إحصائية رسمية: 60% نسبة انخفاض أعداد المعتمرين القادمين بحرا هذا العام

غرق «عبارة السلام 98» وإيقاف بواخر أخرى عن العمل من أهم الأسباب

TT

أظهرت إحصائية قامت بها السلطات الصحية السعودية في ميناء جدة الإسلامي، انخفاض أعداد المعتمرين القادمين عن طريق البحر الى ما نسبته 60 في المائة عن العام الماضي في أهم منفذ بحري لقدوم المعتمرين الراغبين في أداء مناسك العمرة.

وتأتي حادثة «عبارة السلام 98» التي غرق على متنها نحو 1000 راكب والأنباء المتواترة عن إيقاف بواخر أخرى غير مطابقة للشروط، إضافة لإيقاف عدد من العبارات التي كانت تعمل على نقل الركاب والمعتمرين، ضمن أهم أسباب الانخفاض الكبير في أعداد المعتمرين الذين كانوا يفضلون طوال السنوات الماضية ميناء جدة الإسلامي وخاصة القادمين من جمهورية مصر العربية والسودان.

وجاءت الأرقام الرسمية التي تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة خاصة منها، لتكشف حجم المخاوف الذي تسببت به حادثة العبارة 98 على نفسيات المعتمرين في زيارة الأماكن المقدسة عن طريق البحر. ففي الوقت الذي بلغ فيه أعداد المعتمرين القادمين بحرا في العام الماضي نحو346077 ألف معتمر، فإن العدد لم يتجاوز حتى مساء الجمعة الماضي 100 الف معتمر. في وقت لا تمنح فيه السعودية عادة خلال الاشهر الثلاثة القادمة أي تأشيرات قدوم للعمرة وذلك استعدادا لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. مما يعني أن رقم المائة ألف يعتبر نهائيا الى حد بعيد. وكانت جميع البواخر التابعة لشركة السلام قد توقفت عن نقل الركاب أو المعتمرين منذ حادثة غرق باخرتها السلام 98، لتتوقف بعد ذلك جميع عباراتها عن نقل المعتمرين الى ميناء جدة الاسلامي سواء من مصر أو السودان. في حين لم يدخل سوق النقل البحري سوى 3 شركات جديدة بملكية 3 عبارات وبمعدل رحلة واحدة لكل باخرة.

وقال مقيمون مصريون أمس، ان ذويهم تقدموا بطلبات مبكرة للقدوم للعمرة خاصة في شهر رمضان، غير أن صعوبات الحجز من جهة القدوم، ومخاوف الناس من القدوم بحرا، عطفاً على ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، تسبب في تأخير وصول أقاربهم.

وأضافوا بالقول إن القدوم عن طريق المنافذ البرية أصبح هو الخيار الأكثر جاذبية للمعتمرين القادمين للأراضي المقدسة رغم طول فترة الرحلة وما يكتنفها من مشقات أثناء الطريق.

يشار إلى أن تقارير متواترة عبر وسائل الاعلام العربية تشير لصعوبات كبيرة يلاقيها الراغبون في أداء مناسك العمرة، خاصة في شهر رمضان الكريم، وهي القضية الموسمية المتجددة كل عام، وسط مطالبات شعبية بأن يعاد النظر في تنظيم قطاع النقل البحري وإدخال المكننة الى كل عملياته الاجرائية، والنهوض به في جعله عامل جذب للمعتمرين وليس عامل ضرورة باعتبار تكلفة السعر المنخفضة قياسا بوسائل النقل الأخرى.