وكالة شؤون الحرم النبوي: تقسيم زائرات الروضة الشريفة وفق جنسياتهن.. ليس عنصرية

البدء بمشروع التوسعة وإقامة مظلات من الجهة الشرقية لمصليات المسجد النبوي

TT

نفى أحمد عبد الوهاب، مدير عام المتابعة بالمسجد النبوي في المدينة المنورة، أن يكون تفويج النساء للروضة الشريفة، بجوار مرقد النبي عليه السلام، وصاحبيه رضي الله عنهما، وفق جنسية الزائرات، نوعا من الممارسة العنصرية أو التمييز بين الزائرات أو أنها عمل عشوائي غير مخطط له.

وكانت وكالة شؤون المسجد النبوي في المدينة المنورة، لجأت قبيل شهر رمضان، الى اتباع أسلوب تنظيمي جديد في ادخال زائرات الروضة الشريفة، يتمثل في تقسيمهن إلى مجموعات بحسب جنسياتهن، حيث تعمل موظفات الحرم على حمل لوحات مكتوب عليها مسميات الدول، وعبر ندائهن تتجمع المنتميات إليها ويتلازمن كمجموعات تنتظر في الساحة المقابلة لمرقد النبي وصاحبيه حتى يتم السماح لكل مجموعة بالدخول إلى الروضة على دفعات.

وأوضح عبد الوهاب أن اتباعهم لهذا الأسلوب يأتي من قبيل التنظيم، خاصة في ظل الازدحام الشديد من قِبل الزائرات خلال شهر رمضان، وقال «هذا يساعدنا على توجيههن بالشكل الذي يتناسب مع لغة كل مجموعة، حيث ترافق كلا منها مرشدات يتحدثن ذات اللغة لتوجيه المجموعة بما يتناسب مع الزيارة وحتى خروجهن من الروضة، كاللغة التركية مع التركيات، والفرنسية مع دول المغرب العربي لأن بعضهن لا يتحدثن العربية، كذلك الحال مع المجموعة الإيرانية، والماليزية، وهكذا».

وحول أن هذه التقسيمات تمارس حتى مع من يتحدثن العربية كمصر ودول الخليج وغيرها، علق عبد الوهاب بقوله «السبب يعود إلى الأعداد التي تتكون منها هذه المجموعات، فمصر أعداد زائريها كبيرة جدا، وبالتالي وجودهم كمجموعة يسهل متابعة دخولهم إلى الروضة على دفعات، كما أن الزائرات الخليجيات عادة هن أقل من غيرهن».

ويتابع «هذه الطريقة ساعدتنا في القضاء بشكل كبير على السرقات التي تحدث في الحرم النبوي وأثناء زيارة الروضة الشريفة بشكل خاص»، مشيرا إلى أن هذا الإجراء التنظيمي يتم تنفيذه للمرة الثانية بعد أن تمّ تطبيقه ونجاحه خلال موسم الحج السنة الماضية.

وهو ما أوضحه أيضا محمد سكر، وكيل المتابعة الميدانية بالمسجد النبوي، الذي أشار إلى أنهم لا يستخدمون ذلك على مدار السنة، إنما فقط خلال المواسم التي تزدحم فيها الزائرات، وقال «على مدار السنة يدخلن الروضة جميعا، لكن على دفعات».

وحول تقليص وقت الفترة الصباحية أخيرا لزيارة الروضة من الفترة 6.30 ـ 11 إلى الفترة 7 ـ 10 صباحا، يقول سكر «لم نقلص الوقت، إنما فترة الزيارة تبدأ منذ وقت الإشراق حتى ما قبل صلاة الظهر بوقت كاف يسمح لإخراج الزائرات من الروضة كي يستطيع الرجال الدخول لتأدية صلاة الظهر»، ويتابع «ولهذا فإن الوقت يقصر ويطول تبعا لاختلاف مواعيد الإشراق على مدار العام».

وأفاد المدير العام للمتابعة بالمسجد النبوي أحمد عبد الوهاب، أنهم يواجهون مشكلة عدم وعي الزائرات من مختلف الدول الإسلامية وعدم التزامهن بالنظام والهدوء أثناء دخولهن لزيارة الروضة الشريفة، خاصة في ظل الزحام، وهو ما يسبب ـ عادة ـ انشغالهن بغير الصلاة، بل حصول حوادث نتيجة التدافع الشديد أثناء دخول التفويجات إلى الروضة، وقال «هذه المشكلة حقيقة لم نلحظها في المجموعة الماليزية، خاصة التي تتميز بالهدوء والالتزام، لأنه كما عرفنا أن دولتهم تهيئهم وتعدهم بدورات تدريبية للزيارة بشكل ملتزم بالنظام، ولهذا نطالب الدول الإسلامية وسفاراتها بإعداد زائريها من المعتمرين للمسجد النبوي وتوعيتهم للزيارة».

واشار إلى أنه لا يصح المقارنة بين نسبة زوار المسجد النبوي والحرم المكي حاليا بالأعداد القليلة التي كانت متوفرة للزيارة منذ 25 و30 سنة، وقال «انتشار الإسلام وسهولة عملية النقل ووسائل المواصلات الحديثة، سبب في ازدياد الزوار، وهو ما لاحظته خلال خدمتي طوال 38 سنة في الحرمين الشريفين».

وأوضح عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط»، أن عدد المصليات في المسجد النبوي تزايد بشكل كبير عن السنوات السابقة، مما جعل أعدادا كبيرة منهن يصلين في الساحات والشوارع المقابلة لشطر النساء بالمسجد، وهو ما دعا اهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أن يوجه أوامره بعمل مشروع توسعة في الساحات بالجهة الشرقية من المسجد النبوي التابعة للنساء، وقال «لقد بدأ تنفيذ المشروع وبدأنا بإقامة المظلات وذلك لتسهيل صلاتهن ورعايتهن».