد يسبب على المدى البعيد انهيارا عصبيا ومشاكل نفسية وعصبية اهمها الادمان على المهدئات.

واوضح ان السمنة تعد ايضا سببا رئيسيا في الاصابة بالفشل الكلوي ولا بد من علاجها على وجه السرعة.