الأحسائيون يتبادلون الطبيخ الرمضاني قبل مدفع الإفطار

الهريسة والمعجنات ومشروب الجزر والرمان أشهرها

TT

اعتاد أهالي مدينة الأحساء شرق السعودية على ممارسة بعض العادات والتقاليد الاجتماعية في ما بين أبناء الحي الواحد خلال شهر رمضان المبارك من كل عام ومن أشهر هذه العادات الاجتماعية الرمضانية الإفطار المتبادل بين البيوت في أحياء القرى والمدن.

فقبل أن يرفع أذان صلاة المغرب بقليل يبدأ البعض منهم بطرق أبواب الجيران لتبادل الأطعمة عبر أيدي الأطفال والأمهات وأشهر تلك الأطعمة المتبادلة طبق «الهريسة» وهي عبارة عن طهي حب الحنطة مع الطماطم ولحم البقر والدهن، إضافة إلى أطباق المعجنات وورق العنب ومشروب الجزر والرمان.

وعلى الرغم من أن هذه العادات الاجتماعية موجودة ومتأصلة بين أهالي مدينة الأحساء إلا أنها تكثر في شهر رمضان المبارك على وجبة الإفطار وبالأخص بين أبناء القرى.

تجدر الإشارة هنا إلى أن تبادل الإفطار برنامج لا يغيب عن أجندة العائلات الأحسائية خلال شهر رمضان وتتفنن ربات البيوت في إعداد الأكلات والتباهي بأشهاها، وبالطبع فإن الهريسة تعد عروس مائدة الإفطار الأحسائية.

وإلى جانب ذلك تصطف المشروبات بألوانها والتي يأتي في مقدمتها «شراب الجزر، وقمر الدين، والرمان، وعصير الليمون الحساوي البارد» والجميل في ذلك أن ربات البيوت يتبادلن تلك المشروبات في ما بينهن إضافة إلى الأطعمة.

وتعتبر منيرة العلي تبادل الإفطار خلال شهر رمضان إحدى طرق التواصل الاجتماعي بين الجيران التي قلما تحدث في زمن أصبح الفرد فيه لا يهتم إلا بإرضاء نفسه، بالإضافة إلى أنها تضفي جوا عائليا يوحي بالطمأنينة بين العائلات.

وترى الحاجة أم محمد الخطام أن الترابط الاجتماعي يزداد متانة في شهر رمضان، وتعتقد أن هذا الشهر فرصة لتقوية صلة الرحم وروابط الإخوة الإسلامية وتؤكد على أنها سعيدة جدا بهذه العادة الاجتماعية الجميلة والمنتشرة بين أهالي الأحساء واعتبرت ذلك سمة رمضانية بارزة للأحسائيين.

وتشير إنعام السلمان إلى أنها تتبادل الإفطار خلال شهر رمضان مع زميلاتها اللاتي يجاورنها في العمارة وباتفاقٍ مسبق في ما بينهن على الأطعمة المختلفة ليوفرن بذلك الوقت والمادة ويتبادلن الخبرة في طهي الأطعمة الرمضانية. وتوثيق صلة التآخي بينهن.

وتبادل الإفطار لا يقتصر في الأحساء على أبناء الحي الواحد وإنما يمتد ما بين الأحياء الأخرى فمعظم الصديقات والقريبات وكبيرات السن من ربات البيوت يتفقن مع بعضهن البعض على تبادل الإفطار باتفاق مسبق وتسند مهمة توصيل الإفطار إلى الأبناء والأزواج والسائقين.

ويعد تواصل الناس وتراحمهم أحد مقاصد شهر رمضان عند الأحسائيين. وتبين زينب الحجي أخصائية اجتماعية «أن الأحسائيين يبادرون إلى زيارة بعضهم ويتبادلون دعوات الإفطار بينهم بسبب اشتراكهم في الجوع والعطش ووحدة إحساسهم بالحاجة إلى أمس الأشياء بالحياة، ما يجعلهم متقاربين بصورة واضحة».