النحل ينتج العسل لعلاج الأمراض.. والسعودية تضاعف إنتاجها إلى 177 ألف طن

وزارة الزراعة بدأت بتدريب سعوديين لتشخيص أمراض وآفات النحل

TT

تشتهر السعودية بتنوع الأشجار والمحاصيل الزراعية المنتشرة في مناطقها المختلفة، حيث يسود في جزئها الغربي الجبال الشاهقة والتي تتدرج باتجاه الشرق مكونة الهضاب والسهول، وتضم هذه المرتفعات الجبلية جبال الحجاز وعسير وسهل تهامة الساحلي في الغرب وعلى قمم هذه المرتفعات توجد أهم وأغنى أماكن تربية النحل، كما ان هناك مناطق أخرى في السعودية طبيعية لتربية النحل، حيث تكثر أوديتها وبين جبالها أشجار الطلح كما تكتسي أرضها بالنباتات العشبية البرية المختلفة مثل الاقحوان والحوذان والخزامى.

وحظيت تربية النحل بنصيب من الاهتمام في خطط التنمية الخمسية، حيث وضعت برامج تهدف إلى نشر وتطوير النحل في البلاد، ومن أهم الحقائق في هذا المجال هي إقامة محطات تربية الملكات وإنتاج الطرود ونشرها في مختلف مناطق السعودية، وتعريف المزارعين بأساليب النحالة الحديثة.

وتشير الاحصائيات الى الحاجة الماسة لزيادة الاهتمام بتربية النحل وانتاج العسل واستغلال النحل في تلقيح الازهار وانتاج حبوب اللقاح والطرود والشمع والغذاء الملكي والبروبوليس (العكبر) وسم النحل، فكمية إنتاج عسل النحل في السعودية لعام 2005 تقدر بنحو 177.477 طنا.

وينتج النحل العسل والغذاء الملكي والشمع وحبوب اللقاح والبروبوليس وسم النحل وكلها تفيد في علاج كثير من الامراض التي انتشرت في العصر الحديث، وتعود على النحال الماهر مبالغ طائلة من تقسيم وبيع الطرود وتربية وبيع الملكات، كما يساهم النحال في زيادة كمية الانتاج للمحاصيل الزراعية وتحسين نوعيتها نتيجة لتأثير النحل في تلقيح الأزهار، حيث وجد أن الحقل الذي به خلايا النحل تزيد فيه كمية المحصول وجودته بنسبة 35 الى 40 في المائة بإجراء عملية التلقيح الخلطي، ويساهم النحل في حل مشكلة البطالة، حيث ان مهنة تربية النحل يسهل تعلمها ويمكن لجميع الاعمار ممارسة هذه المهنة بسهولة ويسر.

وحرصا من وزارة الزراعة على الاهتمام بنشر مهنة تربية النحل والحفاظ عليها قامت بإنشاء مختبر متقدم لأمراض وأفات النحل في مقر الوزارة ومن الخدمات التي يقدمها للنحالين، فحص وتشخيص أمراض وآفات النحل لعينات النحل التي ترسل من المناحل الإرشادية التابعة لمديريات الزراعة في مناطق وقطاعات السعودية المختلفة، وفحص وتشخيص أمراض وآفات النحل المتبعة للتشخيص الحقلي والمعملي لأمراض وآفات النحل، وتدريب كوادر فنية على الطرق الحديثة المتبعة للتشخيص الحقلي والمعملي لأمراض وآفات النحل، وإقامة دورات تدريبية على فحص وتشخيص أمراض وآفات النحل، وعمل حملات توعية ونشر الطرق المتبعة في جميع عينات النحل البالغ والحضنة للفحص والتشخيص المعملي لأمراض وآفات النحل.

وقامت الوزارة بتجهيز عدة محطات ملكات للحفاظ على سلالة النحل وإكثارها فهناك محطة تربية الملكات وإنتاج الطرود ببوادي نمار بالرياض، كما هناك محطة تربية الملكات وإنتاج الطرود بالباحة وفي الطائف والقصيم.

ويحتوي عسل النحل على خمس وزنة تقريبا من الماء كما يحتوي على البروتين وحوالي أربعة أخماسه كربوهيدرات، إضافة الى مقادير من فيتامين «ب» المركب وفيتامين «ج» ومقادير من الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والمنجنيز والحديد والنحاس والفسفور والكبريت.

وتبلغ نسبة السكريات في العسل من 75 إلى 80 في المائة، وهذه النسبة العالية هي التي تعطي العسل مذاقه الحلو، وهناك عدة أنواع من السكر توجد في عسل النحل تبلغ نحو خمسة عشر نوعا.

كما يحتوي عسل النحل على عنصر الزنك الذي يلعب دوراً مهماً في تنشــيط الخـلايا المناعية التي تلعب دوراً رئيسياً في مقاومة الخلايا السرطانية بجانب الخلايا المناعية الأخرى، وأكد باحثون أن له قدرة هائلة على التصدي للضغط التأكسدي لما يحويه من كم كبير من العناصر المضادة للأكسدة، وله دور فعَّال في تنظيم ضغط الدم وزيادة نـسبة الهيموغلوبين في الدم، ويستخدم في علاج اضطرابات الجـهاز الهضمي، حيث يقوم بالعمل على إلغاء الحموضة الزائـدة في المعدة والتي تؤدي غالباً إلى القرحة، وقد استعمل كثير من الأطباء عسل النحل في علاج قرحة المعدة والاثنى عشر، كما يستعمل العسل لعلاج التهاب اللوزتين والزكام ونزلات البرد والسعال وأمراض الرئة، حيث أثبتت التجارب العديدة أن مرضى السكري تنخفض نسبة السكر في دمائهم فتصبح كما في الأصحاء إذا تناولوا العسل، والسبب في ذلك وجود مادة مؤكسدة تجعل تمثيل سكره أكثر سهولة في الجسم فلا يظهر بنسبة مرتفعة في الدم، كما ثبتت فائدة العسل تماماً إذا كان مرض البول السكري لا يرجع إلى انعدام الأنسولين وإنما إلى صعوبة تنبيه الخلايا التي تفرزه في الدم.