مساجد العاصمة تسجل غيابا لأئمتها رغم تحذيرات «الشؤون الإسلامية»

مع دخول شهر رمضان أيامه العشرة الأخيرة

TT

سجل عدد من مساجد العاصمة السعودية الرياض، تغيبا لأئمتها مع دخول شهر رمضان المبارك، الأيام العشرة الأخيرة منه، ما أحدث ربكة في صفوف مرتاديها، الأمر الذي دفع البعض منهم إلى تزكية أحد الأشخاص، ليتولى إمامة المسجد خلال فترة تغيب إمامه الراتب.

وأدى عدم وجود مؤذنين على بعض الملاكات الوظيفية للمساجد التي سجلت تغيبا لأئمتها، إلى إحداث نوع من الفوضى داخل تلك المساجد، حيث غالبا ما يعتمد أئمة تلك المساجد على عدد من أبناء الجاليات الآسيوية ليتولى مهمة رفع الأذان وإقامة الصلاة.

وتأتي هذه التجاوزات من بعض أئمة مساجد العاصمة الرياض، على الرغم من التصريحات التي أطلقها صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية السعودي في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، والتي شدد فيها على عدم التساهل مع أئمة المساجد في حالة غياب أحدهم عن المسجد بلا عذر مقبول، خاصة لما لوحظ على البعض من الأئمة تركه المسجد في رمضان بحجة العمرة أو الاعتكاف في الحرم.

واعتبر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن تغيُب أئمة المساجد عن مساجدهم، أمر مخالف للأنظمة وشروط الوظيفة، فيما قال ان قيام الإمام بإنابة غيره بشكل دائم بجزء من المكافأة، يعد إخلالا بالأمانة، وتركا للعمل المؤتمن عليه.

من ناحيته، لم يستطع حمد العبدالله، وهو أحد المتضررين من غياب إمام مسجد الحي الذي يقطنه، شرق الرياض، أن يصف الفعل الذي قام به إمام مسجد الحي إلا بالإهمال، وقال «ماذا عساني أن أسميه، هو بالطبع إهمال ولا مبالاة من هذا الإمام الذي تم تعيينه على هذه الوظيفة ليؤديها بأكمل وجه، لا أن يترك الحبل على الغارب».

وعما إذا كان قاطنو حي الروضة، يعتزمون رفع شكوى بحق هذا الإمام لدى وزارة الشؤون الإسلامية، قال العبد الله «لمن نشتكي، ثم هل سيتم الأخذ بهذه الشكوى في حال رفعها، لا نقول إلا: شكوانا لله العلي القدير، فقد تعودنا كل عام على هذه الحالة».

وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية على هذه التجاوزات، غير أنه تعذر الوصول له بعد إغلاقه لهاتفه المحمول، رغم وعده بالرد.

وكان الوزير آل الشيخ قد وجه في بيان أصدره منتصف شهر رمضان المبارك، أئمة المساجد لضرورة ترك الآراء والاجتهادات الشخصية حتى لا تتفرق الأمة، وتتشعب بها الآراء التي لا تستند الى دليل صريح، أو لا تراعي المصالح والمفاسد، فيما لفت إلى أن إمام المسجد يعد أحد عوامل ثبات الناس، واجتماعهم، وعدم تفرقهم بحسن توجيهاته، وسداد رأيه، وصدوره عن اقوال العلماء الربانيين، وإظهار التقدير والاحترام، والسمع والطاعة لولاة الامور، والعلماء، والاحتفاء بأقوالهم، وعدم إظهار مخالفتهم، أو التهوين من آرائهم، لما في ذلك من المفاسد التي لا تخفى، وليست هناك مصلحة من إظهار المخالفة.

ولفت وزير الشؤون الإسلامية إلى أن من مهام الإمامة الحرص على ما يعين على تآلف قلوب المصلين وتحابهم، وتعاونهم على البر والتقوى، وما يعزز في نفوسهم رابطة الأخوة الإيمانية بحسن الخلق، وطيب الكلام، والرفق في التعامل مع الناس والحلم والأناة في معالجة المخالفات، وإظهار حسن السمت والوقار، ورعاية حرمة المسجد ومكانته وتعظيمه، عادا وظيفة إمام المسجد وظيفة عظيمة الخطر، فهي أهم مظاهر الحياة الإسلامية، ومن أعظم مقومات اجتماع المسلمين، وتآلف قلوبهم، ووحدة صفهم، على حد تعبيره.