النعوش العائمة.. مراكب لزبائن الدخل البسيط فوق أمواج البحر الأحمر

ربان بحري: سوء الخدمات على العبارات سببه التلاعب في عدد الركاب

TT

إذا كان ما أصاب العبارة المصرية السلام 98 هو قضاء وقدر، فإن القضاء والقدر هو المسؤول الأوحد عن عدم غرق العديد من العبارات الأخرى التي تجري في البحر الأحمر.

المثل الشعبي المصري «من الخارج الله الله وبداخلها يعلم الله» يجسد الواقع العملي للعديد من العبارات التي دأبت على نقل العمالة من ميناء إلى آخر.

على رصيف ميناء جدة الإسلامي التقت «الشرق الأوسط» ببعض المعتمرين عقب نزولهم من احدى العبارات القادمة من ميناء السويس المصري والتي كانت تحمل 1300 معتمر من بينهم محمد عبد الله الذي بدأ حديثه بمقولة «العبارة هذه نوع من تكفير السيئات»، للإشارة عن سوء الخدمات المقدمة على العبارة.

ويقول إن «التهوية في العبارة معدومة تماما صناعيا كانت أم طبيعيا، بالإضافة إلى توقف أجهزة التكييف، النظافة العامة في المطبخ سيئة، بالإضافة إلى عدم التزام العاملين بالزي المخصص لتقديم الخدمة وعدم وجود شهادات صحية تشير إلى خلو العاملين من الأمراض».

وزاد «أما مياه الشرب بالعبارة فهي ملوثة ورائحتها تحتوي على مواد بترولية مع ملاحظة رواسب بالماء والتي تشير إلى عدم نظافة حافظات المياه· أما عن الطعام فهو غير مغلف، وقد شكا بعض الركاب من وجود صراصير في الطعام.. الكبائن رائحتها كريهة وجميع الشراشف وأغطية المساند غير صالحة للاستعمال وتحتاج للتغيير».

أما عن المخزن والثلاجات، فيقول عبد المعطي شحاتة وهو أحد ركاب العبارة «الثلاجات مليئة بالقاذورات وبقايا الطعام المتعفنة، والمأكولات غير مرتبة، بالإضافة إلى اللحوم والدواجن المحفوظة بالخزن غير مجمدة وعرضة للتلف».

وبشأن كبائن الدرجة الأولى توضح تحية الرفاعى أن جميع شراشف ومراتب الدرجة الأولى غير نظيفة وغير صالحة للاستخدام، كما أن التكييف بالدرجة الأولى يكاد يكون معدوما.

وكل ذلك يعكس بوضوح شديد حالة معظم العبارات التي تنقل ركاباً من مصر إلى جدة، وهم ركاب يمثلون في مجملهم مجموعات هائلة من العمالة المصرية والحجاج والمعتمرين، وهي رحلات شبه منتظمة تنقل ذهابا وعودة مئات الألوف من الركاب الجديرين بالرعاية والحماية لأنهم يدفعون ما عليهم وبالتالي على أصحاب العبارات وهم يحققون أرباحا بالملايين تقديم جميع الخدمات إليهم نظير ثمن التذكرة.

من جهته يشير الربان أحمد رجب إلى أن العامل الأساسي في قصور خدمة الركاب يرجع إلى التلاعب في الحمولة الكلية للعبارة فمالك العبارة يستطيع زيادة عدد الركاب من 500 راكب إلى 1300 راكب نتيجة التعهد بالالتزام بخط سير ساحلي أقل من 20 ميلا بحريا من اقرب ساحل.

وبين أن الربان في العادة يلتزم بالسير في هذا الخط الساحلي، خاصة إذا كانت حالة ماكينات العبارة سيئة لان الخط الساحلي أكثر من 20 ميلاً يكون محاصرا في العادة بالأخطار نتيجة زيادة حمولة العبارة، كما أن أماكن الإعاشة الموجودة بالعبارة لا تتحمل هذه الأعداد الكبيرة لأن كبائن العبارة تتحمل 500 راكب فقط وهي تشغل بأول من يصل إلى العبارة أما الباقي فيدفعون ثمن الكبائن ولا يجدونها، وهنا يكون الربان هو المسؤول الأوحد عن توفير كبائن لهم وألا تنزل به اللعنات من قبل الركاب ويجني مالك العبارة الذهب لتلاعبه في زيادة عدد الركاب.

من جهته يشير حسين الشريف مدير جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة إلى أن الجمعية تتصدى للمشكلات والشكاوى التي تقدم إلى الهيئات الحكومية لإعطاء الجمعية الأحقية في مساّءلة الجهة الحكومية عن انتهاك حقوق الإنسان، مشيرا إلى مطالبة ركاب العبارات بتقديم شكوى إلى هيئة النقل البحري لتوضيح سوء الخدمات المقدمة لهم.

وبين الشريف أن جمعية حقوق الإنسان لها آلية واضحة في متابعة ومعالجة الشكوى، وذلك عن طريق متخصصين لتوضيح أركان المشكلة بطريقة علمية، ويتم بعد ذلك مخاطبة الجهات الرسمية فيها.