القماش الأحمر.. الرمز الرمضاني الأشهر في السعودية

ارتبط عند رؤية المعتمرين له بمكان الأكل والشرب والمأوى

TT

تزيين البوابات لدخول نسمات رمضان هو أحد المظاهر التي تتميز بها مطاعم ومحلات جدة والتي تعتبر من أجمل المناظر التي تبعث البهجة والفرحة لاستقبال الشهر الكريم.

فرمضان بالنسبة لاصحاب المطعم هو أهم زائر، فيجب تجهيز بوابة الدخول له كونه ضيفا عزيزا يدخل معه الخير كله للمكان أو كونه ضيفا يوجب الاحتشام له والاحترام فتغطى جميع البوابات بالقماش الأحمر الجميل المستوحى من مختلف الدول العربية.

القماش الأحمر هو رمز الخير عند العرب، ففي مدينة جدة القديمة، خاصة أمام بيوت الأغنياء كانت تستخدم ساحة كبيرة أمام المنزل محاطة بالقماش الأحمر للعطف على الفقراء بتقديم الولائم والمأكولات لهم في شهر رمضان.

وعن استخدام القماش الأحمر يقول عمر بارزق وهو أقدم فران بجدة: شهر رمضان من شهور الخير والعطاء لتقديم الأغنياء وجبة الإفطار للفقراء عن طريق موائد الرحمن بالإضافة إلى تقديم الملابس والأموال قبل العيد.

وفي جدة القديمة، خاصة عند الميناء تقدم هذه الخدمة لزوار مدينة جدة الساحلية فكانت السفن تقف بالميناء لنزول المعتمرين المتجهين إلى مكة المكرمة، خاصة في شهر رمضان فيقوم الزائرون بالبحث عن القماش الأحمر الذي كان يمثل لهم المأوى والاستقرار خصوصا من منهم لا ينطق العربية ولكنه عندما يجد المكان المحاط بالقماش الأحمر يعلم وقتها أنه سوف ينال المأكل والمشرب وربما المأوى.

ويؤكد بارزق الذي تجاوز الثمانين من عمره أن هناك أفرادا قائمين على تنفيذ ومتابعة تقديم الولائم والإفطار للصائمين وكان على رأسهم صاحب المنزل الذي كان يقف أمام مدخل الساحة المحاطة بالقماش الأحمر لتقديم التمر للصائمين ثم يتنقل داخل الساحة المحاطة بالقماش الأحمر للترحيب بالصائمين والتـأكد من سير الأمور.

ومن هنا يعتبر القماش الأحمر مكانا لاحتواء الخير والرحمة بالإضافة إلى أنه علامة على ترابط أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن زيادة كمية القماش الأحمر دلالة على كرم صاحب البيت.

ويوضح بارزق ان استخدام الساحة المحاطة بالقماش الأحمر كحلقة ذكر وتلاوة القرآن الكريم بعد الإفطار ويتم ذلك بدعوة صاحب البيت لجميع أفراد المدينة للمشاركة في سهرات رمضان المتميزة.

وعلى نفس النهج حرصت مطاعم جدة على وضع القماش الأحمر على البوابة الخارجية للمطعم كرمز حي لوجود الخير بداخله بالإضافة إلى أنها لمسة مادية تدق عالم ذكريات الماضي الجميل ولكن تغير تقديم الخدمة عن السابق وظل القماش على مدار الأعوام رمزا للكرم والرحمة والعطاء ولم يتغير.

من جهة أخرى يقول مصطفى الرفاعي المسؤول عن صالة الطعام في أحد مطاعم جدة «نقوم بتزيين بوابة المطعم لاستقبال الزائرين ولترسيخ أجواء رمضان كما يساهم القماش الأحمر المكون من تداخل الخطوط المستقيمة باللونين الأبيض والأسود»، مشيرا إلى وضع فانوس رمضان وهو من أجمل المظاهر التي يفرح بها الأطفال للترحيب بشهر رمضان كما تم وضع دمية كبيرة على شكل جمل لترسيخ البيئة العربية القديمة.